الدكتور سمير العصار أخصائي أول الجراحة العامة ومسؤول وحدة عناية الجروح:

مستشفى راشد نجح في خفض عمليات بتر القدم السكري لـ 4 %

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعد وحدة عناية الجروح من أبرز وأهم الوحدات العلاجية التي يضمها مستشفى راشد التابع لهيئة الصحة في دبي، ومن خلال هذه الوحدة عالية المستوى في تجهيزاتها وخبرات القائمين عليها، نجح مستشفى راشد في أن تكون له إضافة مميزة، إلى جانب النجاحات المتوالية التي يحققها المستشفى، ولاسيما ما يتصل بجروح الأمراض المزمنة، التي تتعامل معها وحدة عناية الجروح بكفاءة رفيعة المستوى ومعايير وأصول مهنية تضاهي مثيلاتها في كبرى المؤسسات الصحية الدولية.

ويقول الدكتور سمير محمد سعيد العصار أخصائي أول الجراحة العامة ومسؤول وحدة عناية الجروح، في هذا الحوار: إن الوحدة سجلت نجاحات عدة وخاصة في واحدة من أصعب الجروح المتصلة بـــ ( القدم السكري )، حيث حقق مستشفى راشد انخفاضاً كبيراً عن المعدل العالمي لبتر القدم السكري البالغ 7 %، حيث وصل المعدل العام للبتر إلى قرابة 4 %، وهذا ما يعده المتخصصون والمؤسسات الصحية العالمية إنجازاً مهماً.

ويشير الدكتور العصار في بداية الحوار، إلى أن تحديات كبيرة تغلبت عليها مستشفى راشد ( ممثلة في وحدة عناية الجروح )، قبل الوصول إلى هذا الإنجاز العالمي، كان من بينها: عدم وجود تنسيق بين الاختصاصات المعنية بعلاج القدم السكري، وتداخل خطط العلاج، وعدم وجود نموذج علاجي موحد، مما أدى إلى تفاوت في مستوى وطريقة الخدمة.

معايير عالمية‏

كيف تغلب المستشفى ووحدة عناية الجروح على مثل هذه التحديات أو العقبات ؟

تم إعداد واعتماد أسس موحدة وفق المعايير العالمية لتنظيم عملية العلاج بين الاختصاصات المختلفة، إلى جانب تنظيم ورش عمل تدريبية للكادر الطبي والتمريضي، وشمل ذلك مستشفيات ( راشد، ودبي، ولطيفة، وحتا )، إلى جانب المراكز الصحية التابعة للرعاية الأولية وهي ( الصفا، وند الحمر، والممزر، والطوار، والخوانيج )، وعلى مستوى مستشفى راشد تم تجميع التخصصات الطبية ذات الصلة في قسم واحد، وعليه تم نشر الوعي والتثقيف المستمر للمرضى وذويهم للتعريف بالطرق المثلى للتعامل مع الحالات المختلفة. وفي الوقت نفسه تم ابتكار طرق علاجية للمرة الأولى في المستشفى للتعامل مع جميع الجروح بوجه عام، والقدم السكري بشكل خاص.

ومع تميز المستشفى في العناية بالجروح، بدأنا نستقبل حالات للقدم السكري من المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية، حيث تم تحويل أكثر من 240 حالة خلال عامي ( 2013/‏2014 ) فقط من مستشفى ( دبي ولطيفة )، ومراكز: الصفا، والممزر، والخوانيج، والقصيص، والبدع، وأبوهيل، وند الحمر، وأم سقيم، والمنخول.

لدى وحدة عناية الجروح بالمستشفى تطورات أخرى على مستوى ضمادات الجروح المبتكرة والجديدة.. حدثنا عنها؟

نجح مستشفى راشد – ممثلاً في وحدة عناية الجروح – في تقليص أنواع الضمادات المستخدمة، وذلك مع تطور طرق العلاج، حيث انخفضت الأنواع المستخدمة من 40 نوع إلى 10 أنواع فقط، مع مراعاة ضمان الجودة والتأثير الإيجابي في شفاء جروح المرضى، ونتج عن ذلك توفير 2.5 مليون درهم سنوياً.

هناك ما يسمى بالضمادات الذكية.. التي تعجل بشفاء الجروح.. هل تستخدمونها ؟

ما يروى عن الضمادات الذكية التي تسرع التئام الجروح في ثوان ودقائق وغير ذلك، ترويج وإعلانات لا أصل لها على المستوى العلمي والمهني، فطبيعة الجروح لها زمن ووقت لعلاجها، ويسبق عملية العلاج نفسها أو هو جزء من العلاج عمليات أخرى مثل شفط مياه الجرح ( الصديد )، وتجهيز بطانة الجرح وإزالة الأنسجة غير الحيوية، بالإضافة إلى علاج الكسر في العظام، بمعنى أنك لا تستطيع أن تقوم بتغطية الجرح مباشرة بضمادة لشفاء الجرح أو التئامه سريعاً، من دون التعامل مع البكتريا والفطريات، وغير ذلك من الكائنات الدقيقة التي تحيط بالجرح وتكون في أحيان كثيرة جزءاً منه.

عناية

ماذا لدينا إذن في وحدة عناية الجروح بمستشفى راشد، وما الذي يميز هذه الوحدة عن غيرها في مستشفى آخر ؟

نحن نعمل الآن على تحويل الوحدة إلى مركز عالمي ومعتمد دولياً لعلاج الجروح، فنحن نتبع أفضل معايير العلاج، ولدينا أكفأ الكوادر الطبية، إلى جانب أرقى التجهيزات للتعامل مع جميع أنواع الجروح، ومن ذلك محاليل التنظيف والمعقمات القوية والأكثر أماناً على الجسم، وكذلك أجهزة شفط سوائل الجروح باستخدام الأشعة فوق الصوتية ( الذبذبات فوق الصوتية ).

وماذا عن الضمادات التي تمثل أساس العلاج ؟

في مستشفى راشد نستخدم الضمادات التي تحتوي على عناصر ( السلفر )، وهي مقاومة لجميع أنواع البكتريا والفطريات التي تساعد على التئام الجروح في وقت قياسي، بعيداً عن أوهام ما يتردد حول الضمادات الذكية التي لا وجود لها سوى في الدعايات التسويقية.

ركزتم في حديثكم عن إنجازات وحدة عناية الجروح على القدم السكري.. ما خطورة هذه الحالات ؟

وفقاً لآخر تقارير لها، أفادت منظمة الصحة العالمية بأن عدد الأشخاص المصابين بالسكري ارتفع من 108 ملايين شخص في عام 1980 إلى 422 مليون شخص في عام 2014، كما ارتفع معدل انتشار السكري على الصعيد العالمي لدى البالغين الذين تزيد أعمارهم على 18 سنة من 4.7% إلى 8.5% خلال الفترة نفسها، وقد سجل معدل انتشار السكري ارتفاعاً أسرع في البلدان ذات الدخل المتوسط والمنخفض، وتشير المنظمة هنا إلى أن السكري هو سبب رئيسي للعمى والفشل الكلوي والنوبات القلبية والسكتات الدماغية وبتر الأطراف السفلى.

20

وفق المعدلات الرسمية، فإن العالم يشهد عملية بتر للطرف السفلي لمرضى السكري بمعدل حالة بتر كل 20 ثانية، وفق إحصائيات مجلس طب الأقدام في استراليا. ويصل معدل البتر العالمي لأكثر من 7 %، فيما ينخفض لدينا إلى رقم قياسي وهو 4 %.

 

الحيلولة دون المضاعفات السلبية للسكري

كشف الدكتور سمير محمد سعيد العصار أخصائي أول الجراحة العامة ومسؤول وحدة عناية الجروح في مستشفى راشد أن هناك العديد من قنوات التواصل على مستوى هيئة الصحة بدبي والمؤسسات الصحية في الدولة، للحيلولة دون المضاعفات السلبية لمرض السكري، كما أن هناك جسوراً من التعاون – على وجه التحديد – بين مستشفى راشد ومستشفيات ومراكز صحية عدة، للتدخل المبكر لدى حالات القدم السكري، لتفادي عملية البتر، التي تؤثر سلباً ومن دون شك على المريض وأسرته والمحيطين به.

أما على مستوى مستشفيات ومراكز الهيئة، فالتعاون مفتوح بين وحدة عناية الجروح وجميع الأقسام الطبية المتخصصة وذات العلاقة، حيث تمتد خدمات الوحدة إلى خارج محيط مستشفى راشد، لمواجهة هذا النوع من الأمراض، وهناك رقم ثابت للوحدة تم تعميمه على الكادر الطبي والتمريضي في الهيئة لتعزيز التواصل، وإجراء التحويل السريع لمرضى القدم السكري، وأي مرضى يعانون من الجروح بشكل عام.

Email