الأدب الساخر إبداع باسم على وجه المرارة

6 كتب تُشخّص أوجاع المجتمع بفكاهات لاذعة

ت + ت - الحجم الطبيعي

قد لا يروق للبعض قراءة الأدب الساخر، أو اكتشاف عوالمه اللاذعة، بحجة أنه مكتوب باللغة المحلية، التي لا يفهمها إلا أصحابها، الأمر الذي يقف حاجزاً أمامهم. ولكن على الرغم من ذلك، إلا أن هذا النوع يحقق شعبية كبيرة بين العوام، ويلقى أصداءً واسعة لدى المثقفين، لما له من قدرة على السخرية من ألم الواقع، ورسم ابتسامة أمل قد تكون هي بداية الحل، والعلاج لأمراض مجتمعية مستعصية. فهو أشبه ما يكون بكوميديا سوداء تعكس الأوجاع، وتمزج المرارة بالدعابة لتخفيف عبء الحياة، وتلطيف أجوائها المادية، فالكُتّاب الساخرون لا يكتبون بغرض "الضحك من أجل الضحك" ولكنهم يقدمون علاجاً غير مقصود وبطريقة غير مباشرة لمشاكل وقضايا موجودة بالفعل في المجتمع.
والمتأمل في كتب الأدب يجد أن أول مَن بدأ الكتابة بهذا النوع هو أبو عثمان الجاحظ، الذي اشتهر بكتاباته الساخرة، منها على سبيل المثال كتاب (البخلاء) الذي عرف برصد أخبار البخلاء؛ مصوراً عاداتهم التي تصل إلى حد البكاء من الضحك.
أما في العصر الحديث فيوجد الكثيرون من الكتاب والأدباء الذين وجدوا أنفسهم في هذا النوع من الأدب الساخر. وفي جولة أدبية رصدت "البيان" أبرز 6 كتب تشخص أوجاع المجتمع بفكاهات لاذعة منها "دعوة للابتسام" "هل لديك أقوال أخرى؟" "اعترافات جامدة" "ضحكات صارخة" " قُصر الكلام" "شواكيش ساخرة.

https://media.albayan.ae/inline-images/2632567.jpg
أنيس منصور يدعو للابتسام
"دعوة للابتسام" للكاتب الكبير الراحل أنيس منصور عبارة عن مجموعة قصصية طريفة ومواقف ساخرة يدعو من خلالها للكاتب إلى الابتسام.
فهو يرى أن الدنيا كالمرأة، ابتسم لها تبتسم لك، يوكد أنه لن يرتفع سعر الابتسام، ولن تنخفض قيمته، فابتسم الآن، فقد لا تقدر على ذلك غداً، فالابتسامة تضئ العقل وتدفئ القلب، على حد تعبيره، إذا لم تستطع أن تبتسم، فحاول أن تقلد الذين يفعلون ذلك!
ولا تنسَ أن "ابتسام" كلمة أولها أب، وآخرها أم؛ لذا لها مفعول السحر على الإنسان.
https://media.albayan.ae/inline-images/2632565.jpg
على سالم.. شواكيش ساخرة
تريد أن تضحك وتتألم في الوقت نفسه؛ اقرأ هذا الكتاب الساحر، الذي يبكيك ويضحكك على حالنا في هذا الزمن. إنه مجموعة من القصص والحكايات الضاحكة تشعر وأنت تقرأها أنها قصص واقعية، حدثت بالفعل لك أو لأحد أصدقائك أو سمعت عنها، كتبها الكاتب الراحل على سالم، بطريقة مشوقة، يريد من خلالها أن يصور لنا التقاليد الجديدة التي طرأت على مجتمعنا، وعلاقة الدولة بأفراد المجتمع.
https://media.albayan.ae/inline-images/2632564.jpg
شريف أسعد.. "اعترافات جامدة"
عندما يعلن الكاتب؛ شريف أسعد، في مقدمته أنه غير مسؤول عن الضحك الهستيري الذي ينتاب القارئ، وخلو مسؤوليته عن أي نوع من أنواع الكسور الناتجة عن سقوطه من فوق أريكة أو سرير أو مكتب ضاحكاً؛ فثمة مفاجآت قوية تأسر القارئ بين صفحات الكتاب؛ فهو ليس مجرد كلمات وجمل تراصت لكي تدخل السرور والبهجة، رغم أن هذا يعد إنجازاً يستحق التصفيق له، ولكن هناك رسالة هادفة يريد الكاتب إيصالها إلى المجتمع. الكتاب عبارة عن مواقف تتم بين أفراد الأسرة والأقارب والأصدقاء، الهدف منها أن نتذكر أسرنا الصغيرة في خضم الحياة وجشع ماديتها، فهي دعوة صريحة إلى حضن الأسرة الذي كنا نتدثر به في الماضي.
https://media.albayan.ae/inline-images/2632563.jpg
محمد عفيفي.. ضحكات صارخة
بين سطور الكتاب الساخر، نقد شديد لمجتمع السبعينيات، وعلى الرغم من أن الفارق الزمني كبير، إلا أن القارئ يجده متوائماً للعصر الذي نحيا فيه.
الكتاب مجموعة من المقالات الصادمة والباكية كُتبت في أواخر السبعينيات، ولكنها مازالت تصف حالنا حتى اليوم بلا أدنى تغيير؛ فالمواطن المصري لايزال، كما هو، مطحوناً، يعاني منذ عشرات السنين، الزحام والغلاء والتلوث.

https://media.albayan.ae/inline-images/2632562.jpg

علي سالم يتساءل: هل لديك أقوال أخرى؟
"هل لديك أقوال أخرى؟" من الكتب التي تجعلك تبتسم كلما تذكرت واقعة من وقائعها، فالمؤلف "على سالم" كاتب من جيل الأدباء الكبار، وهو قادر على أن يجعلك تبتسم مهما كان الموضوع الذى يكتبه أو يعرضه، وحتى ولو كان مغرقاً في الجدية، والضحك عند "على سالم" ضحك راق يعتمد على كوميديا الموقف، وليس على القفشات أو البذاءات أو النكت، فالنكتة تضحك عليها مرة واحدة، أما الموقف الضاحك فيجعلك تبتسم كلما تذكرته.

https://media.albayan.ae/inline-images/2632561.jpg
قُصر الكلام
إذا أردت أن تتعرف إلى الأوضاع السياسية التي مرت بها مصر خلال السنوات الماضية طالع هذا الكتاب؛ فهو صورة طبق الأصل للأحداث التي مرت بها البلاد.
الكتاب عبارة عن مقالات سياسية للكاتب الساخر، جلال عامر، الذي يتميز قلمه بالخفة والرشاقة، فتارة يبكيك وتارة أخرى يضحك. والمتأمل في عناوين الكتاب يجدها تختزل فكرة المقال، الذي يعالج الواقع السياسي بنقد ساخر ولاذع.

Email