الحربان ملك التعليق

ت + ت - الحجم الطبيعي

*في بادرة تكريمية، وتقديراً من الاتحاد الخليجي للإعلام الرياضي، واعترافاً بما بذله وقدمه المعلق، والإعلامي الرياضي الكويتي المخضرم، خالد الحربان، حيث أشارك معه في الملتقى الإعلامي الخليجي الحالي في المنامة، سيتم الاحتفال به في اليوم الأخير من الملتقى، لتتويج مسيرته الإعلامية الزاخرة، ولا شك في أن ترشيحه للتكريم، إنما جاء تقديراً لرجل إعلامي عريق، قدم الكثير للإعلام الرياضي الخليجي والعربي، وأوجد مدرسة مميزة في التعليق، أثرت في مسيرة الإعلام الخليجي، منذ الستينيات، وتخرج على يديه العديد من الإعلاميين الرياضيين، من بينهم «العبد لله»، حيث تعلمت منه الكثير عبر استماعي إليه في راديو الكويت خلال إقامة دورة الخليج الثانية بالرياض عام 72..

وهو من أبرز الرياضيين، الذين ارتبط اسمهم بالدورات الخليجية، سواء منذ أن شارك فيها في مطلع الستينيات، أو من خلال مواكبته مسيرة هذه الدورات، كما شارك مع الكرة الكويتية من خلال الأنشطة الإدارية والإشرافية، سواء على مستوى نادي العربي أو الاتحاد الكويتي لكرة القدم، ويمكن اعتبار انطلاقته الأولى في عام 1968، وكان عمري حينها تسع سنوات، وذلك في المباراة التي جمعت بين النادي العربي، والإسماعيلي المصري، واشتهر وذاع صيته، بعد أن علق على مباريات كأس العالم في إسبانيا والأولمبياد في موسكو..

كما أن صوت الحربان يذكرني بأمجاد الجيل الذهبي، والكرة الجميلة، والعصر الذهبي للأزرق، وما حققه منتخب الكويت في حقبة السبعينيات والثمانينيات، وحصده جميع البطولات الخليجية والآسيوية، والتحليق في سماء العالمية بالوصول لمونديال إسبانيا 1982 كونه أول منتخب خليجي وعربي في آسيا، واستطاع الحربان بعفويته أن يكسب محبة الناس، خلال مسيرة تجاوزت الـ40 عاماً، معلقاً موهوباً، له مكانة خاصة في قلبي.

*وبدأ الحربان مع الإذاعة قبل أن يصل إلى التلفزيون، الدائرة الأوسع المرئية، عندما سمعه وكيل وزارة الإعلام وقتذاك سعدون الجاسم، وهو يعلق على مباراة العربي والكويت، وأعجب به، وبدأت رحلة التعليق على المباريات عام 1966، كونه معلقاً متدرباً، بينما بدأ التعليق رسمياً في كأس الخليج الأولى عام 1970 بالمنامة..

وكانت أول مباراة يعلق عليها كان طرفها دراويش مصر فريق الإسماعيلي، أول فريق مصري يزور المنطقة، بينما كانت أول مباراة يعلق عليها خارج الكويت، جمعت الأزرق ومنتخب البحرين في «خليجي 1» بالمنامة، وتشاء الأقدار أن يعود الحربان هذه المرة محاضراً، وسبقه في التلعيق عبد العزيز الخطيب، وتزامل مع جاسم مجلي، الذي كان حكماً سابقاً، واستفاد من خبرات المعلق المصري الكبير المرحوم محمد لطيف، وخلال وجوده في المدرسة تنبأ مدرس مصري بأنه سيصبح معلقاً رياضياً في المستقبل.

* إن الحربان صاحب دور كبير في تاريخ الرياضة الخليجية والعربية، كان يعلق على المباريات بالخارج وجميع أفراد أسرته يستمعون لصوته في الإذاعة (الراديو) عند جدته، والطريف كانت جدته تقوم بـ «تقصير» صوت الراديو حتى لا ينبح صوت حفيدها، ويصاب بالتعب، سبحان الله، وأيضا كانت جدتي، رحمها الله، تشجعني وتعرف معظم زملائي في المهنة، بل كانوا يزورون جدتي في البيت، ونكمل مع الحربان، ونقول إنه لعب مع فريق المدرسة، ثم أصبح لاعباً أساسياً في منتخب المدارس...

وانتقل كونه لاعباً إلى منتخب الكويت في عام 1961 حتى 1963، وعمل مدرباً رياضياً في مدرسة حولي الرسمية، والنادي العربي، ومارس مهنة التعليق الرياضي منذ أواخر الستينيات، وقدم برامج رياضية في التلفزيون والإذاعة، واليوم هو ضيف المملكة، وأخ كبير، يحتفل به الاتحاد الخليجي للإعلام الرياضي، لأنه صفحة من صفحات الزمن الجميل .. والله من وراء القصد.

Email