«ماكديت» أحببناك وسنفتقدك

«ماكديت» أحببناك وسنفتقدك

ت + ت - الحجم الطبيعي

كنا صغاراً لكن مع الأهل كنا نلتف عند شاشة التلفزيون مع الكبار لمشاهدة المسلسل المحلي الكوميدي الشهير «إشحفان» للاستمتاع يومياً بطرائف إشحفان والمقالب التي كان يحيكها له الظريفان «الكراني ورفيقه ماكديت» أو محمد الجناحي الذي غيبه الموت أول من أمس بعد صراع مرير عاشه الفنان الكبير مع مرض لا يرحم ولا يهدأ إلا بصرع من يقع بين فكيه.

محمد الجناحي هذا الفنان الذي واظب على تقديم فن راق احتراما لنفسه وفنه الذي عشقه وجمهوره الذي لم يشأ يوما إلا أن يتحفه بأفضل وأرقى ما لديه، لتشكل وفاته خسارة كبيرة للدراما المحلية وكذا الخليجية التي شارك فيها بأعمال درامية مهمة.

ويترك كذلك فراغا كبيرا يصعب سده مع احترامنا الكبير لجميع فنانينا الذين لا شك أنهم لا يختلفون في هذا القول فلطالما أحبوه في شخصه الجانب الإنساني الذي كان كبيرا عند الراحل.

والتزامه بتقديم المفيد كان مرده بالدرجة الأولى إيمانه العظيم بالرسالة التي من الممكن أن يؤديها الفنان من خلال فن راق بعيد عن الابتذال فحمل على عاتقه مع زملائه الفنانين هذه المسؤولية التي نرى أنه كان أمينا ومخلصا لها.

35 عاما هي نصف عمره تقريبا قضاه بين أروقة الإذاعة والتلفزيون في أبوظبي يقدم أعمالا درامية إذاعية وتلفزيونية وبين سنوات كان فيها أحد أهم أعمدة رواد المسرح في البلاد، أمتع جمهوره بأعمال فنية تبقى في الذاكرة.

ولم يتوقف إلا رغما عنه حين أقعده المرض وأبعده عن أحب الأعمال إلى قلبه فسقط طريح الفراش إلى أن انتشله قلب كبير يفيض حبا لأبناء الوطن هو قلب سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم الذي أمر بعلاجه على نفقته الخاصة.

وكلنا يتذكر عيني الجناحي حين أغرورقتا حين سماع نبأ تكفل سمو الشيخ حمدان بعلاجه في الخارج، وكان الموقف برمته مؤثرا لكل من شاهده في تلك المرة التي حقا كانت على غير ما اعتدنا عليه، لنبكي معه وهو الذي لطالما أضحكنا وأدخل الفرح إلى قلوبنا وأسعدنا بأعماله التي ستبقى شاهدة على تاريخ هذا الفنان ومدى التزامه وتميزه بل وحبه لفنه.

محمد الجناحي أو ماكديت رحل بلا وداع في وقت كنا ننتظر قدومه من رحلة العلاج، وهو الشيء الذي كان يمني نفسه به ولكن كان للقدر رأي آخر في قرار لا يملكه المرء هو الموت كما هو الميلاد، الآجل والعاجل توأم لا يلتقيان لكنهما مصيرا كل إنسان، ولا يملك حيالهما تصرفا.

رحل الجناحي وعزاؤنا في ذلك أعماله التي ستبقى بيننا وفي قلوبنا التي ستخفف عنا وطأة الرحيل، نشاهده في أعمال أحببناها فنحيا وكأنه بيننا بروح غاب عنها الجسد.

رحم الله الفنان الكبير، الشخصية المحترمة الممثل الملتزم محمد الجناحي وأدخله فسيح جناته وألهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.

fadheela@albayan.ae

Email