الحياة العصرية وسلامة البيانات

ت + ت - الحجم الطبيعي

في كل مرة يحدث فيها اختراق كبير للأمن السيبراني للشركات، تبدو الاستجابة لهذا الاختراق متشابهة إلى حد كبير وهي الشكوى من الخراب والفوضى ومن ثم يتم استدعاء أول خبراء بالأمن السيبراني من أجل التعامل مع هذا الاختراق ولكن حتى يحين موعد ظهور أحد المسؤولين التنفيذيين أو أكثر أمام بعض اللجان الحكومية لتقديم بعض التوضيح عن سبب حدوث هذا الاختراق والتعهد بتعزيز البروتوكولات الأمنية فإن الناس - بما فيهم قراصنة الحاسوب أو الهاكرز- يكون قد تحول اهتمامهم لمواضيع أخرى ومع كل اختراق تتسارع الحلقة المفرغة فالناس إما يستخفون بالتهديد ويقولون انه على الأرجح لن يحدث لهم أو يقبلون هذا التهديد كأحد المخاطر التي لا يمكن تجنبها للحياة العصرية.

والحقيقة هي أن التهديد الذي تشكله اختراقات الأمن السيبراني يعد أمراً خطيراً و يمكن تجنبه أيضا والمفتاح لتخفيف ذلك هو فهم أن الأمن السيبراني ليس مجرد مسألة تقنية بل هو أيضا مسألة إستراتيجية عاجلة يجب أن تكون على قمة أولويات كل مجلس ادارة وكل فريق إداري .

إن حجم وسرعة الهجمات تعتبر بالفعل ضخمة وقد تكشف الآن بأن اختراق بيانات ياهو 2013 قد أثر على جميع الحسابات والتي تصل الى ثلاثة مليارات حساب وقد أثر هجوم واناكري رانسوموورم في مايو على العشرات من مؤسسات الخدمات الصحية العامة في المملكة المتحدة . إن المخاطر في ازدياد حيث تعامل مركز الأمن السيبراني الوطني في المملكة المتحدة الذي تأسس في العام الماضي مع ما يقرب من 600 واقعة هامة.وعلى ضوء ذلك فإن اختراق البيانات لا يعتبر من حقائق الحياة العصرية بل هو من نتائج اللامبالاة العصرية.

* الرئيسة التنفيذية لشركة ماركوس فينشر للاستشارات

Email