تحديات هائلة وراء كواليس أكثر مطارات العالم ازدحاماً

مطار دبي في موسمه الثاني على «ناشيونال جيوغرافيك»

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تحديات العمل اليومية هي نتاج طبيعي في أي مؤسسة لكنها في مطار دبي الدولي الذي يتعامل مع أكثر من 280 ألف مسافر يومياً تختلف تماماً خصوصاً إذا عرفنا أن سلامة وأمن مدينة دبي بسكانها المليوني نسمة يرتبط مباشرة بالعمل اليومي الذي يقوم به أكثر من 90 ألف موظف داخل المطار.

ولهذا فإن موظفي مطار دبي وعلى اختلاف مستوياتهم الوظيفية وطبيعة أعمالهم مطالبون دوماً بمعايير أقرب إلى المثالية والكمال لأن أقل من ذلك ربما يعني تزايداً في عمليات التهريب أو التزوير أو تأخير الرحلات وفوضى المسافرين خاصة ركاب الترانزيت الذين يشكلون 70% من مسافري مطار دبي.

ومع منظومة العمل الهائلة داخل وحول مطار دبي الدولي كان لابد لقناة ناشيونال جيوغرافيك أبوظبي أن تستكشف تضاريس العمل اليومي للمطار وأحداث ما وراء الكواليس في موسمه الثاني بعد نجاح الموسم الأول الذي اشتمل على 10 حلقات غاصت في التفاصيل للمهمات والتحديات التي تواجه واحداً من أضخم مطارات العالم وأكثرها ازدحاماً.

ويؤكد اد ساير أحد منتجي البرنامج أن أبرز الدروس التي خرج بها من سلسلة الحلقات الخاصة بمطار دبي سواء السابقة أو الجديدة التي ستبدأ القناة في بثها اعتباراً من ديسمبر المقبل هي الشفافية والفاعلية التي تتمتع بها مختلف طواقم العمل في المطار ذلك أن أحداث .

مثل اكتشاف عمليات تهريب المخدرات ووجود الحيوانات الحية في حقائب المسافرين ليست كل المطارات تتعامل معها بهذه الشفافية وكان طاقم العمل في القناة التلفزيونية يتحدث للموظفين في مختلف قضايا العمل اليومي والحوادث بما فيها تعطل أحد محركات الطائرات وعودتها للمطار في هبوط اضطراري فضلاً عن فقدان أحد الأطفال داخل المطار جميعها حوادث تحصل في مختلف مطارات العالم وتشكل تحديات يومية وضغوطاً على أطقم العمل والمسؤولين في المطار وخارجه.

كما أن اكتشاف وجود ثعابين مع بيوضها داخل حقيبة أحد المسافرين أو كميات من الهيروين قيمتها 6 ملايين دولار هي من صميم العمل اليومي والسيطرة على 280 ألف مسافر يومياً وتأمين انسياب حركتهم عبر المطار يمثل هاجساً لمختلف المسؤولين داخل وخارج المطار.

ساعات الازدحام

ولعل فترة الذروة في المطار، كما تقول ميل سابريوال مدير خدمات المطار، هي الأصعب عليها وعلى مختلف العاملين في هذه المنشأة الضخمة كيف لا وهي تضم المبنى رقم 3 الذي يعد أكبر مبنى مطار في العالم بل هو أكبر مبنى من حيث المساحة ويتعامل يومياً مع أكثر من 200 رحلة مغادرة ومثلها قادمة على مدار 24 ساعة في اليوم.

وتشير سابريوال إلى أنه وفي الوقت الذي تغفو فيه مطارات أوروبا مثلاً خلال الليل وتمنع فيه الرحلات فإن فترة الذروة في مطار دبي تمتد من الساعة 10 مساءً وحتى الثالثة فجراً، حيث تشهد حركة الرحلات المقبلة تدفقاً كبيراً وهذا يعني المزيد من الضغوط خاصة فيما يتعلق بتأمين مسافري الترانزيت إلى رحلاتهم المقبلة في عملية أشبه بمطاردة صغيرة لكن دون الإخلال بأي من معايير الأمن والسلامة.

ستبدأ قناة ناشيونال جيوغرافيك أبوظبي بث أولى حلقات الموسم الثاني من مطار دبي الدولي في 11 ديسمبر المقبل والذي تكشف فيه عن خفايا ما وراء الكواليس في هذا المطار.

مركز التحكم

ولا يقتصر ضغط العمل اليومي على موظفي المطار بل يمتد إلى أقسام ودوائر عدة خارج المطار وتحديداً في مبنى طيران الإمارات، ولعل مركز التحكم في الشبكة هو الخلية التي لا تهدأ في طيران الإمارات ويتوجب عليها التعامل مع أكثر من 230 طائرة هي قوام أسطول الناقلة.

وفي فترة الصباح هناك أكثر من 100 رحلة مغادرة بين الساعة 7 -11 صباحاً. والتحدي الكبير لا يشمل فقط تحميل المسافرين في المطار بل في مسافري الترانزيت القادمين من رحلات أخرى لشبكة الناقلة التي تصل إلى 146 محطة عالمية.

ويضم مركز التحكم شاشة تفاعلية حية تراقب حركة طائرات الناقلة في مدن العالم سواء المقبلة أو المغادرة أو تلك التي تستعد للإقلاع والهبوط في دبي وخارجها ومتابعة أوضاع كل طائرة وموعد وصولها وحركة مسافري الترانزيت وكميات الشحن الواجب تحميلها وغيرها.

كما أن المركز عليه التعامل مع أكثر من 16 ألفاً من أطقم الطائرات و4 آلاف طيار كل وفق جدول رحلاته.

والتغيير في أي رحلة أو تأخيرها مثلاً تتوسع آثاره ليصل رحلات أخرى مقبلة أو مغادرة أو حتى رحلات عابرة جميعها ستتأثر ما يخلق نوعاً من الفوضى داخل المطار وليس كأي مطار فهو من بين الأكثر ازدحاماً في العالم، كما أن مطارات دبي تعتبر المسافرين هم عملاؤها ويجب الاعتناء بهم والتراجع عن ذلك غير مقبول في معايير دبي وخدماتها.

التعامل مع التحديات

ارتفعت مستويات التحدي في المطار خلال الفترة من 1 مايو وحتى 20 يوليو الماضي مع إعلان مطارات دبي عمليات صيانة وإصلاح مدرجات المطار حيث يتوجب استخدام مدرج واحد فقط خلال هذه الفترة، الأمر الذي توجب معه تحويل عدد من الرحلات إلى مطار آل مكتوم ونقل عمليات الشحن الجوي لطيران الإمارات هناك، فضلاً عن خفض بنسبة 40% لإجمالي رحلات أكبر شركة طيران في المنطقة.

لكن الأمر الأكثر يزداد صعوبة عن تعطل محركات إحدى الطائرات العملاقة وعودتها الاضطرارية للمطار وما يعني ذلك من حالة طوارئ تستوجب تغيير الطائرة ونقل المسافرين إلى طائرة أخرى والعمل على إصلاح المحرك لطائرة تزن أكثر من 40 طناً يتوجب تحريكها عن المدرج فوراً وتتبع أكثر من 3 ملايين قطعة فيها في الوقت الذي يرتفع فيه التوتر لدى برج المطار الذي يتتبع الرحلات الأخرى من وإلى المطار.

وتزداد الأمور تعقيداً أن الطائرة اضطرت إلى إفراغ جزء كبير من حمولة الوقود فيها حتى تستطيع الهبوط بسلام والأمر يتم في مطار دبي بعد جهود مضنية على جميع المستويات.

إغلاق المطار شكل تحدياً استثنائياً للجميع

سيتابع مشاهدو القناة كيف اضطرت طائرة 777 للهبوط بسبب عطل خطير في ماسحات الزجاج، في حين يبدأ مطار دبي الدولي بالعمل على مشروع إعادة تأهيل مدرج المطار على مدى 80 يوماً، والبالغة قيمته مليار دولار أميركي.

ساعة واحدة من الوقت فقط يملكها مهندس صيانة التوصيلات في شركة طيران الإمارات لإصلاح مضخة مياه في بوينغ 777، وإلا فلن تتمكن الطائرة من الإقلاع - ما قد يؤدي إلى إحداث خلل في كامل شبكة رحلات الشركة.

ونشاهد في هذه الحلقة أيضاً فريق الشحن وهو يقوم بتنزيل محرك طائرة ضخم يبلغ وزنه 11 طناً عبر بوابة شحن ضيقة - ما قد يؤدي إلى أضرار باهظة الثمن على المحرك الذي يقدر سعره بملايين الدولارات، أو الطائرة البالغ سعرها 300 مليون دولار أميركي. وبعد 4 أيام، سيكون المطار على موعد مع بدء عمليات إعادة تأهيل مدرجاته وتأمين مسار عبور الطائرات على أرض المطار طيلة 80 يوماً.

جاهزية

المزروعي يتفقد استعدادات المطار

في إحدى الحلقات التي تبثها الشبكة يظهر جمعة المزروعي مدير تسليم المشاريع في مؤسسة دبي لمشاريع الطيران الهندسية وهو يتفقد استعدادات مطار آل مكتوم والذي سيكون منشغلاً خلال فترة إغلاق مدرج مطار دبي ويكتشف أموراً خطيرة ومنها جاهزية شبكات الصرف الخاصة بالعواصف مليئة بالرمال، وكاميرا مراقبة معطلة لكنه يصر على إصلاح كل شيء قبل نهاية يوم العمل.

وفي مكان آخر من المطار، يوقف ضباط الجمارك راكباً مثيراً للريبة ويكتشفون 14 كيلو غراماً من الهيروين مخبأة في بطانة حقيبته، ويجب على كارم بيركنز تجنب إلحاق الضرر بالسيارات الثمينة خلال تحميلها إلى عنبر الشحن في أحد الطائرات وهي سيارة من بين 1000 سيارة يتم شحنها سنوياً عبر مطار دبي.

خلال ساعات الذروة في الليل، يتلقى مسؤول التحكم بالحركة الجوية جورك بيركنز الاتصال الذي يخشاه جميع مسؤولي التحكم: طائرة بحاجة إلى إجراء هبوك اضطراري في دبي بسبب تعطل محركها.

وعلى بيركنز تجهيز المدرج وإخطار خدمات الطوارئ استعداداً لهبوط قد يؤدي إلى إغلاق المطار. ويتم استدعاء مدير خدمات المطار ميل سابهاروال للتحقق من سبب حمل أحد ركاب العبور لأفاع حيّة في حقيبته. واستعداداً لبرنامج إصلاح المدرج الطموح.

أعمال

روتين يومي مليء بالمصاعب

تم إنشاء مكان جديد لركن الطائرات لاستيعاب أسطول من طراز بوينغ 777 خلال فترة المشروع الذي يمتد لثمانين يوماً، مشروع تطوير المدرج بقيمة مليار دولار أميركي، ولكن هناك منحدر ضخم على الطائرات المرور منه للدخول أو الخروج.

وفي هذه الحلقة، يتم وضع خبرات عامل الجر (بوش باك) مارك ديردين تحت الاختبار عندما يحاول جر طائرة وزنها 300 طن عبر منحدر الدخول دون أي تسارع خارج عن السيطرة.

أما ضباط الجمارك، فيكتشفون خمس حزم ضخمة مخبأة في الجزء السفلي من حقيبة أحد الركاب. وفي حال كانت نتائج الاختبارات إيجابية وتم تحديد المادة الموجودة في تلك الحزم بالهيروين، ستكون أكبر عملية ضبط مخدرات في المطار منذ سنوات.

 ويهرع مهندس صيانة التوصيلات آندي تيتلي بعد استدعائه لإصلاح نظام التكييف في إحدى الطائرات التي وصلت درجة الحرارة فيها إلى 110 درجات. لديه ساعات قليلة فقط لمعرفة العطل وتبريد الطائرة قبل موعد إقلاعها.

Email