الدكتور فهد باصليب استشاري ورئيس قسم القلب في مستشفى راشد:

«صحة دبي» رائدة في علاج الجلطة القلبية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعد قسم القلب في مستشفى راشد التابع لهيئة الصحة في دبي الوحيد الحاصل على الاعتماد الدولي «JCI» من مؤسسة «Joint Commission International»، لعلاج الجلطة القلبية بالقسطرة، على مستوى منطقة الشرق الأوسط، وهو الوحيد على مستوى المنطقة في استخدام أحدث تقنيات استبدال صمام القلب الأبهر عن طريق القسطرة، ومن أوائل الصروح الطبية التي أدخلت تقنية الدعامات القابلة للذوبان.

ويشكل قسم القلب في مستشفى راشد مع نظيره في مستشفى دبي، مركزاً تدريبياً أكاديمياً معترفاً به من البورد العربي، وفق ما أكده الدكتور فهد باصليب استشاري ورئيس قسم القلب في مستشفى راشد، الذي أذهل العالم مؤخراً حين تم اختيار مدينة دبي لنقل وقائع حية من غرفة عمليات القلب في مستشفى راشد، إلى مؤتمر القلب في باريس، الأكبر عالمياً في هذا المجال، حيث تابع أكثر من 20 ألف عالم وطبيب، ثلاث عمليات قسطرة بالغة التعقيد قام بها باصليب، تبعها بعد أيام قليلة بث حي لعملية أخرى شهدها أكثر من 5 آلاف طبيب في مؤتمر الإسكندرية وهو الأكبر في الشرق الأوسط.

الريادة التي حققتها هيئة الصحة في دبي، ممثلة في قسم القلب في مستشفى راشد، الذي استحوذ على اهتمام العالم، والتميز الذي وصل إليه الدكتور فهد باصليب، على وجه التحديد، لم يكن وليد الصدفة، كما لم يكن سهلاً، كما قال الدكتور فهد في حوارنا معه، مؤكداً أن أصعب من تحقيق الريادة، هو الحفاظ عليها، في إشارة منه إلى قسم القلب، الذي استطاع الوصول إلى أعلى المعايير والأصول الطبية المعمول بها في العالم، والتي مكنته من الحصول على الاعتماد الدولي عام 2009، والارتقاء لمستوى أعلى لمعايير الاعتماد في عام 2012، ثم في العام الجاري... فإلى نص الحوار:

ما هي تفاصيل البث الحي لعمليات القسطرة من مستشفى راشد إلى مؤتمر القلب في باريس؟

في الحقيقة أن البث الحي من داخل غرفة العمليات إلى باريس، لم يكن هو الأول وإن كان الأكبر، فقد سبقه بث من غرفة العمليات في مستشفى راشد إلى مؤتمر القسطرة الأوروبي الخليجي، ومؤتمر القسطرة الدولي في أورلاندو بالولايات المتحدة الأميركية، أما بالنسبة لمؤتمر باريس، فقد كان الأهم، نظراً للحضور والمتابعين للمؤتمر البالغ عددهم 20 ألف عالم وطبيب، شاهدوا جميعاً ثلاث عمليات قسطرة أجراها الفريق الطبي في مستشفى راشد، الذي شرفت بقيادته، وقد تم اختيار دولة الإمارات العربية المتحدة، ممثلة في مدينة دبي لتكون من بين 6 دول كبرى في العالم، تستعرض خبرتها في عمليات القسطرة بالغة التعقيد، حيث تابع المشاركون في المؤتمر وبشكل تتابعي العمليات التي أجريت في الولايات المتحدة وفرنسا وسويسرا وألمانيا والصين وسنغافورة، وتم استخدام أحدث التقنيات الطبية في العمليات الثلاث، مثل الـ(اف اف آر)، والـ(تاب)، والألياف الضوئية الحديثة (ال أو سي تي)، والتي تم شرحها عبر الأقمار الصناعية بالتفصيل العملي خطوة بخطوة للمشاركين في المؤتمر بباريس مع توضيح كيفية ودواعي استخدامها والحالات المرضية المناسبة لكل تقنية.

ويعد بث هذا النوع من العمليات العلاجية المتخصصة من قسم القلب بمستشفى راشد إلى أكبر مؤتمر عالمي متخصص في قسطرة القلب، بمثابة شهادة اعتراف دولية بالمستوى المتطور الذي وصلت إليه دولة الإمارات بشكل عام ودبي خاصة، كما يؤكد على قدرة وكفاءة الكوادر الطبية العاملة في هيئة الصحة بدبي.

ما هي طبيعة العمليات الثلاث التي تم بثها ونالت إعجاب المشاركين في المؤتمر؟

العملية الأولى التي تم إجراؤها بقسم القلب في مستشفى راشد وتم نقلها لقاعة المؤتمر في باريس كانت لمريض يبلغ من العمر 30 عاماً يعاني انسدادا في الشريان الرئيسي، حيث تم التعامل مع الحالة المرضية من خلال استخدام تقنية الـ(اف اف آر) في العلاج والتي تعتمد على نسبة قياس فرق الضغط داخل الشريان قبل وبعد التضييق، فكلما كانت هذه النسبة ضئيلة كلما كان التضييق شديداً يستدعي التدخل العلاجي بفتح الشريان وتركيب دعامات حديثة قابلة للذوبان جزئيا.

أما العملية الثانية، فكانت لمريض عمره 60 عاماً دخل مستشفى راشد في حالة حرجة وتم تحويله لقسم القسطرة القلبية وكان يعاني انسدادا في شريانين رئيسيين حيث تم فتح هذين الشريانين باستخدام دعامات حديثة من نوع يتميز بخاصية الذوبان الحيوي الكامل بمعاونة تقنية الـ(او سي تي)، وهي تقنية الألياف الضوئية الحديثة والتي عن طريقها يمكن التأكد من سلامة الجدار الداخلي للشريان والدعامات بعد تركيبها.

وبالنسبة للعملية الثالثة، فكانت لمريض يبلغ عمره 46 عاماً يعاني من ارتفاع ضغط الدم الشرياني وألم بالصدر وانسداد في شريانين عند تفرعهما الرئيسي، حيث تم استعراض هذه الحالة كحالة تعليمية لتركيب دعامتين، إحداهما بالشريان الرئيسي والأخرى بالشريان الفرعي بتقنية الـ(تاب)، وهي تقنية يتم خلالها تركيب دعامتي التفرع من غير تماس شديد يعيق سريان الدم بالشريان الرئيسي.

إمكانات

والعمليات الثلاث، كما نؤكد عكست الإمكانيات الهائلة التي تمتلكها هيئة الصحة بدبي، والتجهيزات والتقنيات الحديثة في العلاج، إلى جانب قدرات الكوادر البشرية، التي تزخر بها الهيئة، وهو ما يزيد الجميع ثقة في تحقيق الأفضل دائماً، لتكون دبي مركزاً عالمياً في الطب بمجالاته وتخصصاته المختلفة.

هل الحصول على اعتماد أو الاحتفاظ به لسنوات أمر اعتيادي روتيني أم يحتاج إلى جهود للحفاظ على التميز؟

بالطبع ليس اعتيادياً، وعلينا أولاً الإشارة إلى أن مؤسسة ( Joint Commission International)، المانحة للاعتماد الدولي ( JCI)، تعد من المؤسسات الأرقى عالمياً في مجال الاعتماد الدولي، كما أنها معروفة بالمعايير الصارمة والدقيقة، ووفقاً للوسيلة الوحيدة للاحتفاظ بالاعتماد، فإن علينا دائماً تحقيق أرقام قياسية، في ظل تصاعد مستوى المعايير، فعند الحصول على الاعتماد في العام 2009، كان متوسط الوقت المستغرق ما بين وصول المريض، وأخذ إبرة إذابة الجلطة لدينا يتراوح ما بين 20 إلى 24 دقيقة، بينما المتوسط العالمي المطلوب ضمن معايير الاعتماد هو 30 دقيقة، ومع ارتفاع مستوى المعايير، حقق قسم القلب بمستشفى راشد إنجازاً عالمياً آخر، حيث بلغ متوسط الوقت المستغرق من وصول المريض إلى المستشفى وفتح الشريان بالقسطرة 70 دقيقة، في وقت يبلغ المتوسط العالمي 90 دقيقة، ونحن نعمل دائماً على تحقيق هذه الأرقام القياسية الموثوقة بالجودة وأفضل الممارسات الطبية المعمول بها دولياً.

هل الاعتماد الدولي هو فقط ما يميز قسم القلب في مستشفى راشد؟

الاعتماد مجرد مؤشر نعتمد عليه لقياس كفاءة تشغيل القسم، وإن كان الاعتماد نفسه يمثل هدفاً مهماً لأي مؤسسة صحية في العالم، فإن الاستحواذ عليه يعد تميزاً، لكنه ليس الوحيد بالنسبة لنا، فقسم القلب في مستشفى راشد من الأقسام الفريدة المحترفة في التعامل مع الحالات الحرجة والنادرة، وتشير بعض الإحصاءات ـ على سبيل المثال ـ إلى أن القسم تعامل باحترافية شديدة مع 550 مريضاً بالجلطة في عام 2012، وقد تضاعف العدد في العام 2015، ووصل إلى 1200 مريض، وتكمن مخاطر هذه الحالات في معاناة أصحابها من أمراض ضغط الدم والسكري والكولسترول.

وليس هذا فحسب، فقسم القلب في مستشفى راشد أصبح من الأقسام الأولى والرائدة على المستويين الإقليمي والدولي في عمليات تبديل صمام القلب الأبهر، وذلك بالتعاون مع مستشفى دبي، حيث يمثل المستشفيين فريق واحد هو فريق هيئة الصحة الذي يضم نخبة من أطباء القلب، الذين يقومون بمثل هذه العمليات الدقيقة، ويذكر هنا أن 30% من المرضى الذين خضعوا لتبديل الصمام الأبهر كانوا من خارج الدولة، وهو ما يظهر الثقة الكبيرة في فريق أطباء القلب بالهيئة.

من الصعب اختصار إنجازات قسم القلب في مستشفى راشد، فالقسم يقوم بجهود كبيرة، من بينها حملات الوقاية التي ينظمها في الدوائر الحكومية والتجمعات السكانية والمراكز التجارية، للتوعية من مخاطر أمراض القلب ومسبباتها، وإجراء الفحوصات اللازمة من ضغط الدم والسكري وكتلة الجسم، وغير ذلك من إجراء التشخيص المبدئي للأفراد، وهذه الحملات يتم إنجازها بصورة منتظمة، ووفق سياسة هيئة الصحة بدبي الوقائية.

خبرات

حصل الدكتور فهد باصليب استشاري ورئيس قسم القلب في مستشفى راشد التابعة لهيئة الصحة بدبي على مجموعة من الجوائز أبرزها برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز، وحمدان بن محمد للحكومة الذكية، فئة أفضل نجم خدمة.

وتخرج باصليب في الكلية الملكية للأطباء في أيرلندا عام 1996 ثم استكمل مسيرته العلمية بعد تخرجه في الولايات المتحدة الأميركية وكندا، وحصل على البورد الأميركي والكندي في الأمراض الباطنية وأمراض القلب والقسطرة وضغط الدم وتسلم رئاسة قسم القلب في مستشفى راشد عام 2008.

Email