اكتساب فهم أفضل للقضايا المهمة

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا أحد يريد مناقشة السياسة. فعندما ألقي كلمة تتناول السياسة أو تمسها كتاباتي، كثيراً ما يُطلَب مني أن أتجنب الموضوع تماماً وأن أركز فقط على زاوية الأعمال. ونظراً لتركيبة تتألف من الحرمان من القدرة على إحداث أي تأثير، والإحباط، والإجهاد الذي يستشعره كثيرون بفِعل الأخبار عموماً، فربما يكون هذا الطلب مفهوماً، ولكن من المستحيل أيضاً الموافقة عليه.

في عالَم حيث يمر الأسبوع وكأنه شهر، يُصبِح من الصعب سبر أغوار حالة عدم الاستقرار، ولم تكن السياسة الأميركية فقط هي التي أصبحت أشبه بالقدر المحتوم. فقد تسبب التصويت لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي في يونيو 2016 في إلقاء المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى دوامة محيرة، الأمر الذي اضطر الشركات إلى تخمين ما قد يحدث لاحقاً ــ وفي العديد من الحالات، حفزها إلى تحويل عملياتها إلى دول أخرى.

إذا كنا تعلمنا أي شيء في العام المنصرم، فهو أن عالَم السياسة وعالَم الأعمال مترابطان بشدة. فالأعمال تسهم بصورة مباشر في تشكيل السياسة، حيث تصب الصناعات الأموال صباً في الحملات الانتخابية في محاولة لتعزيز مصالحها الخاصة، وبشكل غير مباشر، من خلال الإبداعات التي تدفع حدود القواعد التنظيمية.

ولأن كل قرار تتخذه حكوماتنا يؤثر بشكل مباشر وقابل للقياس في أعمالنا وحياتنا كمستهلكين، فمن غير المنطقي ولا المعقول أن ندافع عن الاعتقاد بأننا قادرون على تجنب السياسة ببساطة، الواقع أن الخيار الحقيقي الوحيد يتلخص في القيام بالعكس: إذ يتعين علينا أن نعمل على اكتساب فهم أفضل للقضايا المهمة، وكثير منها معقد ومترابط. كما يتعين علينا أن نكون أكثر ثباتاً ومثابرة في محاولة تشكيل النتائج السياسية، وأكثر حزماً في ضمان عدم إرباك الأعمال التجارية بالسياسات الرديئة.

 لوسي ماركوس -  الرئيسة التنفيذية لشركة ماركوس للاستشارات الاستثمارية

Email