أطباء التجميل في هيئة الصحة بدبي يحددون الضوابط والمضاعفات

شفط الدهون.. وسيلة فعّالة للتخلص مـن الترهلات بشروط أبرزها السن والوزن

ت + ت - الحجم الطبيعي

تخفيض الوزن والحمية والرياضة والرشاقة، مصطلحات تتردد في كل حوارات مجالس النساء، إذ تتباهى كل امرأة بما حققته من نجاحات في هذه المجالات أمام الأخريات، ولا يخفى على أحد أن طبيعة الجسم قد تلزم المرأة أحياناً بشكل معيّن يرافقها طوال حياتها مهما اتبعت من حميات ومارست من رياضة.

وإذا كانت الدهون تتكدس في موضع واحد في جسمها لن تفيدها الحمية والرياضة في تحقيق الشكل الأمثل الذي تطمح إليه، والحل قد يكون عندها في شفط الدهون التي شهدت تطوراً كبيراً مقارنة ببداية العمليات وباتت نتائجها أفضل ومضاعفاتها أقل خاصة إذا ما تمت في مركز معتمد وقام بإجرائها أطباء متمرسون في هذا النوع من العمليات الذي يتطلب شروطاً أبرزها السن والوزن.

تجميل

ويقول الدكتور قاسم أهلي استشاري جراحة التجميل في مستشفى راشد بصحة دبي إن شفط الدهون تعتبر من العمليات التجميلية إلا في بعض الحالات كإزالة الشحوم أو الأورام الشحمية من بعض مناطق الجسم، وتكدس الشحوم في منطقة من الجسم تعتبر من المشكلات المؤرقة لكلا الجنسين وتحديداً المرأة، فتجعلها تشعر بالضيق والملل طوال الوقت، بل هناك سيدات يدخلن في حالة اكتئاب بسبب الدهون المتراكمة في الجسم، لذا تسعى كل امرأة للتخلص من هذه الدهون بشتى الطرق، سواء من خلال اتباع نظام غذائي صحي أو ممارسة بعض التمارين الرياضية من سباحة وجري ومشي، لأن المرأة تحلم دائماً بالحصول على جسم رشيق وقوام متناسق، فالرشاقة سر من أسرار جمال المرأة، كما أن المرأة الرشيقة تشعر بأنها قادرة على القيام بأي شيء، بعكس المرأة السمينة التي تعاني من عدم قدرتها على الحركة، أو ارتداء الملابس التي تحبها.

تراكمات

وتابع: «تتراكم الدهون في أكثر من مكان بالجسم، في الصدر والمؤخرة والفخذين، ولكن تعد دهون البطن من المشكلات التي يصعب حلها، لأنها تتحول بعد فترة قصيرة إلى ترهلات، أما باقية الدهون المتواجدة في أماكن مختلفة بالجسم يسهل حرقها من خلال الطعام الصحي والرياضة، ويعد التخلص من دهون البطن ليس بالأمر الهين، خاصة في بعض الحالات مثل الولادة القيصرية أو السمنة المفرطة، ففي هذه الحالات نلجأ إلى عملية شفط دهون البطن، التي تضمن لكل امرأة إذابة دهون البطن، والتخلص منها بشكل نهائي».

وأوضح أن عمليات شفط الدهون تجميلية الهدف منها التخلص من الدهون الزائدة في منطقة البطن، أو الأرداف، والتي تؤثر بشكل كبير على مظهر المرأة، وتجعلها تبدو سمينة ذات قوام غير متناسق، وهي من العمليات البسيطة التي لا تشكل خطورة كبيرة على صحة المرأة، وليس لها أضرار، إذا ما تم إجراؤها في مراكز معتمدة وبإشراف أطباء لديهم خبرة كافية في هذا النوع من العمليات، مبيناً أن هناك أكثر من طريقة يمكن من خلالها حرق دهون البطن، وبالطبع لجأ إليها جميع الأشخاص الذين يعانون منها، ولكن هذه الطرق العادية لم تعد مفيدة كما كانت من قبل، وبالتالي لم يعد أمامهم أي خيار آخر سوى إجراء عملية شفط الدهون، وهي ليست خطيرة ولكن الحذر مطلوب، حيث يجب اختيار طبيب بارع في هذا المجال حتى يشعر الشخص بالاطمئنان، كما يجب أن يكون أميناً يصارح بحقيقة الوضع إذا كان هناك مانع من نجاح العملية.

شروط

وأشار إلى أن هناك شروطاً لإجراء عمليات الشفط منها أن يكون الشخص فوق عمر 18 سنة وألا يكون مصاباً ببعض الأمراض الخطيرة، ويجب على الشخص الذي يخضع لعملية شفط دهون البطن أن يكون وزنه طبيعياً ولديه زيادة بالوزن لا تتعدى الـ 30% من وزنه الطبيعي، كما يجب أن تكون دهون البطن لا تستجيب لأي نظام غذائي صحي أو تمارين رياضية، هذا بالإضافة إلى ضرورة أن تكون صحته جيدة لا يعاني من أي أمراض مزمنة ولا يعاني من أي مرض نفسي خاصة الاكتئاب، لأن الحالة النفسية الجيدة تلعب دوراً كبيراً في نجاح هذا النوع من العمليات، ويفضل أن تجرى هذه العملية في سن متقدم، ما بعد الـ 18 عاماً، لأن الجلد بعد ذلك يكون غير مرن، لافتاً إلى أن الكمية المسموح بإزالتها وفقاً للمعايير العالمية هي 5- 7 % من وزن الشخص، فإذا كان وزنه 70 كيلوغراماً فالكمية المسموح بإزالتها هي 7 لترات، وكمية الدهون تقاس عادة باللتر وليس الكيلوغرام، وفي حال تم إزالة كمية أكبر عندها يدخل الشخص في مضاعفات خطيرة قد تؤدي إلى الوفاة.

أعراض

ومن الأعراض الجانبية ومخاطر عملية شفط دهون البطن يقول الدكتور قاسم أهلي: «تظهر بعض الأعراض الجانبية على الشخص الذي أجرى عملية شفط دهون البطن، ومن أهمها هبوط مستوى الدم، والأملاح والبروتينات والخدر، حيث يفقد الشخص الحس بمنطقة البطن، وهي غالباً تكون حالة مؤقتة تتلاشى بمرور الوقت، وربما يحدث تهيج مؤقت للعصب والالتهاب، كما تظهر كدمات بسيطة تختفي بعد أسبوع واحد من العملية، وعدم انتظام سطح الجلد، فغالباً يحدث بشكل مؤقت لكنه في بعض الحالات يكون دائماً، ويرجع ذلك إلى طبيعة الجلد، حيث إن الجلد المرن يعود بسرعة إلى ما كان عليه، أما السميك فيعود ولكن بعد فترة من الوقت، مبيناً أن هذه الأعراض لا تشكل خطورة على صحة الشخص، فهي تختفي بعد فترة طويلة أو قصيرة من العملية، ولكن هذا لا يعني أن نضعها في اعتبارنا عند الإقبال على عملية شفط دهون البطن، وعند اختيار جراح التجميل».

وأضاف إن الإقبال على عمليات شفط الدهون مطلوبة من الرجال ولكن النساء بنسبة أكبر، لافتاً إلى أن مستشفى راشد يقوم سنوياً بإجراء 50 إلى 70 عملية لشفط الدهون بنسبة نجاح عالية تفوق 97%.

خطوات

وقال إن عملية شفط دهون البطن، تتم عن طريق وضع الشخص تحت التخدير العام أو الموضعي، وذلك بحسب وقت العملية وكمية الدهون المراد إزالتها، وبعد ذلك يقوم جراح التجميل بإحداث شق صغير في الجلد ويتم إدخال «القنية» من خلاله، وهي عبارة عن أنبوب بلاستيكي لإخراج وإدخال السوائل من وإلى الجسم، ويتم تحريكه إلى الأمام والخلف لإزالة الدهون وتوصيل شفّاط جراحي مع القنينة لامتصاص الدهون وإخراجها من الجسم، وتستغرق العملية من ساعة إلى ساعتين بحسب كمية الدهون، ولكن في كل الأحوال يغادر الشخص المستشفى في اليوم نفسه، بعد أن يفوق من التخدير ويقدم له جراح التجميل التعليمات التي عليه اتباعها، منوهاً بأن أبرز العمليات التجميلية التي يتجه إليها الناس هي قص الجلد الزائد، وشد البطن والشفط، وتجميل الصدر أو شد الصدر.

ممارسات خاطئة

وأوضح أن هنالك ممارسات خاطئة لعمليات التجميل تتم من الطرفين، الطبيب المعالج ومرتاد عيادة التجميل، فالطبيب التجميلي يجب أن تكون لديه مصداقية في عمله، ولكن هناك أطباء يعملون في المجال كنوع من التجارة، ويخدع المريض بسهولة، ويبدأ بسرد عيوب لا تعد ولا تحصى له وهو خالٍ منها، فهناك أطباء تكون نظرتهم نظرة تجارة تجميل على وجه وجسد المريض.

وبين أن مرتاد عيادات التجميل يعاني عدم الثقة بالنفس، وفي حالة قلق من مظهره الخارجي، مما يجعله يلجأ لجراحات التجميل الزائدة على حاجته، ويجب على الأطباء رفض تحويل المريض لشكل آخر، فهذا الأمر يحمل مضاعفات مستقبلية خطيرة، ورغم تمكن الطبيب بالتحكم في المريض بإقناعه بخطورة بعض عمليات التجميل، فإن بعض الأطباء يدخلون بهذه الدوامات مع المرضى ويمارسون استخدامات خاطئة للتجميل معهم.

تحسين المظهر

وقال الدكتور زيد المازم استشاري الجراحة العامة في مستشفى دبي إن عمليات شفط الدهون هي عمليات تجميلية يقدم عليها الرجال والنساء لإزالة الدهون الزائدة في مناطق معينة في الجسم، من أجل تحسين مظهر الجسم من ناحية جمالية وللتقليل من محيط الخصر بالإضافة إلى محيطات مناطق أخرى في الجسم، مشيراً إلى أن اللبس الذي يقع فيه الكثير ممن يترددون على عيادات التجميل في كونهم لا يدركون ماهية الأمر الذي يأتون من أجله، فالبعض منهم ولا سيما النساء، لا يعرفن طبيعة ما تردن إجراءه من عمليات، لذلك فالأمر يصبح مشكلة بدلاً من كونه محاولة للعلاج.

ويشير إلى أن القناعة هي المقياس الوحيد الذي يحدد مسار العملية، وبالتالي الخروج بنتائج مرضية للطرفين؛ الطبيب والمريض، موضحاً أن عمليات التجميل نوعان، الأول تجميلي بحت وهو رغبة الشخص في تغيير شكله الطبيعي لإرضاء ذاته كتغيير في شكل الأنف والوجه والجفون وكل أنحاء الجسم، وهو لا يسمح به في المستشفى، والثاني وهو الترميم الذي ينتج من تعرض جسم الإنسان لحالات مفاجئة كالحوادث بأنواعها والحروق والعديد من التشوهات الخلقية للفرد وعلاج القرح المزمنة، وهي ما تستقبلها مستشفياتنا لأن التجميل من خلالها يكون بغرض إنقاذ المريض من دوامة التعاسة.

مقاييس

شدد الدكتور زيد المازم على أن الاختصاصي لا يمكن أن يتعامل مع الناس بالطريقة نفسها؛ فاختلاف البشرة من حيث السماكة واللون يحدد مقاييس طبيعة العملية، وبالتالي لا يمكن الجزم بأن عمليات التجميل صارت مقياساً ثابتاً لكل الحالات، إذ توجد حالات يتحتم فيها إجراء عمليات جراحية مثل الحروق والندوب، ومنها ما تكون فيها العمليات ترميمية.

جمهور: حل سريع للحصول على جسم مثالي

تعتبر الدهون الزائدة من المشكلات، التي تؤرق الجنسين، إلا أن تأثيراتها لدى المرأة تكون أقوى من الناحية النفسية، وتجعلها تشعر بالضيق والملل طوال الوقت، بل إن بعضهن يدخلن في حالة اكتئاب بسبب الدهون المتراكمة في الجسم، ذلك لأن كل امرأة تحلم بالحصول على جسم رشيق وقوام متناسق، فالرشاقة سر من أسرار جمال المرأة.

وفي هذا الصدد أشارت نهى كسواني إلى أن الغرب صدر لنا صورة نمطية عن المرأة المعلبة للنموذج الغربي من خلال مفهوم «الموديل»، ويضع معايير معينة عن الجمال، في محاولة للتركيز على القيمة الجسدية، وتشويه صورة المرأة، وجعلها سلعة، وللأسف فإن الكثيرات من بنات الجيل الحالي يقعن في هذا الشرك، فنجد بعضهن يتبعن الحميات الغذائية القاسية، وإن لم تفلح، فيضطررن لإجراء جراحة قص المعدة أو حتى إجراء عملية شفط للدهون، من أجل الحصول على جسم متناسق.

وأضافت نهى أن زميلتها في العمل ترهل جسمها كثيراً وازدادت الدهون والشحوم لديها خاصة في منطقة البطن بعد أن أنجبت طفلين، ولأنها تعاني دائماً من الوساوس والخوف من أن ينظر زوجها لأخرى أو يتزوج عليها، فقررت إجراء عملية شفط للدهون من منطقة البطن والخصر، وعانت في البداية كثيراً، كما أن طبيبها منعها من الإنجاب مدة 3 سنوات على الأقل.

وقال مجدي عبد المنعم إن صديقه ارتفع وزنه بشكل كبير حتى تخلى عن كل ملابسه السابقة مع مرور الوقت، واضطر لزيارة محلات الملابس ذات الأحجام الكبيرة، والتي كان يمر عليها سابقاً، ولم يتخيل مظهره فيها، والأدهى من ذلك أنه كان يتخيل أصحابها من دون إرادة كونهم تركوا أنفسهم يصلون إلى هذا الحجم من دون أن يتخذوا قرارا بالرجعة.

وأضاف كان صديقي يمني نفسه في كل مرة بأنه سيمارس التمارين الرياضية أو يتبع حمية غذائية تعيده إلى وزنه الطبيعي، وبهذا التسويف وصل إلى وزن جعل زوجته تنفر منه، بل وصل الأمر إلى حد أنها طلبت الانفصال بسبب وزنه الزائد، حينها قرر أن يضع حداً لهذه الزيادة، فلجأ إلى الطبيب الذي أكد له أن الحل السريع والأنسب يكمن في إجراء جراحة شفط الدهون.

وتقول صالحة الكأس إن والدة صديقتها أجرت عملية شفط الدهون، بعد أن أخبرها طبيبها بأن عليها أن تتخلص من وزنها الزائد، الذي يؤثر سلباً على مرض هشاشة العظام المصاب به، حيث كانت تعاني من تكتل الدهون في مناطق معينة من الجسم مثل البطن والأرداف، لذا ارتأى الطبيب أن شفط الدهون هو الحل الأنسب لهذه الحالة، ولكنها عانت كثيراً ومكثت في المستشفى فترة طويلة.

أما علي القرص فكان يعاني من زيادة كبيرة في الوزن أثرت على قدرته على الإنجاب، فنصحه الطبيب بضرورة تخفيف الوزن من خلال ربط المعدة وشفط الدهون الزائدة، إلا أنه تخوف كثيراً نظراً لما يسمعه من مضاعفاتها التي قد تصل إلى الوفاة، وأجل الجراحة سنوات عديدة إلى أن أثرت السمنة المفرطة على صحته بشكل كبير، فقرر إجراء الجراحة، ولكنه عانى عقبها مشكلات عدة، منها تصبغ الجلد والندبات تحت الجلد، التي سببت تشوهات في منظر الجلد وآلاماً مزمنة.

ومن ناحيته أوضح محمد السويدي اختصاصي نفسي بمنطقة دبي التعليمية، أن الكثير من السيدات يركضن وراء تطلعات أزواجهن، ويخضعن لرغباتهم، بحيث يطلب الكمال في تناسق الجسم، وأحياناً يريد نمطاً معيناً من النساء مثل بعض المشهورات، وهنا تسقط المرأة في دوامة إرضاء الزوج ولو بخضوعها لمشرط التجميل، للحصول على زوجة فاتنة كاملة الأوصاف، وهناك من تستعجل العملية، لأن زوجها سيتزوج عليها ويصرح لها بذلك، بينما هناك من تؤكد أن زوجها سيطلقها ويترك أولادها، إن لم تنسق جسمها بالطريقة التي يرغب فيها، وأحياناً يطلب نسخاً من بعض الفنانات ومشاهير التلفزيون والمسلسلات.

Email