تراثيات

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاحد 8 ذو الحجة 1423 هـ الموافق 9 فبراير 2003 قيل لأعرابي: صف الدنيا. فقال: جمة المصائب، سريعة النوائب، كثيرة العجائب. وذكر المدائني قال: كتب مطرف الى عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: اما بعد، فان الدنيا دار عقوبة، لها يجمع من لا عقل له، وبها يغتر من لا علم له، فكن فيها كالمداوي جرحه، واصبر على شدة الدواء لما تخاف من عاقبة الداء. وقيل للحسن البصري: كيف ترى الدنيا؟ قال: شغلني توقع بلائها عن الفرح برخائها. وقال رجل لامير المؤمنين علي بن ابي طالب كرم الله وجهه، وهو يخطب: صف الدنيا، فقال: ما اصف من دار اولها عناء، وآخرها فناء، في حلالها حساب، وفي حرامها عقاب. من صح منها أمن، ومن مرض فيها ندم، ومن استغنى فيها فتن، ومن افتقر فيها حزن. لما حج الرشيد، بينما هو سائر وهو على هودجه اذ وقعت عينه على بهلول مع المشاة، فاستدعى به، وقال: يا بهلول، تشهى وتمنى. فقال: على من؟ قال: علي. قال تغفر لي؟ قال: لا قدرة لي على ذلك، ولا هو في وسعي، ولا في طوقي. قال: فهب لي العافية. قال: ولا قدرة لي على ذلك. قال بهلول: ما في الآخرة شيء افضل من المغفرة، ولا في الدنيا شيء افضل من العافية، ولا اجل، واذا لم تقدر عليهما فأي شيء اتمنى؟ قال: تمن ان اعطيك واقطعك. قال: كلانا في خرابة واحدة، وتركه وانصرف. صار المغيرة بن شعبة وهو والي الكوفة الى دير هند بنت النعمان بن المنذر، وهي عمياء مترهبة، فاستأذن عليها، فقيل: امير هذه المدينة بالباب، قالت: فقولوا: من اولاد جبلة بن الايهم انت؟ قال: لا. قالت: افمن اولاد المنذر بن ماء السماء؟ قال: لا. قالت: فمن انت؟ قال: انا المغيرة بن شعبة الثقفي. قالت: فما حاجتك؟ قال: جئتك خاطبا. قالت: لو كنت جئتني لكمال او جمال لاطلبتك ولكنك اردت ان تتشرف بي في محافل العرب، وتقول: نكحت بنت النعمان، والا فأي خير في اجتماع اعور وعمياء؟ فبعث اليها: كيف كان امركم؟ قالت: سأختصر الجواب، امسينا مساء وليس في الارض عربي الا وهو يرغب الينا فيرهبنا، واصبحنا وليس في الارض عربي الا ونحن نرهبه ونرغب اليه. ابو صخر

Email