قفاز إلكتروني يعيد حاسة اللمس لمن فقدها

ت + ت - الحجم الطبيعي

ابتكر الباحثان الألمانيان هوبرت دينسة ومارتن تيغنتهوف، قفازاً إلكترونياً يُعين المريض على استعادة الحواس التي فقدها نتيجة الجلطة، من دون الحاجة إلى تمارين طويلة ومعقدة.

ويمكن لمن يلبس القفاز الإلكتروني، من مرضى الجلطة الدماغية، أن يتحسس ويقلب صفحات الكتاب الذي يقرأه، والأهم أن القفاز الإلكتروني يعجل بنقل المريض من المستشفى إلى المنزل، كي يمارس تمارينه اليومية.

والقفاز لا يعين المريض في المرحلة الأولى من الاستخدام، على تلمس الأشياء فحسب، وإنما ينفعه في تمرينه اليومي، الذي يعيد إليه قدرته الحسية الحقيقية. ويشحن القفاز أطراف الأنامل وباطن كف المريض بشحنة كهربائية صغيرة غير محسوسة، تعمل مع مادة موصلة للتيار الكهربائي في نسيج القفاز على توفير القدرة للإحساس عند المريض.

وعمل الباحثان سنوات على هذه التقنية، ولم يعلنا عنها إلا بعد تجربتها على عشرات المرضى، يعانون من فقدان حواس اليد بعد تعرضهم للجلطات الدماغية. ولم ينسَ الباحثان أن يطورا النموذجين الأولين من القفاز، بما يناسب المرضى، وزودا القفاز بالقدرة على اختيار ايقاع الايعازات، بحسب تعبيرهما، بحيث يتناغم مع ايقاع ايعازات الدماغ، وهو ما يوفر أفضل فرصة لاستخدام اليدين في تحسس الأشياء.

وسبق لدينسة وزميله أن أجريا الكثير من التجارب المختبرية، إلى أن توصلا إلى فرز وتصنيف هذه الايعازات الدماغية. وتمكن المتطوعون من استخدام القفاز بكل راحة، ووصفوه بـ«القفاز السحري»، وأجمعوا على أن القفاز أعانهم بسرعة على تمييز الأشياء من خلال اللمس، وحتى في الظلام. وتطلب الأمر تمرينا صغيرا يجري خلاله، بمساعدة المبتكرين، اختيار التيار الكهربائي الصغير الذي يتناغم مع إيعازات الدماغ.

والقفاز لا يختلف في الحجم عن قفاز محترفي قيادة الدراجات، لكنه مصنوع من نسيج مرن يطبق تماما على الكف من مختلف الأحجام، وهو عبارة عن نسيج من الأسلاك الكهربائية الدقيقة والمرهفة، التي تعمل مع التيار الكهربائي على تحفيز حاسة اللمس عند المريض. وطبيعي أن تتعشق الأسلاك وترتبط في النهاية بصندوق صغير يمكن برمجته، لإرسال شحنات كهربائية صغيرة تتناغم مع ايعازات الدماغ إلى الأنامل.

Email