الدكتورة حمدة سلطان المسمار مدير إدارة خدمات طب الأسنان بهيئة الصحة في دبي:

انتقلنا إلى الطباعة ثلاثية الأبعاد لإسعاد المرضى

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعمل هيئة الصحة في دبي على تقديم خدمات طبية عالية المستوى والجودة، يقوم عليها أكفأ الخبرات والنخب الطبية، وتحرص على أن يكون ذلك من خلال تقنيات متقدمة وأساليب أكثر تطوراً وفق أفضل المعايير المهنية المعمول بها عالمياً، ومن بين أرقى ما تقدمه الهيئة، تأتي حزمة الخدمات المميزة التي توفرها إدارة خدمات طب الأسنان، حيث لا تدخر وسعاً في تقديم خدمات تفوق توقعات المتعاملين، وتحقق رضاهم وسعادتهم.

وفي هذا الحوار، تتحدث الدكتورة حمدة سلطان المسمار مدير إدارة خدمات طب الأسنان بهيئة الصحة في دبي، عن مجمل خدمات طب الأسنان، وما تقوم به الإدارة، وتوجهاتها المستقبلية، كما تجيب بوضوح شديد عن الاستفسارات المتصلة بتكنولوجيا المستقبل، وبالتحديد تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد.

وفي البداية تشير الدكتورة حمدة إلى أن إدارة خدمات طب الأسنان بقطاع الرعاية الصحية الأولية تقدم خدماتها من خلال 11 مركزاً صحياً و4 مستشفيات، وتشمل هذه الخدمات مختلف تخصصات طب الأسنان، ومنها الممارس العام لطب الأسنان، وأخصائي صحة الفم وصحة الطفل، إلى جانب العيادات التخصصية، التي تضم تخصصات تركيبات الأسنان التعويضية، وتقويم الأسنان، وعلاج أسنان الأطفال، وعلاج اللثة، وعلاج لب الأسنان، وجراحة الوجه والفكين، وزراعة الأسنان.

من أبرز ما قدمته هيئة الصحة في منصتها بـ«آراب هيلث»، تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد هل لك أن تحدثينا عن هذه التقنية؟

تحرص هيئة الصحة في دبي على مواكبة التطورات العالمية، ولاسيما ما يتصل منها بالتكنولوجيا الحديثة، وأهمها تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، وقد تم بحمد الله توفير أحدث الطابعات العالمية لتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد المستخدمة في مجال طب الأسنان، وانضمت الطابعة إلى أحدث الماسحات الضوئية الفموية لتقدم خدماتها هذا العام.

ماذا تقدم هذه التقنية على وجه التحديد، نريد المزيد من التوضيح للمتعاملين؟

تعتمد هذه التقنية على استعمال الماسحة الفموية لعمل القياس للمريض إلكترونياً، ومن ثم نقل المعلومات التي تم تجميعها بالماسحة عن طريق الدوائر الإلكترونية المغلقة إلى الطابعة ثلاثية الأبعاد، حيث تقوم إلكترونياً بعمل قوالب الأسنان. وهذه القوالب تمكن فني الأسنان بالبدء بتصنيع التركيبات السنية فوقها، وتستخدم هذه التقنية بشكل أساس لحالات التعويضات السنية وتقويم الأسنان وتفيد هذه التقنية المريض في 3 فوائد رئيسية، والتي تتمثل بالاستغناء عن الطريقة التقليدية لأخذ المقاسات، وهي خطوة كانت غير محببة للمريض والاستعاضة عن ذلك بماسحة فموية صغيرة لا تسبب أي أذى أو إزعاج، إلى جانب تقليل وقت تصنيع القوالب السنية لاختصار الوقت عن طريق الماسحة الفموية والطابعة ثلاثية الأبعاد، فضلاً عن الدقة الناتجة عن استعمال الماسحة الفموية لعمل القياسات.

وبماذا تفيد هذه التقنية إدارة خدمات الأسنان؟

في الطرق الاعتيادية يتم تصنيع القالب الواحد لتركيبات الأسنان في وقت يتراوح من ساعة ونصف إلى ساعتين، أما عن طريق الطابعة فيمكن عمل 18 قالباً في 6 ساعات، ويمكن للجهاز عمل 3 دورات يومية مما يساعد في عمل الكثير من القوالب بوقت قصير، إلى جانب الدقة التي ذكرناها من قبل، وتخفيض النفقات، حيث إن استعمال الماسحة يساعد على التقليل من استخدام مواد القياسات، وكذلك صبها بالطريقة التقليدية، وأيضاً تقليل معدل الإصابة بالعدوى، إذ أن استعمال الماسحة الفموية يقلل من معدل الإصابة بالعدوى الممكن حدوثها عند استعمال الطريقة التقليدية للمقاسات وصبها، وتقليل وقت التصنيع، وكل ذلك يصب في النهاية في هدف رضا المتعاملين وسعادتهم، وهو ما نرجوه ونعمل عليه ونحرص على تحقيقه.

خلال عام 2016 نجحت إدارة خدمات طب الأسنان في تقديم خدماتها لأكثر من 165 ألفاً من مراجعي هيئة الصحة بدبي، فهل ثمة تحديات تواجهكم، وإن كانت هناك تحديات، فكيف تغلبتم عليها؟

نعم استقبلنا أكثر من 165 ألفاً من مراجعي هيئة الصحة بدبي، وهذا إنجاز كبير، ومن أهم التحديات التي واجهت الإدارة هي المواعيد وقائمة الانتظار، وقد تم تحليل وضع قوائم الانتظار لمعرفة الأسباب وعلاجها والتغلب عليها، وتم وضع الخطة المناسبة لكل تخصص وتم اتخاذ بعض الحلول، ومن بينها إلغاء المواعيد المسبقة للحصول على خدمات طب الأسنان العام وتنظيف الأسنان وعليه فإن أي مراجع يمكنه زيارة طبيب الأسنان العام أو تنظيف الأسنان بالمركز التابع له دون أي موعد مسبق وبأولوية التسجيل في الدفاتر الرسمية، وبالنسبة للعيادات التخصصية، تم دراسة مواعيدها البعيدة والتي قد تصل في بعض التخصصات لـ 187 يوماً، وعليه تقرر فتح عيادات جديدة للأخصائيين وإعادة ترتيب جداولهم بالمراكز الطبية المختلفة وبحمد الله تم تقليص المواعيد من متوسط 106 أيام إلى متوسط 56 يوماً حالياً، وقد وصل متوسط المواعيد في بعض التخصصات إلى 20 يوماً كطب أسنان الأطفال في شهر ديسمبر الماضي، ونحن نعمل جاهدين لتقليل مواعيد الانتظار بصورة أكبر قدر المستطاع.

وفيما يتعلق بمواعيد علاج الأطفال تحت التخدير العام كانت المواعيد تصل لـ 24 شهراً، وبفضل الله تم تخصيص يوم إضافي للعمليات وتم زيادة عدد العمليات المدرجة باليوم الواحد، مما أدى إلى انخفاض المواعيد لـ 7 أشهر حالياً.

كان لديكم تحدٍ تمثل في تمركز الخدمات التخصصية، فكيف تغلبتم على ذلك؟

كانت معظم الخدمات التخصصية تقدم بمركز البدع الصحي ومستشفى راشد وبعد تحليل بيانات ومعدلات التحويل، تم إجراء التعديلات والترتيبات اللازمة بالعيادات وجداول الأطباء لعمل توسعة بالخدمات للمراكز المختلفة، والآن تنتشر خدماتنا في 4 مراكز رئيسية هي البدع - ند الحمر - المزهر - البرشاء، وفي 6 تخصصات رئيسية لطب وزراعة الأسنان بالإضافة إلى عيادات للممارس العام وتنظيف الأسنان وصحة الطفل.

4 مبادرات

انطلاقاً من استراتيجية دبي 2021 فإن إدارة خدمات طب الأسنان وضعت نصب أعينها 4 مبادرات رئيسية وخصصت أول اثنتين منها للوقاية من أمراض طب الأسنان وتنمية الوعي المجتمعي تجاه هذا النوع من الأمراض، ويتم ذلك من خلال الطاقم الطبي المدرب وبوساطة العيادات المتنقلة لطب الأسنان التي وصلت إلى المرحلة الثانية من البحث الخاص بالحد من تسوس الأسنان لطلبة المدارس.

استخدام تقنية الغاز الضاحك للأطفال

بدأت الإدارة من خلال أخصائيي طب أسنان الأطفال المؤهلين والمدربين باستعمال تقنية الغاز الضاحك، وهو الغاز الذي يجعل الأطفال أكثر استجابة عند تلقي العلاج بعيادة الأسنان، وهذا لا يغني عن استخدام التخدير أثناء العلاج، لكنه يجعل الطفل أكثر تجاوباً وارتياحاً مع الطبيب أثناء العلاج.

كما تم تقديم خدمة الحشوات الوقائية بعيادات تنظيف الأسنان، حيث تم تدريب الكادر الطبي من أخصائيي صحة الفم لتقديم خدمة الحشوات الوقائية للحالات التي تحتاج هذه الخدمة، إضافة إلى توسعة خدمة زراعة الأسنان، وذلك بإطلاق خدمة زراعة الأسنان بمركزي المزهر والبرشاء لتكتمل توسعة خدمة زراعة الأسنان بالمراكز الأربعة الرئيسة وهي البدع وند الحمر والمزهر والبرشاء.

Email