العيادة الذكية في «صحة دبي»:

الكشف المبكر عن السرطان يزيد فرص الشفاء

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

حذرت العيادة الذكية بهيئة الصحة بدبي من عوامل الخطورة الخمسة المسببة لـ30% من الوفيات الناجمة عن السرطان حسب منظمة الصحة العالمية والمتمثلة بارتفاع معدل كتلة الجسم، وعدم تناول الخضروات والفاكهة بشكل كاف، وقلة النشاط البدني، وتعاطي التبغ، وشرب الكحول.

ونوهت العيادة الذكية التي نظمتها هيئة الصحة بدبي بمناسبة اليوم العالمي للسرطان، والأسبوع الخليجي للتوعية بمرض السرطان، إلى أن تعاطي التبغ يعد من أهم عوامل الخطورة المرتبطة بالسرطان، إذ يقف وراء 20 بالمئة من وفيات السرطان العالمية، و71 بالمئة من الوفيات الناجمة عن سرطان الرئة.

تكثيف الجهود

وأكدت الدكتورة داليا محمود الشوربجي أخصائي أول علاج الأورام بمستشفى دبي، خلال مشاركتها في العيادة الذكية على أهمية تكثيف الجهود العالمية ووضع البرامج الفاعلة للحد من أمراض السرطان المختلفة التي مازالت تشكل أحد أهم أسباب الوفيات على مستوى العالم حسب تقارير منظمة الصحة العالمية التي تشير إلى وفاة 14 مليون شخص عام 2012 بسبب السرطان، ومن المتوقع أن يرفع هذا الرقم إلى 22 مليون وفاة عام 2030.

وقالت الشوربجي إن أكثر أنواع السرطان التي تصيب الرجال وهي سرطان الرئة، والبروستات، والقولون والمعدة وسرطان الكبد، وأكثرها عند النساء سرطان الثدي، والقولون، والرئة، وعنق الرحم والمعدة.

وأشارت إلى أن العدوى الناجمة عن فيروس التهاب الكبد (B) أو (C) وفيروس الورم الحليمي البشري، مسؤولة عن نحو 20% من وفيات السرطان التي تحدث في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، حيث تزيد من خطر الإصابة بسرطان الكبد وعنق الرحم.

الوقاية

وذكرت الشوربجي أن الكشف المبكر عن مرض السرطان يزيد من فرص الشفاء بنسب مرتفعة، مؤكدة إمكانية الوقاية من أكثر من 30 % من حالات السرطان بتغيير أو تجنب عوامل الخطر الرئيسة مثل، تعاطي التبغ، فرط الوزن والسمنة، اتباع نظام غذائي غير صحي ينطوي على تناول كمية قليلة من الخضار والفواكه، قلّة النشاط البدني، تعاطي الكحول، العدوى بفيروس الورم الحليمي البشري، العدوى بفيروس التهاب الكبد (B)، تلوّث الهواء في المناطق الحضرية، الالتزام بأخذ التطعيم ضدّ فيروس الورم الحليمي البشري وفيروس التهاب الكبد (B).

وأكدت أهمية الوقاية من مرض السرطان من خلال اتباع أنماط الحياة الصحية وممارسة الرياضة والكشف المبكر عن المرض، مشيرة إلى إمكانية الوقاية من سرطان القولون بنسبة 12 - 20% من خلال تناول الغذاء الصحي الغني بالفيتامينات.

مراحل المرض

واستعرضت الشوربجي المراحل الأربع للسرطان والتي يكون الورم في مراحلها الثلاث الأولى موضعيا، وفي المرحلة الرابعة ينتشر المرض في مختلف أنحاء الجسم، مشيرة إلى أن التشخيص المبكر للمرض في مراحله الأولى يساهم في تحقيق نسبة الشفاء بمعدل 95% في حين أن المرحلة الرابعة لا تتجاوز نسبة الشفاء منها 20% على مدار خمس سنوات.

سرطان عنق الرحم

وحذرت الدكتورة سعاد هاشم استشاري طب الأسرة رئيس وحدة الوقاية السريرية وتعزيز الصحة بقطاع الرعاية الصحية الأولية من خطورة الإصابة بسرطان عنق الرحم الذي قد يؤدي إلى الوفاة في كثير من الحالات ما لم يتم اتخاذ العلاج في الوقت المناسب، مشيرة إلى أهمية الكشف المبكر عن المرض من خلال مسحة عنق الرحم لاكتشاف التغيرات الغير طبيعية في خلايا عنق الرحم.

وأوضحت هاشم أسباب المرض الذي ينتج عن فيروس الورم الحليمي البشري الذي يتضمن أكثر من 100 نوع من الفيروسات التي تصيب الإنسان، مشيرة إلى أن عدوى هذا الفيروس البشري نوع 16 و18 مسؤولة عن 70% من حالات سرطان عنق الرحم.

ولفتت إلى الإحصائيات العالمية التي تشير إلى اكتشاف أكثر من نصف مليون إصابة جديدة بسرطان عنق الرحم عام 2012 على مستوى العالم، وهو رقم مرشح للارتفاع بنسبة 25% بعد مرور 10 سنوات، ما لم يتم اتخاذ التدابير والإجراءات الفاعلة للوقاية من الإصابة بالمرض.

أعراض

ونوهت هاشم بان أعراض سرطان عنق الرحم لا تظهر إلا مع تقدم الحالة المرضية، حيث تتمثل الأعراض بظهور نزيف غير طبيعي في المهبل، ونزيف بين فترات الطمث العادية، واستمرار الدورة الشهرية لفترات أطول، وإفرازات في المهل اكثر من المعتاد، وظهور آلام في الحوض وأسفل الظهر.

ونصحت الدكتورة هاشم بإجراء اختبار مسحة عنق الرحم للفئة العمرية من (21-29) سنة كل ثلاث سنوات وللفئة العمرية (30-65) سنة مرة كل خمس سنوات مع الفحص الخاص بالكشف عن فيروس الورم الحليمي البشري، وثلاث مرات في حال عدم وجود الفيروس لنفس الفئة العمرية.

كما نصحت الفتيات في عمر (15-26) سنة بضرورة أخذ لقاح للوقاية من فيروس الورم الحليمي البشري لتفادي الإصابة بمعظم السرطانات التي يسببها هذا الفيروس وهو لقاح آمن يستمر مفعوله لأكثر من (10) سنوات يؤخذ لمرة واحدة في العمر على ثلاث جرعات خلال ستة أشهر محذرة من أخذ هذا اللقاح في حالات الحمل، الرضاعة، وجود حساسية لأي نوع من مكونات اللقاح، وفي حالات الأمراض المتوسطة أو الشديدة.

واستعرضت هاشم الخدمات الوقائية والتشخيصية والعلاجية التي تقدمها هيئة الصحة بدبي لسيدات المجتمع في هذا المجال من خلال المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية المنتشرة بمختلف أنحاء إمارة دبي.

وأشارت إلى جهود التوعية المختلفة التي تقوم بها هيئة الصحة بدبي لرفع مستوى الوعي الصحي بأسباب وأعراض وطرق الوقاية من مرض السرطان بشكل عام، لافتة إلى الخدمات التشخيصية والعلاجية المتطورة التي توفرها الهيئة للمرضى من داخل وخارج الدولة.

Email