مرآة التاريخ

ت + ت - الحجم الطبيعي

لقد ظهر من قبل في التاريخ شيء مثل أميركا دونالد ترامب، فمجرد التفكير في ذلك ستجد أن ترامب يقضي وقته إما في المكتب البيضاوي الذي هو الآن مزين بستائر ذهبية أو في منتجعه مار إيه لاغو و الذي يحتوي على برج وبوابات حراسة وسرير أميري مغطى فهو يمثل النسخة الحديثة من لويس الرابع عشر ويعيش في نسخته الخاصة من قصر فرساي.

إن التاريخ لا يكرر نفسه ولكن كما زعم مارك توين فإن للتاريخ مرآة وقد كانت هناك مرآة تاريخية لترامب مع الماضي ولكن رئاسته ليست إعادة للفاشية في القرن العشرين كما قال المؤرخ ييل تيموثي سنايدر وآخرون. بدلاً من ذلك، لقد أعاد الرئيس الأميركي المهووس بالتلفاز شيء أكبر من ذلك بكثير وأكثر تمشياً مع خيال ديزني وهو البلاط الملكي الخاص به.

لقد اعتمد القادة مثل لويس الرابع عشر والإمبراطورة الرومانية المقدسة ماريا تيريزا على مستشارين موثوقين للقيام بالعمل الذي لا يستطيعون القيام به ، ويمكن تطبيق الوصف المعاصر لثقافة البلاط الباروكي طبقاً لأحد المراقبين على علاقة كوشنر وبانون اليوم فقد قال «البلاط هو المكان الذي لا يوجد فيه صديق قريب بما فيه الكفاية لدرجة أنه لا يمكن أن يصبح عدواً في وقت لاحق».

لقد تعلم رجال البلاط الأوروبيون على مدى قرون من الممارسة الكثيرة حول ما يمكن فعله وعدم فعله في حياة البلاط الملكي فقد يأتي الشخص في البلاط ويذهب إما عن طريق الطرد مثل مايكل فلين وهو مستشار الأمن القومي الأول لترامب أو قطع الرأس مثل ما حصل لاثنتين من زوجات هنري الثامن ولكن هذا لن يغير دينامية ذلك العالم فكل شخصية أو تصرف في هذا العالم يعد من العوارض وليس الأسباب.

 ياير مينتسكر* أستاذ التاريخ في جامعة برينستون

Email