«حقن الدهون» إنجاز طبي لعلاج آلام المفاصل في «صحة دبي»

ت + ت - الحجم الطبيعي

تمكن الدكتور خالد الحمادي استشاري جراحة المفاصل في مستشفى دبي، من التوصل إلى طريقة مبتكرة جداً لعلاج آلام والتهاب المفاصل المزمنة عن طريق سحب الدهون الذاتية الدقيقة من البطن وحقنها في المفصل.

ووصف عدد من المرضى الذين خضعوا لعملية حقن الدهون الذاتية الدقيقة في المفصل، الاكتشاف بالثورة الهائلة لعلاج آلام والتهاب المفاصل المزمنة والتخلص منها بشكل نهائي والقضاء على التيبس أو خشونة الركبة.

فعالية عالية

وأعلن الحمادي عن الطريقة الجديدة بعد أن تم استخدامها على 36 مريضاً لغاية الآن واستفاد منها 34 مريضاً، فيما تفاوتت استفادة المريضين الاخرين بسببب تقدم المرض.

وقال الحمادي إن طريقة استخدام الدهون الذاتية الدقيقة في علاج التهاب وخشونة المفاصل لم يسبق استخدامها في الدولة، وأثبتت فعالية عالية في تخفيف آلام وتيبس وخشونة المفاصل وتحسين الوظائف الحركية للمفاصل المريضة.

وأضاف أنه لم يتم رصد أي أعراض جانبية أو مضاعفات للطريقة المستحدثة، إذ يستطيع المريض الخروج من المستشفى في نفس اليوم ويعود لممارسة حياته الطبيعية.

نتائج

وأوضح الحمادي أن النتائج التي تم التوصل لها بعد استخدام الدهون الذاتية في علاج التهاب المفاصل المزمن بينت أن استخدام العينات الدقيقة من الدهون الذاتية من خلال الحقن داخل المفصل المصاب لعلاج الألم والتيبس أو خشونة الركبة يعطي تحسناً ملحوظاً في تحسين وظائف المفصل خلال أقل من ساعة من عملية الحقن، كما أنها أكثر أماناً من عمليات تبديل المفصل، ولا تحتاج إلى تخدير كامل أثناء الجراحة، مؤكداً أن العملية هي إجراء جراحي بسيط يتم من خلال ثقب صغير عند الشفط والحقن.

وقال الحمادي «في السابق كان معظم المرضى المصابين يلجأون لتغيير المفصل بمفصل صناعي وهي عملية مكلفة جداً لكلفة الإجراء الجراحي وقيمة المفصل الصناعي والانقطاع عن العمل لمدة طويلة، في حين أن الطريقة الجديدة لكل من يعاني من آلام المفصل أو بداية الخشونة ويمكن إجراؤها للمرضى كبار السن الذين يعانون من مشاكل مرضية تتعارض مع التخدير الكامل.

وأوضح أن الدهون التي يتم استخلاصها من الجسم هي مادة بيولوجية نشطة مجددة للأنسجة بما تحتويه من الخلايا، إضافة إلى الخاصية المشحمة والمزلقة للدهون، لافتاً إلى أن العلم اليوم يشهد ثورة هائلة في مجال الطب التجديدي وتطوراً سريعاً على مستوى العالم وتنافساً طبياً كبيراً في الاستفادة من الدهون والخلايا لإيجاد علاج لكثير من الأمراض في التخصصات الجراحية والطبية المختلفة مثل جراحة التجميل.

وأفاد الحمادي بأن الدهون تعد علمياً من أهم وأغنى مصادر الخلايا القابلة للتكاثر والأقل تكلفة ويليها النخاع العظمي، مشيراً إلى أن استخدام الدهون في علاج التهابات المفاصل يكمن في أنها تحتوي على أعداد هائلة من الخلايا الجذعية إضافة للخلايا الدهنية لذلك تعتبر الدهون الذاتية مادة بيولوجية معبئة نشطة ومجددة للأنسجة لذلك تمت الاستفادة من الدهون الذاتية بما تحتويه من الخلايا لتجديد غضاريف المفاصل إضافة إلى الاستفادة من الخاصية المشحمة والمزلقة للدهون في تسهيل حركة المفصل.

معاناة

بدورها قالت كلثم الورعاني البالغة من العمر 50 عاما، إن رحلة معاناتها مع مرض خشونة الركبة بدأت بعد أن تعرضت لحادث مروري منذ عشرة أعوام ما أدى إلى انحراف صابونة الركبة بدرجة 30% حتى أصبحت تجد صعوبة بالغة في ممارسة حياتها بشكل طبيعي من خلال الجلوس أو المشي، كما تواجه مشقة كبيرة في الوقوف والركوع والسجود أثناء أداء فريضة الصلاة.

وأضافت»لم تفلح معي شتى العلاجات بل وأجمع أغلب الأطباء على ضرورة إجراء جراحة لتبديل المفصل، إلا أنها لم تتشجع للإقدام عليها بسبب خوفها من مضاعفاتها حتى اقترحت عليها إحدى صديقاتها أن تخضع للعلاج في مستشفى دبي التابع لهيئة الصحة في دبي بعد أن سمعت عن تقنية حقن الدهون لعلاج آلام المفاصل والركبة، فقررت إجراءها على الفور، مشيرة إلى أنها تثق كثيرا في الخدمات التي تقدمها هيئة الصحة بدبي كونها تحرص على تطبيق أفضل الممارسات العالمية في العلاجات واستقطاب أفضل التقنيات في الجراحات الطبية.

وتابعت أنها استفادت كثيرا من العملية بنسبة 100%، مؤكدة أن آلام الركبة والتيبس اختفت تماما بعد إجراء العملية مباشرة.

طريقة مستحدثة

من جانبه أكد زهير آل رحمة الذي كان يعاني من خشونة في الركبة منذ 9 سنوات أنه اتخذ القرار الأفضل عندما خضع لهذه العملية التي وصفها بالسحر.

وزاد أنه تمكن من الجلوس على الأرض وثني ركبتيه منذ اليوم الأول لإجراء العملية وهذا ما لم يكن يستطيع فعله مطلقا خلال السنوات الماضية، الأمر الذي أثار ذهوله وذهول أفراد عائلته، كما أنه أصبح يمارس حياته بشكل اعتيادي وسليم ويخرج للتنزه مع عائلته.

وأوضح أنه لا يعاني من أي أعراض جانبية أو مضاعفات لهذه الطريقة المستحدثة، إذ إن العملية هي إجراء جراحي بسيط يتم من خلال ثقب صغير عند الشفط والحقن، ما يجعلها أكثر أماناً من عمليات تبديل المفصل، ولا تحتاج إلى تخدير كامل أثناء الجراحة، كما أنه أستطاع الخروج من المستشفى في نفس اليوم وقاد سيارته بنفسه وعاد لممارسة حياته الطبيعية، ولم يحتج للانقطاع عن العمل.

من جهته أشار محمد رخشان إلى أنه كان يعاني من آلام مزمنة جراء خشونة شديدة في الركبة منذ عشرة أعوام، أدت إلى تيبس في المفصل وصعوبة في الثني، وأثرت على المشي والحركة لديه بشكل عام، لافتاً إلى أن الألم كان يحصل عند الثني والجلوس، ولكن بعد إجراء الجراحة تحسنت حالته بدرجة 95%.

وذكر أنه خضع لهذه الجراحة الفريدة والمبتكرة مطلع العام الجاري ومنذ ذلك الحين وهو يشعر بتحسن بالغ وأصبح يتمتع بقدرة فائقة على ممارسة مهامه اليومية بنجاح لافت.

نجاح مذهل

ونصحت إحسان شبل معلمة الرياضات كل من يعاني من مرض خشونة المفاصل أن يخضع لهذه الجراحة التي وصفتها بالمذهلة، موضحة أنها كانت تعاني من خشونة من درجة متقدمة جدا في مفصل الركبة منذ 15 عاما، ما أثر على حياتها المهنية وحال دون تأدية مهامها اليومية، فيما أجمع الأطباء على ضرورة الخضوع لجراحة عاجلة لتبديل المفصل، إلا أنها تخوفت منها وأهملت في مراجعة الأطباء بسبب مشاغل الحياة والعمل، إلى أن تطورت حالتها وأصبحت من الدرجة الأولى.

وأضافت أنه بالرغم من تقدم حالتها المرضية إلا أن تقنية حقن الدهون في مفصل الركبة شهد نجاحاً مذهلا حيث تمكنت خلال ساعة واحدة من إجرائها من المشي والقفز والقيام بالحركات الرياضية الصعبة التي كانت قد توقفت تماماً عن القيام بفعلها بسبب التهاب المفاصل.

Email