الدكتورة مي رؤوف مديرة مركز دبي لـ «البيان الصحي»:

تقنيات عالمية متطورة في «دبي للتبرع بالدم»

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ أن تأسس في مارس من العام 1986، يعمل مركز دبي للتبرع بالدم التابع لهيئة الصحة في دبي على الوفاء دائماً بمسؤولياته وواجباته تجاه المجتمع وأفراده، ولاسيما تلك الفئة التي تضطرها الظروف المرضية أو الصحية الطارئة إلى الحاجة لقطرات دم لإنقاذ حياتها، ويعد المركز الجهة الوحيدة للتبرع بالدم في هيئة الصحة بدبي، ويستخدم المركز تقنيات عالمية متطورة في خدماته التي يقدمها للجهور وذلك استناداً لإمكانياته وتجهيزاته وتقنياته المتطورة في مجال سلامة الدم ومأمونيته.

وبناءً على ما يزخر به من كفاءات بشرية مدربة ومتخصصة لها خبرتها، نجح مركز دبي للتبرع بالدم في الحصول على الاعتماد الدولي من قبل جمعية بنوك الدم الأميركية «AABB»، وذلك منذ عام 2012 ، وفي ضوء إنجازاته المتواصلة نجح المركز أيضاً في الاحتفاظ بالاعتماد الذي يتم تجديده للمرة الثالثة نهاية عام 2016، من قبل جمعية بنوك الدم الأميركية التي تمثل الجهة العالمية الأكثر صرامة ودقة في مجال الاعتماد الدولي الخاص ببنوك الدم.

إلى جانب ذلك يشترك المركز منذ عام 2007 في برنامج الجودة الخارجية للتأكد من دقة الفحوصات التي تجرى على عينات المتبرعين بالدم وذلك مع كلية الباثولوجيين الأميركية «CAP» وبنتائج ممتازة.

هذا بالتحديد ما بدأت به الدكتورة مي رؤوف مدير مركز دبي للتبرع بالدم، حديثها معنا حيث أكدت أن المركز يعتمد على التبرع بالدم الطوعي الكامل وتوفير الدم ومكوناته لسد حاجة جميع المستشفيات، سواء التابعة للهيئة أو المستشفيات الخاصة في دبي.

أوقات

وفي مستهل الحوار، نوهت الدكتورة مي رؤوف بأن العمل متواصل خلال شهر رمضان الكريم، وأن مواعيد المركز في أيام الشهر الفضيل تبدأ من الـ9 صباحاً وحتى الـ2 من بعد الظهر، ثم العودة للعمل من الـ8 مساءً إلى الـ1 بعد منتصف الليل، فيما أشارت إلى أن المركز سيقوم بتنظيم حملات للتبرع بالدم، لتعزيز روح الخير والعطاء، والعمل على جمع الدم ومكوناته اللازمة لتغطية احتياجات المرضى في المستشفيات، وبينت أن الحملات ستشمل المركز والمساجد والخيم الرمضانية وحافلة بنك الدم المتنقل، كما سيتم الإعلان عن مواقع وأوقات حملات التبرع بالدم من خلال قسم خدمة العملاء التابع للهيئة.

وأوصت الدكتورة مي رؤوف المقبلين على التبرع بالدم خلال شهر رمضان الكريم، بالإكثار من شرب السوائل بعد الإفطار، وعدم ملء المعدة بوجبات ثقيلة، وعدم التدخين بعد التبرع بالدم لعدة ساعات، وذلك نظراً لحاجة الجسم للأوكسجين، وأكدت أن التبرع بالدم المنتظم يسهم في تقليل نسبة الإصابة بالجلطة الدماغية والقلبية ويساعد على تجديد خلايا الدم والتخلص من الحديد الزائد في الجسم.

احصائيات

وتطرقت الدكتورة مي رؤوف للحديث عن مجموعة من الإحصاءات الحديثة والبيانات الرسمية المعتمدة مع نهاية العام 2016، حيث أوضحت أن عدد وحدات الدم المسحوبة في العام الماضي 2016 وصل إلى 49223 وحدة، وهو أعلى عدد وحدات مسحوبة على مستوى الدولة، إضافة إلى وحدات الصفائح الدموية المسحوبة التي وصلت إلى 5616 وحدة، فيما بلغ عدد حملات التبرع بالدم المنظمة خارج المركز للتبرع بالدم 634 حملة.

صرف

أين يتم صرف وحدات الدم بالتحديد، وما هي الجهات الأكثر طلباً للدم؟

كما ذكرت سابقاً فإن المركز يقوم بتزويد مستشفيات الهيئة وأي مستشفى خاص في دبي، باحتياجاته من الدم لمواجهة أية ظروف طارئة، أو علاجات تعتمد على الدم، أو العمليات الجراحية، وتجدر الإشارة هنا إلى أن 36% من الدم المجمع في مركز دبي يذهب إلى مركز الثلاسيميا، حيث يحتاج المرضى إلى نقل دم بصورة متكررة.

تجميع الدم وصرفه، هل هذه فقط هي مهام مركز دبي للتبرع بالدم؟

بالطبع لا، هذا فقط جزء من مهام المركز، وإن كان هو الجزء الأساس، فإن المركز يقوم بسحب الدم من المتبرعين بالدم، والعمل على سلامة المتبرعين أثناء وبعد التبرع، وتوفير الدم ومكوناته للمرضى المحتاجين مع ضمان توفير الدم ومكوناته بأعلى جودة وحسب النظم العالمية، إلى جانب توفير المشورة الطبية للمتبرعين بالدم، وتثقيف وتوعية الجمهور حول أهمية وفوائد التبرع، ويحرص المركز على تنظيم العديد من حملات التبرع في مواقع مختلفة مثل المؤسسات والشركات والمدارس والجامعات وغيرها، بغرض الوصول إلى المتبرعين بالدم ونشر الوعي حول أهمية التبرع والقيم المجتمعية التي يتصل بها هذا العمل الإنساني النبيل.

ماذا عن رضا المتعاملين لما يقوم به المركز من مهام طبية وإنسانية ومجتمعية؟

وفق التقديرات الأخيرة للعام 2016، فقد وصل معدل رضا المتعاملين تجاه خدمات مركز دبي للتبرع بالدم، إلى 98%، ونحن إذ نعمل على الوفاء بمسؤولياتنا وواجباتنا تجاه المجتمع وأفراده، فإننا في الوقت نفسه نعمل على توفير وحدات دم تطابق أعلى معايير المأمونية والسلامة، وهذا ما يسعد المتعاملين مع المركز، سواء من المتبرعين، أو المستفيدين، حيث يطمئن الجميع لإجراءات سحب الدم ونقله وتجميعه وتوفيره لمستحقيه، وهذه الدورة تتم وفق تقنيات فائقة وتجهيزات عالية المستوى، يقوم عليها نخبة من المتخصصين وذوي الكفاءات والخبرات.

والمركز لا يقف عند هذا الحد، إذ يواكب كل جديد سواء من معايير أو تجهيزات يشهدها العالم، وفي الوقت نفسه يولي التعليم الطبي المستمر جل اهتمامه وتركيزه، لضمان وجود كفاءات مهنية مميزة.

تفاعلات

هل هناك تقنيات محددة استعان بها المركز ويعمل من خلالها؟

هناك العديد من التقنيات، ونذكر على سبيل المثال آخر ما تم الاستعانة به من تقنيات في العام الماضي، ومنها تقنية سحب وحدتين دم من المتبرع بالدم بنظام «افريزيز» والذي يعود بالفائدة على مرضى الثلاسيميا، وسحب الدم من المتبرعين من الفصائل النادرة والذي يسهم في خفض التفاعلات الغير مرغوب بها بعد التبرع بالدم، كما أدخلنا تقنية الكشف عن طفيلي الملاريا بتقنية صبغة «الفلورسنس» ليكون مركز دبي للتبرع بالدم هو الأول في هذه التقنية على مستوى الدولة، وذلك لتعزيز سلامة نقل الدم . وخلال العام الجاري تم استحداث نظام إلكتروني وخدمات ذكية للمتبرعين بالدم على الهواتف النقالة ، وهي الخطوة الأولى من نوعها على مستوى الشرق الأوسط.

نجاح

نجحت حملة «دمي لوطني» منذ انطلاقها ، وخلال الدورات الماضية لتنفيذها كانت هناك قياسات معينة لنتائج الحملة وأهدافها، نود التعرف إلى ما تحقق نهاية العام الماضي بشكل خاص؟

نجحت حملة «دمي لوطني» في دورتها الأخيرة العام الماضي، في تجميع 7415 وحدة دم خلال الفترة من 13 نوفمبر وحتى 3 ديسمبر الماضيين، وهو ما يعد معدلاً قياسياً، يشير إلى تفاعل أفراد المجتمع مع الحملة، وإيمانهم العميق برسالتها، وأهمية أهدافها الإنسانية، وخاصة أن 40% من المتبرعين في دبي، تبرعوا للمرة الأولى وأبدوا استعدادهم لتكرار التبرع .

واللافت والمميز في الدورة الأخيرة أن كمية الدم التي تم تجميعها والبالغة 7415 وحدة دم، من بينها 4223 وحدة تم تجميعها عن طريق «صحة دبي»، و 3192 وحدة تم تجميعها عن طريق هيئة الصحة في أبوظبي، وهو ما يمثل معدلاً كبيراً، بالرغم أنها المشاركة الأولى لصحة أبوظبي، وهذا يشير إلى أهمية التعاون وتضافر جهود المؤسسات من أجل إنجاح مثل هذه الحملات الوطنية الإنسانية النبيلة.

حافلة التبرع بالدم

أطلقت هيئة الصحة بدبي حافلة التبرع بالدم مؤخراً، وذلك ضمن المبادرات التي رصدتها الهيئة لعام الخير، وقد استهلت «صحة دبي» عمليات جمع الدم من المتبرعين داخل إدارتها العامة، تمهيداً لرحلة ممتدة في ربوع الإمارة ومؤسساتها الحكومية والخاصة، تسعى الهيئة من خلالها إلى توفير القدر المطلوب من الدم الآمن.

وتعد حافلة التبرع بالدم التي بدأت الهيئة تسييرها واحدة من الحافلات العالمية عالية المستوى والتجهيزات، والتي تتوافر فيها أيضاً أعلى المعايير والاشتراطات المعمول بها دولياً والتي تكفل سلامة الدم ومأمونيته.

وقد لاقت الحافلة إقبالاً شديداً خلال تواجدها في مقر الهيئة، ولم يكن الإقبال قاصراً فقط على موظفي وموظفات «صحة دبي»، إذ شمل المراجعين والزائرين، الأمر الذي يشير إلى الوعي المتنامي لدى أفراد المجتمع بأهمية التبرع بالدم، كما يشير قبل ذلك إلى ما يتسم به المجتمع الإماراتي من قيم نبيلة.

في الوقت نفسه أعدت الهيئة مخططا يوميا لجولات الحافلة وهو ممتد مع فعاليات عام الخير، وهذا المخطط يشمل العديد من المؤسسات الحكومية والخاصة، والشركات، والجامعات، وأماكن تجمع الأفراد، ولا تستهدف الحافلة تجميع الدم من المتبرعين وفقط، حيث يتسع دورها للمساهمة بتوعية أفراد المجتمع بسبل الوقاية من الأمراض.

ومن جانبه يحرص مركز دبي للتبرع بالدم على التواصل الدائم مع مؤسسات المجتمع، وينتظر دعوة أي مؤسسة أو جهة حكومية كانت أو خاصة، يرغب العاملون فيها في التبرع بالدم، للوصول إليها بالحافلة.

Email