إجراءات متطورة للكشف المبكر عن الأمراض الوراثية لحديثي الولادة
رفعت هيئة الصحة في دبي عدد الأمراض التي يتم الكشف عنها من خلال الفحص المبكر لحديثي الولادة إلى 39 مرضاً وراثياً بعد أن كانت 18 مرضاً قبل سنوات، حيث يمكن تشخيصها قبل ظهور أعراضها على الطفل.
وقالت الدكتورة منى تهلك المديرة التنفيذية لمستشفى لطيفة إن الهيئة تحرص على تنظيم حملات توعية بأهمية الفحص المبكر للأطفال حديثي الولادة للكشف عن الأمراض الوراثية في مختلف المؤسسات والدوائر الحكومية والخاصة.
وأوضحت أن الحملات تستهدف جميع المواليد الجدد ويتم إجراء الفحص بعد مرور 48 إلى 72 ساعة من الولادة عن طريق أخذ قطرة دم من كعب قدم الطفل وإرسالها إلى المختبر المركزي للكشف عن مدى احتمالية الإصابة بأحد الأمراض الوراثية التي قد تؤثر على النمو العقلي والجسدي للطفل وقد تؤدي إلى الوفاة في بعض الحالات.
تشخيص
وأشارت إلى أن الأمراض التي يتم الكشف عنها لدى الأطفال على سبيل المثال قصور الغدة الدرقية الوراثي وتضخم الغدة الكظرية الكمي الوراثي وأمراض الأنيميا المنجلية والثلاسيميا والغلاكتوسيميا وبيوتيدينيز والداء الليفي الكيسي وغيرها من الأمراض، التي تم تحديدها بناء على دراسة احتياجات الصحة العامة والفوائد المحتملة والفعالية من حيث الكشف المبكر وعلاج الحالات التي يتم تشخيصها، وبالتالي الوقاية من المضاعفات الخطيرة وتحسين النتائج الصحية.
إشادة
وثمن عدد من الأهالي مبادرة هيئة الصحة في رفع عدد الأمراض التي يتم الكشف عنها من خلال الفحص المبكر لحديثي الولادة إلى 39 مرضا وراثيا، مشيرين إلى أن الأمراض الوراثية تعد واحدة من أبرز المشكلات الصحية، التي تؤرق القائمين على السياسات الصحية، والمجتمع بشكل عام.
وأشاد علي حسن البلوشي بجهود الهيئة الساعية إلى تطوير البرامج والخدمات الصحية ومختبرات الأمراض الوراثية بما يمكن من خفض معدلات هذه الأمراض إلى أدنى حد ممكن.
وأضاف أن هذه المبادرة بمثابة إعلان حرب على الأمراض الوراثية، حيث تهدف إلى تقليل نسبة حدوث وانتشار الأمراض الوراثية وحماية الأطفال من الإعاقات الذهنية والجسدية وخفض نسبة الوفيات بين الأطفال نتيجة الإصابة بهذه الأمراض وتخفيف العبء النفسي والاجتماعي والاقتصادي على الأسرة والمجتمع.
وقال إن هذه المبادرة تسعى إلى حماية ووقاية الأجيال القادمة من الأمراض الوراثية وتجنيبهم التشوهات الخلقية وحمايتهم من الإصابة بأمراض الدم الوراثية مثل الثلاسيميا والأنيميا المنجلية ومتلازمة داون وغيرها من الأمراض التي تؤرق المجتمع والأهالي، مؤكداً أن هيئة الصحة حققت نجاحاً كبيراً في مجال محاصرة الأمراض الوراثية والتقليل منها، كما نجحت في نشر الوعي في المجتمع بأبرز طرق تلافيها والوقاية منها، ويتوقع في ظل الخطط التطويرية المزمعة تحقيق المزيد من الإنجازات.
مواجهة
وأكد محمد صلاح أن إلزام فحص حديثي الولادة، سيكون له عظيم الأثر في محاربة التشوهات الناجمة عن عوامل وراثية أو غير وراثية، لافتا إلى أن العنصر البشري يعتبر المحور الرئيسي والهدف الأسمى الذي تتوجه إليه كافة خطط وبرامج التنمية على أرض الدولة، لذلك كان الاستثمار في التعليم وفي النهوض بالخدمات الصحية، من أهم ما تركز عليه قيادتنا الرشيدة، ولأن الناشئة هم عماد المستقبل، فقد اهتمت هيئة الصحة، بتعزيز مستويات الرعاية والوقاية من الأمراض الوراثية، مما ساهم في أن تحقق إمارة دبي معدلات تغطية عالية.
وأضاف: تحظى برامج الهيئة بشأن الفحص المبكر عن الأمراض الوراثية وفحص راغبي الزواج بتقدير كبير من المتعاملين، وتجعلهم يساهمون بفاعلية في دفع وتعزيز عجلة التنمية على أرض وطنهم، وذلك انطلاقاً من مبدأ أن التنمية لا يمكن أن تتحقق إلا بسواعد أبناء الوطن الأصحاء القادرين على العمل والعطاء.
وتقول سارة سامي إن رؤية طفل معاق يستعين على مشيته بعكازته التي أصبحت رفيقة له قبل الأوان، بينما ذبلت ابتسامته وعكرت صفو وجهه، تجعلنا نقدر جهود الهيئة الرامية إلى تبديل هذه الصورة بلوحة أخرى لطفل غير معاق علت ضحكاته يركض ويقفز ويلعب ويسبح، يعيش طفولته بسعادة، عن طريق الفحص المبكر، لإبعاد شبح العديد من الأمراض أو على الأقل الحد من نسبة حدوثها، وهذه النتائج الحميدة ستظهر على المدى البعيد إن شاء الله، كما أن ديننا الحنيف يحثنا على الوقاية.
وقاية
وأشارت سمية سامي إلى أن عدد الأمراض الوراثية تشكل هاجساً مقلقاً لأصحابها ومن حولهم، فالوقاية الاستباقية إلى جانب توعية المجتمع والاكتشافات العلمية والتطورات البحثية، جميعها من شأنها أن تقلل من نسب التعرض لهذه الأمراض، وتعد فحوص حديثي الولادة ضرورة ملحة لتجنب أطفال يعانون أمراضاً تصاحبهم وتعكر صفو حياتهم وحياة ذويهم.
وأضافت أن هذه الفحوصات تساعد على خروج أجيال سليمة صحيا وعقليا لتسهم بشكل جدي في دفع عجلة التنمية للدولة.
وقالت إن الكثير من الأمراض الوراثية ليس لها علاج، كما أنها تكلف الدولة مبالغ طائلة وزيادة في النفقات العلاجية، الأمر الذي يجعل من الفحوصات المسبقة وسيلة لمكافحة هذه الأمراض والوقاية منها بأقل تكلفة، فضلاً عن الفوائد الكبيرة التي سيجنيها المجتمع.
إجراءات طبية
قالت الدكتورة منى تهلك إن هذه الفحوصات يمكن إجراؤها في مستشفيات الهيئة ومراكزها الصحية خلال خمس دقائق فقط، ويتم على ضوئها اتخاذ الإجراءات الطبية المناسبة في حال الكشف عن احتمالية وجود المرض، منوهة بأن نسبة تغطية ومتابعة الأطفال حديثي الولادة بهذه الفحوصات وصلت إلى 100 %، مشيرة إلى المتابعة المستمرة التي يقوم بها مستشفى لطيفة مع ذوي المواليد الجدد للتأكد من إجراء هذا الفحص خلال الأيام الأولى بعد الولادة.
