الدكتورة ليلى المرزوقي مديرة إدارة التنظيم الصحي في الهيئة:

دبي في صدارة خريطة السياحة العلاجية الدولية

ت + ت - الحجم الطبيعي

في ضوء رؤية دبي وتطلعاتها المستقبلية في تحقيق التنافسية العالمية وتقديم نموذج صحي من الطراز الأول، وتجربة استشفاء مثالية، تعمل هيئة الصحة في دبي على تنشيط حركة السياحة العلاجية، وجعل دبي الوجهة المثالية لهذا النوع المهم من السياحة، ومن هنا انطلق المشروع الطموح، مشروع «دبي وجهة عالمية للسياحة العلاجية»، الذي يستهدف استقطاب أكثر من 500 ألف سائح علاجي بحلول عام 2020، وذلك استناداً لمكانة دبي المتقدمة على خريطة السياحة الدولية، وما تتميز به من فرص الاستثمار الواعدة عالمياً، وهو ما يؤهل الإمارة لصدارة خريطة السياحة العلاجية دولياً، وذلك بحسب الدكتورة ليلى المرزوقي مدير إدارة التنظيم الصحي في هيئة الصحة بدبي، والمسؤولة عن مشروع السياحة العلاجية وبرنامجه المتصل تجربة دبي الصحية، أما تفاصيل المشروع فتبدأ الدكتورة ليلى الحديث عنها في هذا الحوار، بالإشارة إلى فكرة المشروع.

فكرة

وحول فكرة المشروع قالت الدكتورة ليلى إنها تستند إلى تساؤل يقول: إذا كانت دبي تمتلك جميع مقومات النجاح، التي تميزها لتكوين تجربة استشفاء صحي مميزة عالمياً، وتمتلك كذلك المستقبل الواعد الذي يؤهلها لتكون هي الوجهة المثالية والمفضلة لهذا النوع من السياحة، فلماذا لا يكون لدينا مشروع رائد في هذا المجال؟ وهذا بالتحديد ما توقفت عنده هيئة الصحة بكل جدية، خلال البدايات الأولى لصياغة استراتيجية التطوير «2016/‏ 2021»، حيث راعت الاستراتيجية في مضمونها وأهدافها، حتمية تصدر دبي لخريطة السياحة العلاجية عالمياً، وهذا بالفعل ما تم التحرك نحوه، وعلى أساسه بدأت فرق العمل في بلورة منهجية علمية وعملية للخروج بمشروع متكامل.

ماذا عن المشروع وتفاصيله وما يستهدف على وجه التحديد؟

القطاع الصحي في دبي يعمل ويحرص على مواكبة توجهات الإمارة وتطلعاتها المستقبلية، واستثمار التقدم المذهل الذي أحرزته، ومجمل الطفرات المتلاحقة، وخاصة المتصل منها بالإنجازات الاقتصادية والسياحية، كما يعمل على المضي قدماً لتنفيذ المشروع وفق برمجته الزمنية المعتمدة.

وأعدت الهيئة المشروع الطموح لتحقيق الريادة في قطاع السياحة العلاجية، من خلال برنامج تجربة دبي الصحية DXH، وعن طريق توفير حزمة رفيعة المستوى من التخصصات الطبية، مستهدفة استقطاب 500 ألف سائح من خارج الدولة بحلول عام 2020، وذلك بالتعاون مع مجموعة من الشركاء الاستراتيجيين وفي مقدمتهم «طيران الإمارات، ودائرة السياحة والتسويق التجاري، والإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب ودناتا»، ومجموعة من مؤسسات القطاع الخاص ذات الصلة.

كما أقرت الهيئة، هوية خاصة بالمشروع، وعلامة تجارية، تتناسب والوجه الحضاري لإمارة دبي، ويتزامن إطلاق تجربة دبي الصحية DXH مع إطلاق التطبيق الذكي والبوابة الالكترونية www.dxh.ae التي تشكل منصة موحدة توفر لمرتادي السياحة العلاجية سهولة الوصول إلى معلومات متكاملة عن الرعاية الصحية عالية الجودة والتي تشرف عليها هيئة الصحة بدبي.

باقات

ويضم الموقع الإلكتروني لتجربة دبي الصحية باقات علاجية تم تصميمها بالتعاون مع أكثر من 25 منشأة للرعاية الصحية المتميزة، قابلة للزيادة والتي تشكل ما يطلق عليه مجموعة DXH للسياحة العلاجية.

ولضمان توفير خدمات صحية ترقى إلى المعايير العالمية بالدرجة الأولى والمعايير الخاصة بقطاع الرعاية الصحية في دبي، تحرص الهيئة على توفير مستويات غير مسبوقة من الخدمات الصحية التي تضمن سلامة المرضى، حيث بادرت هيئة الصحة بدبي بالتدقيق على كل المنشآت المشاركة وتقييم الباقات العلاجية التي توفرها.

هل سيتمكن السائح العلاجي من الاطلاع على حزمة الخدمات المتوفرة في دبي؟

يتيح الموقع الإلكتروني لـDXH حرية الاختيار بين مجموعة من الخدمات الصحية المتطورة في مجال العلاجات والعمليات الجراحية التخصصية الدقيقة، والجراحات التجميلية، وجراحة العظام، وطب العيون، وطب الأسنان، والأمراض الجلدية، والفحوص الصحية والوقائية، والتقنيات المساعدة على الإنجاب، بالإضافة إلى برامج وجراحات فقدان الوزن، كمرحلة أولى للمشروع، وتم إدراج هذه الباقات العلاجية في الموقع الإلكتروني بالتفصيل حتى يتسنى للباحثين عن العلاج مقارنة واختيار ما يناسب احتياجاتهم بكل سهولة.

وتستهدف البوابة الإلكترونية تمكين السائح العلاجي، من شراء الباقات العلاجية من المنشآت الصحية بالإمارة، وحجز تذاكر السفر والفنادق، والحصول على تأشيرة السياحة العلاجية، وغيرها من المعلومات السياحية والصحية، التي يحتاج إليها السائح لتخطيط رحلته العلاجية، والاستفادة من الخدمات بما يفوق توقعاته، ويحقق له تجربة استشفاء مميزة.

ويضم الموقع كذلك، العديد من المعلومات الخاصة بالسفر والتي تشمل كيفية الحصول على تأشيرة الدخول للدولة، بالإضافة إلى خيار حجز الفندق وشراء تذاكر السفر ذهاباً وإياباً على متن طيران الإمارات.

ومما لا شك فيه بأن اتاحة هذه الخدمات السياحية وربط موقع DXH بالشركاء الاستراتيجيين والخدمات المتاحة في دبي ستساعد الزوار من الباحثين عن العلاجات المميزة وستقدم لهم المزيد من الدعم للاستمتاع برحلة سلسة إلى دبي.

تحدثتم عن إمكانيات دبي والمقومات المتوفرة التي تعملون على استثمارها لإنجاح المشروع، فما الذي تعتمدون عليه بشكل أساس من هذه الإمكانيات؟

هناك العديد من مقومات النجاح، ومنها البنية التحتية المتطورة والمرافق فائقة الحداثة، والقوانين المرنة، إلى جانب أفضل الممارسات الطبية، حيث نجحت دبي في تطبيق أرقى المعايير في قطاع الرعاية الصحية، مما انعكس بشكل إيجابي على هذا القطاع الحيوي للإمارة، سواء في مجال التشخيص أو العلاج عبر مختلف التخصصات الطبية. من هنا انطلق برنامج تجربة دبي الصحية DXH ليكرس هذه المكانة وليؤكد على عزم دبي على المضي قدماً نحو التميز في قطاع الرعاية.

وباتت دبي رمزاً من رموز التألق في مجال الحداثة والتطور بفضل ما تحتويه من معالم سياحية شهيرة ومراكز تسوق وما توفره من فعاليات ترفيهية وثقافية تحظى باستحسان الزوار من كافة الاعمار.

كما أنها تمتلك شبكة واسعة من وسائل النقل فائقة الحداثة والتي تشمل المترو والترام والحافلات وسيارات الاجرة التي تربط مختلف أرجاء الإمارة من شرقها إلى غربها.

فضلاً عن احتضانها لأرقى الفنادق والشقق الفندقية التي تلبي متطلبات الزوار على تنوعها. مما سيتيح للزوار فرصة الجمع بين متعة السياحة في أجواء دبي المميزة وتلقي أفضل وأرقى العلاجات على أيدي أمهر الأطباء والاخصائيين.

هل ثمة مقومات أخرى لإنجاح مشروع دبي وجهة عالمية للسياحة العلاجية، نقصد ماذا عن دور الشركاء الاستراتيجيين للهيئة وبالتحديد القطاع الصحي الخاص؟

لدينا مجموعة قوية من الشركاء الاستراتيجيين، الذين يمثلون منصة مهمة للمشروع، ويمثلون في الوقت نفسه أسبابا مباشرة للنجاح، ومنهم القطاع الصحي الخاص، الذي يزخر على ساحته في دبي، بمجموعة من المستشفيات والمراكز الطبية المرموقة والعيادات المميزة والحاصلة على الاعتماد الدولي، وهم بالطبع شركاء أساسيون للهيئة.

وهنا نود الإشارة إلى أن مشروع السياحة العلاجية، تصاحبه توجهات مهمة ومسارات عمل لتنويع فرص الاستثمار في هذا القطاع الحيوي، بما يتيح تواجد المزيد من المستشفيات الخاصة الرائدة في مختلف التخصصات، ومنه إلى وفرة باقات صحية متجددة واستثنائية أمام السائح العلاجي.

نحتاج إلى توضيح مبسط لموضوعي التأمين الصحي للسياحة العلاجية وتأشيرة السياحة العلاجية؟

بالنسبة للتأمين الصحي للسياحة العلاجية، عملت هيئة الصحة في دبي على توفير مظلة واسعة النطاق لتأمين السفر، وهي تغطي أية مضاعفات صحية غير متوقعة للعلاج الذي يتلقاه مرتادو السياحة العلاجية في دبي، وتغطية كلفة العلاج في الحالات الطارئة والعودة إلى البلد الأم، بالإضافة إلى التعويض في حال فقدان الأمتعة أو فقدان جواز السفر وكذلك مصاريف إقامة الشخص المرافق للمريض.

وفيما يتعلق بالتأشيرة، فهناك تأشيرة دخول خاصة بالسياحة العلاجية بالتعاون مع الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب مدتها 90 يوماً، وهي قابلة للتجديد حيث يمكن للمريض التقديم عليها من خلال منشآت الرعاية الصحية التي يعتزم العلاج فيها.

هل هناك نطاق جغرافي محدد تستهدفونه في هذا المشروع الطموح؟

ونتطلع في تنفيذ مشروعنا، إلى الاستفادة من القفزات النوعية التي حققتها وتحققها دبي، والتي انعكست على مستوى الخدمات الطبية وقطاع الرعاية الصحية في الإمارة. نتطلع كذلك إلى مواكبة منشآتنا الصحية لهذه التطورات والسعي نحو التميز، وتحقيق أعلى مستويات السعادة لكل سائح علاجي يقصد دبي.

نطاق جغرافي

قالت الدكتورة ليلى المرزوفي أنه يجري العمل على استهداف أي مريض أو باحث عن تجربة استشفاء مميزة في دولة من العالم، ولكن في البداية سيتم التركيز على نطاق جغرافي محدد، يضم في مقدمته دول مجلس التعاون الخليجي، وروسيا، ودول جنوب آسيا مثل الهند وباكستان وبعض الدول الأفريقية.

Email