العولمة الاقتصادية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يتساءل المراقبون في الغرب والعالَم النامي ما إذا كانت الحلول التي تعرضها الصين تمثل منفعة عالمية حقيقية، ويظن كثيرون أن مبادرة «حزام واحد، طريق واحد» التي طرحتها الصين على سبيل المثال ليست سوى مخطط يخدم مصالحها الذاتية وتفرضه من جانب واحد. من حسن الحظ أن الصين لا تتصرف وكأنها قوة تقليدية، وهي تظل ملتزمة بشكل عميق بالعولمة الاقتصادية.

ويرى قادة الصين في بلدهم محركاً جديداً لهذه العملية. فمنذ عام 2013، ظل الرئيس شي يروج للبرنامج الصيني ، المصمم لتحفيز النمو من خلال الربط العالمي والاستثمار في البنية الأساسية. ولا تريد الصين آسيا المنقسمة أو تكتلات إقليمية مفتتة تبنى على طول صدوع جيوسياسية، وهي لهذا ترعى جهود تحسين التواصل العالمي من خلال المصالح المشتركة.

لكن الصين ستواجه مجموعة فريدة من المشكلات في حين تحاول حمل شعلة العولمة الاقتصادية. حيث لا تزال الصين دولة نامية، ومشهدها المحلي محفوف بالمخاطر والشكوك الاقتصادية. وتناضل حكومة شي للحفاظ على الاستقرار المحلي في حين تدفع الصين بعيداً عن النمو الاقتصادي الكثيف العمالة والاستثمار ونحو نموذج قائم على الاستهلاك المحلي والخدمات. وتعني أولوية هذه الأجندة المحلية أن محاولة الصين لقيادة التغيير العالمي سوف تفتقر إلى رؤية واضحة واستراتيجية متماسكة.

وتنبع مشكلة اخرى من انتقال الصين غير المكتمل على الساحة العالمية. فبعد خروجها منتصرة من الحرب العالمية الثانية، سرعان ما هيمنت الولايات المتحدة على الكرة الأرضية، وعلى نحو لا يمكن إنكاره. أما الصين التي تسعى إلى قيادة المرحلة التالية من العولمة الاقتصادية فإنها لا تتمتع بمثل هذه القوة الجيوسياسية والشرعية.

يونغ دنغ * أستاذ العلوم السياسية في الأكاديمية البحرية الأميركية في أنابوليس بولاية ميريلاند

Email