قوة الفنون

ت + ت - الحجم الطبيعي

يمكن ببساطة في الديمقراطية، تجاهل الفن. بالطبع، يمكن للمرء أن يقدر الثقافة، لكن هذه مسألة اختيار، وليست ضرورة. اللامبالاة هي ترف ممنوح لأولئك الذين يتمتعون بحماية جيدة لحرياتهم. عندما تُهدد تلك الحريات، يصبح الفن خيطاً أساسياً للدفاع.

فعندما أذعن الفنانون للسلطة، كسبت الدولة مستوى جديداً من السلطة وحتى الشرعية. ولهذا كان جوزيف ستالين في حاجة لمناهض الكرملين الشاعر المعروف أوسيب ماندلستام ليكتب له قصيدة. استسلم ماندلستام للضغوط، لكنه لم ينكسر.

واستمر في إهانة الكرملين، وأشهرها، قصيدته، «لا نعيش للشعور بالأرض تحت أقدامنا». ومن خلال معسكرات العمل، ساهمت قصائد ه مع آخرين، في زوال النظام. وقد ساهمت مناهضة الكاتب ألكسندر سولجينتسين عام 1970 الذي سُجن بأرخبيل معسكرات العمل في النهاية في تأزيم الاقتصاد وفضح المهزلة الشيوعية.

من المؤكد أن بوتين كان سعيداً عندما أعرب سولجينتسين عن دعمه له، وهو الحائز جائزة نوبل والذي أصبح قومياً بشكل متزايد، مع تقدمه في العمر. وباعترافه بقوة الفنون، اعتبر بوتين نفسه من محبي الثقافة الروسية.

وقد راود أيضاً الأجانب، بما فيهم أيقونات الفيلم الفرنسي بريجيت باردو وجيرار دوبارديو وحتى ممثل هوليوود القديم ستيفن سيغال، وفي الوقت نفسه، كان بوتين سريعاً في القضاء على أولئك الذين لم تعجبه رسالتهم.

فقد تم إلغاء عرض الدمى التلفزيوني الساخر لعام 1990 مباشرة بعد دخوله الكرملين، بعد تشبيه الرئيس بزاكس الصغير، في خرافة إرنست تيودور أماديوس هوفمان البشعة. غالباً ما تُعبر الفنون عن العبث المأساوي للقيادة القمعية. وكلما تمادت السلطة ، زاد الطلب على الفنانين الذين يعارضونها.

نينا خروشيفا * أستاذة الشؤون الدولية ومساعدة العميد للشؤون الأكاديمية في المدرسة الجديدة، و زميلة في معهد السياسة العالمية

Email