150 دقيقة من الرياضة أسبوعياً تقلّل أعراض الشلل الرعاش

ت + ت - الحجم الطبيعي

أفادت دراسة أميركية حديثة، بأن ممارسة الرياضة لمدة 150 دقيقة أسبوعيًا، تحافظ على الصحة البدنية للأشخاص الذين يعانون من مرض باركنسون أو الشلل الرعاش.

الدراسة أجراها باحثون في مركز العلوم الصحية في جامعة نورث ويسترن الأميركية، ونشروا نتائجها، يوم السبت 25 مارس 2017، في دورية (Parkinson’s Disease) العلمية.

وللوصول إلى نتائج الدراسة، تابع الباحثون أكثر من 3 آلاف و400 مريض مصاب بالشلل الرعاش يعيشون في 21 مدينة بثلاثة بلدان على مدى عامين.

ووجد الباحثون أن المرضى الذين مارسوا أنشطة بدنية لمدة ساعتين ونصف أسبوعيًا حافظوا بصورة كبيرة على صحتهم البدنية ونوعية حياتهم، وانخفضت لديهم أعراض المرض، بالمقارنة مع مرضى لم يمارسوا أنشطة بدنية.

ولم تحدد الدراسة أنواع التمارين الرياضية الأفضل للمرضى الذين يعانون من باركنسون، لكن فريق البحث أشار إلى أن ممارسة أي شكل من أشكال النشاط البدني أفضل من الجلوس دون حركة.

وكانت دراسات سابقة كشفت أن التمارين الرياضية، وعلى رأسها رياضة المشي، يمكن أن تحسن وظائف الإدراك لدى كبار السن، في مرحلة الشيخوخة.

ومرض الشلل الرعاش، هو أحد الأمراض العصبية، التي تصيب الأشخاص فوق 60 عامًا، وتؤدي إلى مجموعة من الأعراض أبرزها الرعاش، وبطء الحركة، بالإضافة إلى التصلب أو التخشب الذي ينتج عنه فقدان الاتزان والسقوط.ووفقًا للمعاهد الوطنية الأميركية للصحة، فإنه يتم تشخيص نحو 50 ألف حالة جديدة بمرض باركنسون سنويًا، فيما يبلغ عدد المصابين بالمرض مليون حالة في الولايات المتحدة. من ناحية أخرىأظهرت نتائج دراسة جديدة توصل علماء لطريقة قد تساعد في علاج الشلل الرعاش، وذلك من خلال تخليق خلايا بديلة لإصلاح أعطاب المخ.

وقال أحد الباحثين المشاركين في الدراسة، إنه يمكن حث خلايا المخ لتؤدي وظيفة الخلايا التي دمرها الشلل الرعاش، كما أظهرت الاختبارات التي أجريت على الفئران المصابة بأعراض تشبه مرض الشلل الرعاش أن الأسلوب الجديد في العلاج يحد من الحالة.

ويفتقر المصابون بالشلل الرعاش إلى مادة الدوبامين، بسبب موت بعض الخلايا المنتجة له، لذلك يجب على العلماء التأكد من أن الخلايا المتحورة يمكنها القيام بوظائف الخلايا العصبية المنتجة للدوبامين التي دمرها الشلل الرعاش، بالإضافة إلى التأكد من أن الأسلوب العلاجي الجديد آمن.

أسباب

ورغم التطور العلمي والطبي إلا أن العلماء لم يصلوا حتى الآن لأسباب موت الخلايا التي تؤدي إلى ظهور أعراض شديدة مثل الارتعاش والصعوبة في المشي والحركة، ويحاول الأطباء مساعدة المرضى من خلال بعض العقاقير التي تساعد في السيطرة على الأعراض ولكن لا يمكنها علاج أسبابه.

كما يبحث العلماء أيضا عن طرق لاستبدال الخلايا العصبية المنتجة للدوبامين عن طريق حقن خلايا جديدة في المخ، إلا أن فريق العلماء الدولي الذي شارك في الدراسة استخدم تقنية جديدة لا تتطلب زراعة خلايا، وذلك من خلال خليط من الجزيئات لبرمجة الخلايا الموجودة بالفعل في المخ، ومزج عينة من خلايا الجهاز العصبي المركزي مع مزيج الجزيئات في المختبر، وأنتجوا خلايا تشبه الخلايا العصبية المنتجة للدوبامين.ومن الخليط المصنع في المختبر عالج الباحثون الفئران، وقد حقق العلاج نجاحاً، حيث أعاد برمجة خلايا المخ وحدّ من أعراض الشلل الرعاش.

وقال الدكتور باتريك لويس خبير الجهاز العصبي: إن العلاج الجديد قد يحدث تغييرا كبيرا في علاج مرض الشلل الرعاش، مشيرا إلى أن التحول من الدراسة إلى تنفيذ نتائجها على البشر يمثل تحديا كبيرا، حيث يتطلب الأمر إجراء المزيد من الدراسات قبل بدء إجراء اختبارات مماثلة على البشر.

Email