هيئة الصحة نجحت في علاج 16 طفلاً بالخلايا المستخلصة

تخزين عينات الحبل السري بأسعار رمزية في دبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

نجح مركز دم الحبل السري والأبحاث التابع لهيئة الصحة في دبي في إدخال الفرح والسعادة إلى قلوب أكثر من 16 أسرة لغاية الآن بعد نجاح علاجهم بالخلايا الجذعية المستخلصة من دم الحبل السري المخزنة في المركز الذي أعلن أن التسجيل متاح لجميع الراغبين بالاحتفاظ الخاص أو التبرع العام بدم الحبل السري بأسعار رمزية.

وقال حسين السمت مدير المركز هناك مردود إيجابي من عملية التخزين تعود على الأسرة بكاملها مستقبلاً، لافتاً إلى أن إحدى العائلات كان لديها طفلان مصابان بمرض الثلاسيميا وقامت الأم بتخزين دم الحبل السري للطفلة الثالثة ولحسن الحظ أنها كانت سليمة ولا تعاني من أي أمراض وبالتالي تم مطابقة الخلايا وعلاج الطفلين المصابين بالمرض، إضافة إلى الحالات الأخرى التي استفادت من عملية التخزين.

وأفاد بأن دم الحبل السري يحتوي على ملايين الخلايا النامية التي يمكن توجيهها في المختبرات لعلاج الطفل نفسه من أي مرض بعد 30 سنة وأكثر، كما يمكن للأهل أو الأقارب أو حتى الغرباء الاستفادة منها في حال كان التبرع مفتوحاً للغير.

ويحتوي مركز دم الحبل السري على أكثر من 6500 عينة مخزنة لمواطنات ومقيمات إضافة إلى 80 عينة لأمهات من السعودية وعمان والكويت والبحرين وقطر وسوريا ومصر حضرن خصيصاً للولادة في دبي للتخزين.

عملية بسيطة

وقالت فاطمة الهاشمي رئيسة وحدة الإدارة وباحثة إكلينيكية في مركز دبي لدم الحبل السري والأبحاث إن عملية جمع دم الحبل السري تتم ببساطة بعد ولادة الجنين مباشرة وقبل ولادة المشيمة، حيث يتم جمع بين 120 إلى 150 ملليمتراً من الدم في كيس يشبه كيس التبرع بالدم، حيث تغرس إبرة مثبتة في الكيس البلاستيكي وتترك لتملأ الكيس عن طريق الجاذبية، في عملية تستغرق بين 2 إلى 4 دقائق، وهي عملية سهلة وغير مؤلمة بالنسبة للأم والجنين. وأضافت أنه بعد سحْب عينة الدم يتم تثبيت المعلومات المطلوبة على الكيس، بعد أن يتم إغلاقه بإحكام، ويتم كذلك أخذ 3 عينات مخبرية من دم الأم، وتنقل العينات مع كيس دم الحبل السري إلى مركز دبي لدم الحبل السري والأبحاث.

وهناك يتم التأكد من بيانات المريضة ومطابقتها لوحدة الدم وعينات الأم، ثم يتم تجهيز عينات لإرسالها للفحوص الجرثومية والأمراض المعدية الفيروسية وفصيلة الدم وعمل التطابق النسيجي وفحص عدد أنوية خلايا الدم الحمراء ومعدل تكاثر الخلايا الجذعية، وبعد ذلك تتم عملية تحضير الخلايا الجذعية وفصلها على مرحلتين في ظروف معقمة، وبعدها يتم تجميدها في النيتروجين المسال تدريجياً لمدة ساعة، ثم وضعها في ثلاجة خاصة مؤقتة لمدة شهرين عند درجة حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، وبعدها يتم الاتصال بالأم مرة ثانية لأخذ عينة دم للتأكد من خلوها من الأمراض المعدية، والتأكد من عدم وجود أي نوع من الفيروسات في فترة الحضانة.

وينصح بشدة للأمهات التي لديها تاريخ عائلي من أمراض وراثية أو لديها أطفال يعانون من الأمراض التي يمكن علاجها عن طريق زرع الخلايا الجذعية، بتخزين دم الحبل السري من المواليد الجدد، لوجود احتمال قوي لاستخدامها فيما بعد من قبل أحد الأشقاء.

آليات

وحول طريقة التسجيل قالت الهاشمي إن على الأم الراغبة بالتسجيل في أحد خدمات المركز الاحتفاظَ الخاص أو التبرع العام، من خلال زيارة مركز دبي لدم الحبل السري والأبحاث لإتمام إجراءات التسجيل بما فيها توقيع العقد حسب نوع البنك سواء العام أو الخاص، وسرد التاريخ الطبي الأسري للتأكد من أهلية الأم الحامل للانخراط ببرنامج تخزين وحدة دم الحبل السري.

ثورة

وأكدت أمهات أن تخزين دم الحبل السري يعتبر ثورة علمية جديدة تتمحور حول رحم الأم المعطاء والمغذية للحياة، ويجب على الحكومات والدول التحول نحوها في علاج الأمراض المختلفة وإجراء المزيد من الاختبارات حولها لاكتشاف المزيد من الأمراض التي يمكن أن يعالجها عوضاً عن العقاقير والعلاجات الكيماوية المتعبة، وراهن على حدوث تطور علمي قريب فيه، مثمنات جهود هيئة الصحة في هذا المجال.

وأبدت إيمان حسين تحمسها لهذا التطور في مجال دم الحبل السري، معربة عن استعدادها لحفظه أو التبرع به لأغراض علاجية والاستفادة منه في المستقبل سواء هي أو لأحد أفراد أسرتها أو أقاربها، أو حتى لمن يحتاجه، وذلك إدراكاً منها للأهمية الكبرى التي تمثلها الخلايا التي يحتوي عليها دم الحبل السري.

وأضافت أنها ربما تحتاجه في مرحلة متقدمة من العمر في إصلاح الأنسجة التالفة وتجديدها أو إعادة إحياء المصاب منها بتلف، أو حتى في عمليات التجميل، مشيرة إلى أهميتها أيضاً في إنقاذ حياة الملايين من الناس من العديد من الأمراض المسجلة حتى الآن.

عمل خيري

وطالبت ريم مسودة بضرورة توعية الناس وإطلاعهم على هذه التقنية وأهميتها، آملة أن يصبح التبرع بدم الحبل السري ضمن إطار المفهوم العام للعمل الخيري حيث يمكن لكل مانح مساعدة متلق في حال توفر التطابق.

وأضافت أننا نشهد اليوم ثورة طبية حقيقية فإذا كان رمي المشيمة والحبل السري أمراً متبعاً في الماضي فقد أدرك الناس أهميتهما العلاجية في الوقت الحاضر لذا يجب أن تقام حملة توعوية واسعة، من قبل المؤسسات الطبية بالتعاون مع المؤسسات الإعلامية المختلفة من أجل نشر الوعي بين الناس والأمهات خاصة وتثقيفهم عن ماهية وأهمية الحبل السري والخلايا الجذعية، وأيضاً التوعية عن خدمات مركز دبي لدم الحبل السري والأبحاث، وذلك بهدف تأمين العلاج لأبنائنا ولأنفسنا وللأجيال القادمة وإنقاذ أرواحهم في حال احتاج أي منهم للعلاج.

التوعية الكافية

أما صفاء الخميري فتقول: للأسف يوجد ندرة في هذه البنوك في الوطن العربي، لذا نطالب بإنشاء المزيد منها والاقتداء بتجربة الإمارات الرائدة في ذلك، حتى لا يكون مصير المشيمة والحبل السري والدم القيّم الموجود فيها إلى النفايات، مناشدة جميع الأمهات بضرورة حفظ هذه الخلايا أو التبرع بها لنيل عظيم الأجر.

وتقول سارة يعقوب إنها لا تعرف الكثير عن فوائد المشيمة أو دم الحبل السري ولكنها تقرأ أحياناً عن فوائده العلاجية، غير أنها لا تجد التوعية الكافية من المستشفيات بذلك حين تكون حاملًا، وتحبذ لو أن هناك دورات تثقيفية للأمهات الحوامل في المستشفيات بكيفية الإقدام على ذلك وأهميته، مشيرة إلى أنه كان يعد لوقت قريب من المخلفات الطبية فور الانتهاء من عملية الولادة.

وأشارت إلى أن الحبل السري مصدر غني وكنز ثمين، لذا يجب الاحتفاظ به، ونصحت كل أم وكل امرأة مقبلة على أن تصبح أماً، بأن تضع في حسبانها أن تحتفظ بدم الحبل السري لمولودها، لاستخدامه في المستقبل.

Email