نواف الجناحي: البيئة في السينما من لحم ودم

ت + ت - الحجم الطبيعي

السينما بحاجة للبيئة على الدوام، لأنها تستقي مواضيعها من البيئة المحيطة، فكل شيء من واقع وخيال ومواقف وعلاقات إنسانية تستمدها منها. لكن إن خصصنا مفهوم البيئة بموضوع المحيط الحيوي وقضايا حماية الطبيعة في حالة المتلقي الفرد، فيمكننا القول إن المتلقي الذي يعيش في هذه البيئة يتفاعل مع كل العناصر، سواء كان واقعاً أو خيالاً في تجربة المشاهدة داخل صالة السينما المعتمة.
 
عند الحديث عن الصراع الذي هو لب السينما، يمكن لقضايا البيئة أن تكون موضوعاً لافتاً إن نجحت في صنع هذا الصراع الضروري لخلق حالة الجذب الضرورية بالنسبة للمتلقي، لأن المتلقي بحاجة لمعرفة ما سيحصل من خلال زيادة جرعة التشويق؛ وبالتالي قضايا البيئة مثل غيرها من المواضيع التي تهتم السينما بتسليط الضوء عليها، ويمكن لها أن تنجح في السينما إن وصلت للمتلقي بطريقة تثير اهتمامه، وتستفز فيه فضول معرفة الحدث.

كان عندي فيلم عن البيئة هو مشروع له علاقة بالماء وكنت مهتماً جداً، لكن الجهة التي عرضت المشروع ألغت الفكرة للأسف، وأول فيلم قصير لي كان اسمه «المصدر» وكان المقصود بالاسم هو «الماء». الفكرة كانت كيف أن حياتنا اليومية تجعلنا نلقي بالماء سهواً دون انتباه وهو مصدر الحياة.
 
أرى أنه من الممكن أن تكون البيئة واحدة من ثيمات فيلم ما، أو ربما تكون الثيمة البطلة في الفيلم، في حال قدمت للمتلقي الفيلم مع شخصيات من لحم ودم ليتعاطف ويتقاطع المشاهد معها، لأن المشاهد يتعاطف مع الممثل لا مع القضية، وبالتالي أنت بحاجة لتمرير القضية من خلال الشخصية الملفتة التي تقدم الفيلم، ولو لم يستطع الارتباط مع ما يشاهده على الشاشة سواء كانت تهمه القضية أو لا، لكن لو أردت جعله يهتم بصلب الموضوع فلا بد من ربطه بالشخصية الرئيسية.

السينما الإماراتية في مرحلة بغض النظر عن التصنيفات بحاجة فيها لكل شيء، ولا بد من صنع أفلام في كل المجالات، ولو خصصنا الموضوع بالبيئة فنحن في دولة تتغير بسرعة وتهتم بالبيئة، وتهتم الدولة فيها بالحملات التوعوية مثل مبادرات ساعة الأرض، ويوم بلا مركبات، وبالتالي نحن بحاجة للسينما لتناقش كل التغيرات لكن خارج إطار الصورة الدعائية. 

مخرج سينمائي إماراتي

أنت أيضاً بوسعك أن تكون من #وجوه_مضيئة.
شاركنا على الإنستغرام بصور تعكس اهتمامك بالبيئة في حياتك اليومية. جوائز صديقة للبيئة بانتظارك!

Email