مواطنون ومقيمون: الإجراء حائط صد أمام التلاعبات

تفاعل مع إلغاء الإجازات المرضية بأثر رجعي في دبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

تماشياً مع كل القوانين والنظم الاتحادية واللوائح التنظيمية المنظمة لممارسة مهنة الطب في دبي، دعت صحة دبي جميع الأطباء إلى التوقف عن إصدار أية إجازات مرضية بأثر رجعي، وإصدارها في يوم مراجعة المريض للمنشأة الصحية فقط، ودعت الأطباء والمعنيين في المنشآت الصحية الحكومية والخاصة في دبي إلى الالتزام بهذا الإجراء تحقيقاً للشفافية.

 

تنفيذ

وقال مروان الملا، مدير إدارة التنظيم الصحي في هيئة الصحة في دبي، إن القرار دخل حيز التنفيذ في جميع المنشآت الصحية الحكومية والخاصة في دبي، موضحاً أنه قد تم بالفعل إعادة برمجة النظام الإلكتروني «شريان» للإجازات، حتى لا يتقبل ما يسمى بإجازات الأثر الرجعي، مؤكداً أن هذا الإجراء يعزز مبدأ الشفافية في منح الإجازات.

وأضاف مروان الملا إلى أن هيئة الصحة بدبي، من خلال إدارة التنظيم الصحي، تعمل على تطوير المعايير التنظيمية والمبادئ التوجيهية للمنشآت الصحية والمهنيين الصحيين في إمارة دبي، وأنها في ضوء ذلك أجرت العديد من أعمال التقييم والمراجعات الخاصة بالسياسات الطبية والإجراءات.

استحداث

وأكد أن الإدارة حالياً تعمل على استحداث نظام إلكتروني ذكي ومترابط بشكل فعال مع جميع الجهات الخارجية التي لها علاقة بالترخيص المهني للمنشآت الطبية والأطباء، إلى جانب استحداث مبادرة «سجل دبي الصحي»، والعمل على تطوير معايير الترخيص للمهنيين والمنشئات الصحية، وذلك للتشجيع على توفير كفاءات عالمية المستوى.

وذكر أن عمليات التقييم التي جرت أخيراً أكدت ضرورة تحديث وتطوير بعض اللوائح، وكذلك النظام الإلكتروني، والحاجة إلى توسيع النطاق الزمني لأعمال التفتيش على المنشآت، حيث تقتصر هذه الأعمال على فترتين، تبدأ الأولى في تمام الساعة التاسعة صباحاً حتى الواحدة من بعد الظهر، والثانية من الساعة الرابعة عصراً حتى الثامنة مساءً.

أكد عدد من الجمهور ممن استطلع «البيان الصحي» آراءهم أن فئة كبيرة من الموظفين والعمال والطلاب تلجأ إلى طلب الشهادات المرضية من الأطباء بالمستشفيات والمراكز الصحية والعيادات العامة والخاصة، للاستفادة بعدد أيام الإجازات المرضية التي كفلها القانون سنوياً.

وفي السياق، أشار علي حسن إلى أن الهروب من التزامات العمل والحضور بالمدارس والجامعات يكشف عدم تحمل المتلاعبين بالشهادات المرضية للمسؤولية، ورغبة البعض في الحصول على راتب دون بذل مجهود.

وأكد أن بعض المديرين يمارسون ضغوطاً نفسية كبيرة على الموظفين، ويدفعونهم إلى التحايل على القانون للحصول على الإجازات المرضية، فضلاً عن إهمال بعض الموظفين والطلبة وادعائهم المرض للهروب من المسؤولية، داعين المسؤولين إلى البحث عن أسباب تلك الظاهرة، التي قد يكون سببها التعسف مع المرؤوسين ودفعهم إلى الهروب من العمل عبر الشهادات المرضية، فضلاً عن تبنّي استراتيجية جديدة تزيد من رغبة الطلاب في الحضور.

 

تثمين

وثمّنت ميرة البلوشي جهود هيئة الصحة بدبي في وضع ضوابط جديدة لإصدار الشهادات المرضية بإلغاء إصدارها بأثر رجعي، مشيرة إلى أن الطلاب قد يكونون الفئات الأكثر طلباً للشهادات المرضية، بسبب قرار وزارة التربية والتعليم حرمان المتغيبين دون عذر لمدة معينة من دخول الامتحانات.

وأضافت أن السبب الآخر قد ينتج عن عدم حب الموظف عمله أو السهر حتى الصباح والتأخر عن العمل، وقد يكمن الحل في علاجه من خلال اختصاصي اجتماعي بالجهة التي يعمل للوقوف على مشكلاته أو أسباب التغيب وعدم حب العمل، داعيةً وسائل الإعلام والخطباء بالمساجد إلى مواجهة هذه الظاهرة، من خلال توضيح الحلال والحرام في هذا الأمر، وأن من يتعمد القيام بالحصول على إجازة مرضية من دون داعٍ قد يوقع نفسه في الشبهات ويعرض رزقه لعدم البركة.

 

طبيعة

 

ويرى محمد الحاوي أن أسباب انتشار الشهادات المرضية بين الموظفين ترجع إلى شيئين: الأول هو المديرون والمسؤولون الذين لا يراعون الظروف ويتشددون مع مرؤوسيهم، والأمر الآخر هو طبيعة موجودة في بعض الأشخاص الذين لا يحبون العمل ويفضلون السهر والنوم وعدم الاستيقاظ مبكراً للذهاب إلى أعمالهم، ومن ثم الذهاب إلى المستشفى أو الطبيب لاستخراج شهادة مرضية لتقديمها لجهة العمل.

وتقول عائشة البلوشي: «قد لا يستطيع الشخص الذهاب إلى الطبيب في اليوم نفسه، إذ تمنعه شدة المرض من ذلك، خاصة إذا كان يسكن بمفرده ولا توجد معه عائلته، فيضطر إلى مراجعة الطبيب في اليوم التالي، ولكن ليس بعد ثلاثة أيام»، مشيرةً إلى أن الإجراء الجديد يعزز مبدأ الشفافية في منح الإجازات، وتعتبر هذه الخطوة حائط صد أمام التلاعب بالإجازات المرضية، لأن أي موظف غير مبالٍ بعمله كان يستطيع أن يحصل على إجازة مرضية من دون علة تذكر، شريطة أن يكون على معرفة بطبيب مستهتر يساعده على الحصول على إجازة مرضية قصيرة.

وتعتبر أن النظام سيسهم بشكل كبير في تقليل محاولات بعض الموظفين التحايل والتمثيل على الأطباء، من أجل الحصول على إجازة مرضية للابتعاد عن أداء عمله بلا أدنى مسؤولية.

Email