سارة المدني: التوعية البيئية واجب وطني

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ بدأت مهنتي في تصميم العباءات، أخذت على عاتقي مهمة إدخال الموضة إلى عالم المرأة العربية، وأن أغير النظرة ليس إلى نمط ملابسها فقط، إنما إلى العباءة التي ترتديها، والتي هي من أنماط حياتنا التراثية.

الموضة لا تكمن في التغيير لمجرد التغيير، بل لا بد أن يكون هذا من صميم التقاليد، فالمرأة العربية تتصف أزياؤها بالاحتشام والأناقة في آن معاً، وأشعر أن أمامي مهمة تتجلى في جعل كل من يلبسن تصميماتي سفيرات للأناقة العربية، حيث أستلهم من روح الدولة وتراثها وعبق ماضيها كل ما أصممه، وبالتالي تكون مسؤوليتي أمام هذا الإرث العريق كبيرةً للغاية.

انطلاقاً من مسؤوليتي المجتمعية كسيدة أعمال ومصممة أزياء إماراتية، أقوم بالتدريس في الجامعات، وإعطاء دورات تدريبية للجيل الجديد عن كيفية دخول عالم الأعمال، لأوفر عليهم الوقت والجهد، لأني عندما بدأت في هذه المهنة، وكان عمري 15 عاماً، لم يقدم لي أحد المساعدة دون مقابل، لذا أشعر أن من واجبي رد الجميل لهذا الجيل، فالمعرفة والخبرات ملك للجميع، وهذا دوري في بناء المجتمع.
 
للأسف نظرة بعض الناس في المجتمع إلى البيئة سلبية نوعاً ما، وذلك بسبب جهلهم بدورة الحياة البيئية، فهم يتوقعون أن ما ينتج في الطبيعة يتجدد تلقائياً دون معرفة، فمن يقطع شجرة يتوقع أن واحدة أخرى ستنمو لوحدها، لكن المشكلة أن هذا الجهد في حاجة إلى تدخل بشري، وتوعية كبيرة حتى يتم فهم صيرورة دورة الحياة.
 
أنا شخصياً أمارس أعمالاً تطوعية مع موظفي شركتي، حيث نختار كل فترة موقعاً في أحد الشواطئ ونقوم بتنظيفه. ربما لا يغير هذا الجهد الكثير، لكنه مرجع أمام كل المهتمين بالتغيير والحفاظ على بيئتنا سليمة من كل أذى. وهذا النشاط الذي أقوم به شيء مهم وأساسي، حتى إن كثيرين منهم يستخدم الدراجات الهوائية في التنقلات رغم امتلاكهم السيارات، كما نستخدم إضاءة «إل إي دي»، حيث نقلل من استهلاك الطاقة، ولا نؤذي البيئة، كما نعمل على فرز النفايات في المكتب، ونتصل بالشركة لتأخذها، فتخيل لو كلنا قمنا بالجهد نفسه، كم كنا سنوفر على أنفسنا من عناء.
 
أقول لأصدقائي ولكل الناس: إن أردت تغيير شيء فعليك أن تبدأ بنفسك، وأشعر أن البيئة أجندة وطنية، لذا أقدم رسائل بيئية من خلال وسائل التواصل الخاصة بي، وأطلب من المتابعين تصوير هذه النشاطات لنشرها، وتوزيعها على كل أفراد المجتمع، لتكون هذه الثقافة منتشرة أكثر. هذا الوعي موجود لدى الكثيرين، ومنهم من يتجاوب مع القضايا البيئة بفعالية، وأفكر بتنفيذ حملة قريباً مع بعض الزملاء المؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي، لأن التحدي الرئيسي في موضوع البيئة هو التثقيف.

مصممة أزياء إماراتية

أنت أيضاً بوسعك أن تكون من #وجوه_مضيئة.
شاركنا على الإنستغرام بصور تعكس اهتمامك بالبيئة في حياتك اليومية. جوائز صديقة للبيئة بانتظارك!

Email