الإمارات رائدة عالمياً في طب الطوارئ

طب الطوارئ هو أحد أهم فروع العلوم الطبية السريرية، والذي يقدم العناية والرعاية للمرضى والمصابين، الذين يتطلبون التدخل الفوري السريع والمناسب الصحيح، حيث يقوم أخصائي الطوارئ بفحص وتشخيص مجموعة كبيرة من الأمراض المختلفة، ويقوم بالتدخلات الحادة السريعة لمساعدة وتثبيت الحالات الحرجة واتخاذ القرار المناسب لإنقاذ الحياة أو تخفيف المعاناة وقد يكون ذلك في ثوانٍ معدودة، كما تعتبر أقسام الطوارئ بوابة المستشفيات والهيئات الصحية وعنوان تميزها وتقدمها.. هذا بالتحديد ما يقوله الدكتور محمود غنايم رئيس قسم الطوارئ في مستشفى دبي التابع لهيئة الصحة بدبي، في هذا الحوار، الذي استهله بلمحة تاريخية عن طب الطوارئ قال فيها:

قبل فترة السبعينات، كانت أقسام الطوارئ في المستشفيات تدار عموماً بالأطباء الموظفين بالمستشفى من الأطباء الممارسين العامين والجراحة العامة والباطنية ومختلف التخصصات الأخرى. فلهذا يعد طب الطوارئ كتخصص مستقل صغير العمر نسبياً. لم يُعترف في برامج تدريب طب الطوارئ حتى تم إنشاء الكلية الأميركية لأطباء الطوارئ. واعترف بها كل من الجمعية الطبية الأميركية والجمعية الأميركية لاعتلال العظام، وفي عام 1979 اعترفت الجمعية الأميركية للتخصصات الطبية بطب الطوارئ كتخصص مستقل في الولايات المتحدة.

تفاصيل

وغيرت جمعية جراحي الإصابات البريطانية في عام 1990 اسمها إلى الجمعية البريطانية للحوادث وطب الطوارئ. وفي عام 2004 غيرته مرة أخرى إلى الجمعية البريطانية لطب الطوارئ. وفي عام 1993 تم إنشاء كلية الحوادث وطب الطوارئ في إنجلترا وسكوتلاند لترتيب الامتحانات والتدريب. وفي عام 2005 اتحدتا الجمعية البريطانية لطب الطوارئ وكلية الحوادث وطب الطوارئ لإنشاء كلية طب الطوارئ والتي تسمى الآن الكلية الملكية لطب الطوارئ والتي توفر فحص العضوية والزمالة وتنشر الإرشادات والقواعد لممارسة طب الطوارئ.

ماذا عن طب الطوارئ في الإمارات ومراحل تطوره السريعة؟

طب الطوارئ بتعريفه الحديث كتخصص مستقل بكادره المتخصص والعلاجات التي يقدمها بدأ يتبلور في السنوات الخمس الأخيرة في دولة الإمارات العربية المتحدة ويتطور بوتيرة سريعة، وباتت أقسام الطوارئ في الدولة تتنافس على تقديم الخدمة المتميزة، وتحولت هذه الأقسام من أقسام طوارئ إلى أقسام تقدم خدمة الطب الطارئ المتكامل.

أقسام الطوارئ أصبحت مراكز للأبحاث والتدريب والتعليم، وفي هيئة الصحة بدبي ووفقاً لتوجيهات الإدارة العليا، فإننا نركز على الدراسات والأبحاث والتدريب الذي أصبح متطلباً إجبارياً في تقييم الأطباء، وعاملاً مهماً جداً في الارتقاء الوظيفي وانعكس ذلك إيجابياً على التميز في الخدمات المقدمة للعملاء.

ونفخر حالياً بأن مستشفياتنا أصبحت مراكز تدريب معتمدة لبرامج طب الطوارئ، حيث تم قبول 70 طبيباً وطبيبة منهم 21 مواطناً ومواطنة في برامج الإقامة حتى الآن، كما تم تخريج 15 طبيباً وطبيبة يمارسون عملهم بكل كفاءة وتميز.

تطور

ثمة تطور سريع في طب الطوارئ، كما ذكرتم، لكن هل كانت هناك مرحلة مفصلية أو نقطة تحول ما؟

يعتبر العام 2010 عاماً مفصلياً لطب الطوارئ في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تم تأسيس شعبة الإمارات لطب الطوارئ تحت مظلة جمعية الإمارات الطبية، ومنذ نشأتها ساهمت الشعبة بشكل غير مسبوق بتطوير طب الطوارئ في الدولة والارتقاء به إلى المستويات العالمية. وتركز الشعبة على جذب الأطباء والممرضين العاملين في طب الطوارئ ورفع مستوى الممارسات الطبية، وحتى المعلومات لديهم، ولدى الشعبة حالياً 300 عضو من أطباء الطوارئ العاملين في الدولة، بينهم أكثر من 7 استشاريين مواطنين. ونفخر بوجود كادر طبي من المواطنين الحاصلين على شهادات الاختصاص العليا في طب الطوارئ في كافة مستشفيات الدولة، الذين يحملون على عاتقهم الارتقاء بهذا التخصص المهم والحيوي.

وتوفر الشعبة سنوياً برامج تدريبية ومؤتمرات علمية تتوزع على جميع إمارات الدولة ويتم خلالها تدريب أطباء الطوارئ على مختلف المهارات المطلوبة للطبيب العامل في هذا المجال؛ مثل تصنيف المرضى والإصابات، وكل ما هو حديث في مجال طب الطوارئ.

وأود التنويه بأن دولة الإمارات العربية المتحدة ممثلة بشعبة الإمارات لطب الطوارئ، قد فازت باستضافة مؤتمر طب الطوارئ الدولي 2021 «ICEM متفوقة على دول مثل الولايات المتحدة وتركيا وهونغ كونغ وهو أكبر مؤتمر لطب الطوارئ في العالم ولم يكن ذلك ممكناً لولا الدعم اللا محدود من القيادة الرشيدة ووجود دولة الإمارات على الخريطة العالمية الطبية كدولة رائدة لا ترضى إلا بالأفضل.

تميز

ما الذي يتميز به أخصائي الطوارئ عن غيره من الكادر الطبي، بوجه عام ؟

أخصائي الطوارئ يتميز بأن لديه معرفة واسعة في مجموعة من التخصصات الدقيقة، وهو يمتلك مهارات طبية وجراحية تخصصية لممارستها لإسعاف وإنقاذ الحالات الحرجة والخطرة، التي يتعامل معها بشكل يومي ومتواصل. وهذا التخصص أساسه اكتساب المعرفة والمهارات اللازمة؛ لتقييم وتشخيص ومعالجة المظاهر الحادة والحرجة للأمراض والإصابات التي يتأثر بها المريض أو المصاب من جميع الفئات العمرية، وكما يتضمن هذا التخصص فهماً ودراية وبناء وتطوير أنظمة ومهارات وبروتوكولات طوارئ داخل المستشفيات وخارجها.

ويقع على عاتق الطبيب المتخصص في الطوارئ مهمة مهنية وإنسانية كبيرة، حيث إن من مهامه أن يتعامل مع عدد كبير من المرضى ممن يقصدون قسم الطوارئ في المستشفيات، أو إسعافهم خارج المستشفيات بشكل فوري وسريع، وتحديد الحالات التي يلزمها دخول ومتابعة في المستشفيات من قبل أخصائيين، أو التي حصلت على الخدمة الطبية اللازمة، ويمكنها الخروج من المستشفى، ولهذا يمتلك طبيب الطوارئ مهارات مجموعة واسعة من الأخصائيين فهو يتعامل مع حالات توقف القلب والتنفس وحالات الأزمات القلبية الحادة إلى جانب تعامله مع الكسور والحروق والغرق ناهيك عن طوارئ العيون والأنف والأذن والحنجرة وغيرها الكثير. طبيب الطوارئ مجموعة مهارات في طبيب واحد.

كادر طبي

ما هو الجانب الإنساني في طبيب الطوارئ ؟

المسؤولية والأمانة الملقاة على عاتق طبيب الطوارئ أكبر وأكثر من غيره في الكادر الطبي، حيث يحتاج من يعمل في هذا التخصص المعرفة الصحيحة، والمهارة الدقيقة، والصبر، وتحمل الأعباء وعدم التذمر، وهو يضحي بوقته وحياته الاجتماعية من أجل مرضاه، ويبذل مجهودا كبيرا قد لا يحمد عليه طبيب الطوارئ في حينه، ويقطف ثمار نتائجه الأطباء الأخصائيون الآخرون الذين يتابعون الحالات، كما يلزم العمل الالتزام الجاد بمكان العمل وهو العين الساهرة لأي مستشفى ويتطلب ذلك منه العطاء بلا حدود، فطبيب الطوارئ يجب أن تكون إنسانيته عالية، وروح الإيثار عنده لا حدود لها، ويكون توجهه لهذا التخصص نابعاً من حبه لمهنة الطب المنبعثة من شعوره بآلام الآخرين ورغبته في تخفيف أوجاع المرضى والمصابين مما يجعله طبيبا مميزا يعمل في تخصص صعب لكنه رمز للعطاء في أسمى صوره.

كيف ترون أقسام الطوارئ في هيئة الصحة بدبي؟

تعمل أقسام الطوارئ في مستشفيات هيئة الصحة بدبي كوحدة متكاملة هدفها التميز في الخدمات التي تقدمها وعليه فهي تعتبر الأفضل في هذا المجال والأكثر تقدماً على مستوى المنطقة ونفخر بأننا جزء من منظومة حاصلة على الاعتراف الدولي JCIA في مجال الخدمات الصحية.

ماذا عن قسم الطوارئ في مستشفى دبي بالتحديد ؟

وإذا تحدثنا عن قسم الطوارئ في مستشفى دبي على وجه التحديد، فهو يتبع نظام التصنيف الكندي العالمي، الذي تم تعديله بما يتلاءم مع طبيعة مجتمع الإمارات والأنماط الصحية السائدة، علماً بأنه تم توحيد هذا التصنيف في جميع أقسام الطوارئ بهيئة الصحة في دبي، وطبقاً لهذا النظام تصنف الحالات إلى خمس فئات بحيث يكون المستوى الأول هو الأخطر ويتم التعامل والتدخل العلاجي له بشكل عاجل، ثم المستوى الثاني والذي يتم التعامل معه خلال عشر دقائق والمستوى الثالث ويقدم له العلاج خلال 30 دقيقة، ومن ثم حالات المستوى الرابع والخامس ويقدم لها العلاج خلال ساعة أو ساعتين، حيث إن جل تلك الحالات غير خطيرة بل ويمكن التعامل معها في مراكز الرعاية الصحية الأولية ويجب أن ننوه بأننا نبذل كل ما في وسعنا لتقديم خدمة مميزة لعملائنا مع مراعاة الأولويات الطبية.

ومن حيث الكوادر الطبية فإن قسم الطوارئ في مستشفى دبي يضم أخصائيين في مجال طب الطوارئ، «والحال ينطبق على كافة مستشفيات الهيئة» سواء أطباء أو كادر تمريض ويدعم ذلك برامج تدريبية وتأهيلية مستمرة.

دور أقسام الطوارئ في الأزمات والكوارث

ما هو الجديد فيما نقدمه في أقسام الطوارئ؟

في أقسام الطوارئ بمستشفيات هيئة الصحة، وأخص بالذكر مستشفى دبي كوني أعيش تجربته، فقد بدأنا بتقديم العلاج المتخصص، ثم العلاج المتميز، بعد ذلك انتقلنا إلى مرحلة رضا العملاء، ثم رضا العملاء التام، والآن انتقلنا إلى مرحلة إسعاد العميل، وهي عملية تتطلب جهدا كبيرا وحرفية غير مسبوقة، وإن لم نصل إلى ذلك فسوف لن يكون لنا مكان في سباق التميز، وعليه فنحن نعمل جاهدين في أقسام الطوارئ على أن نقدم الأفضل.

نمو وتطور

قال الدكتور محمود غنايم إن أقسام الطوارئ وخاصة في مستشفى دبي تشهد عملية نمو وتطور مستمر علماً بأن عمليات التوسعة تتم وفق خطط مدروسة وحاليا لدينا 54 سريراً، منها غرف متخصصة للإنعاش والمراقبة القلبية إلى جانب غرف طوارئ العيون والأنف والأذن والحنجرة، وطوارئ الأطفال والنساء والولادة، وكل تلك الغرف مجهزة بأحدث ما توصل إليه العلم في مجال طب الطوارئ، يساندها مختبر طوارئ مجهز، وهو مساند للمختبر الرئيس وقسم أشعة متكامل.

ــ طوارئ صحة دبي مراكز للأبحاثوالتدريب والتعليم

ــ انتقلنا بخدماتنا من مرحلة رضا العميل إلى إسعاده

ــ شعبة الإمارات لطب الطوارئ أسهمت في تطوير التخصص لمستويات عالمية

ــ برامج تدريبية ومؤتمرات علمية تتوزع على مناطق الدولة

تابعوا البيان الصحي عبر غوغل نيوز