السعودية تبدي ليونة بشأن الإنتاج.. والنفط يتراجع

تعنت إيران يطيح آمال توصل «أوبك» لاتفاق

■ سهيل المزروعي يشارك في المنتدى الدولي للطاقة بالجزائر | أ ف ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

تراجعت أسعار النفط في التعاملات الآجلة أمس، مع تبدد حالة التفاؤل إزاء التوصل لاتفاق يكبح جماح الإنتاج في اجتماع لمنتجي النفط في الجزائر بعد استمرار التباعد في وجهات النظر بين المملكة العربية السعودية وإيران.

وعلى الرغم من أن السعودية أبدت ليونة في موقفها إلا أن إيران المتعنتة أطاحت بآمال توصل أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» إلى اتفاق يقيد مستويات إنتاج الخام هذا الأسبوع، إذ قالت مصادر داخل المنظمة، إن الخلافات بين الرياض وطهران ما زالت كبيرة.

وقال خالد الفالح وزير الطاقة السعودي للصحافيين إن هذا الاجتماع تشاوري.. سنتشاور مع كل طرف آخر، وسنستمع للآراء ولأمانة أوبك وللزبائن أيضاً.

وفي إشارة الى تعنت الموقف الإيراني، قال بيجن زنغنة وزير النفط الإيراني: إنه ليس وقتاً لصناعة قرار. وأضاف في إشارة إلى الاجتماع الرسمي المقبل لأوبك، الذي سيعقد في فيينا في الثلاثين من نوفمبر «سنحاول التوصل إلى اتفاق لنوفمبر».

واعلن أن بلاده ليست مستعدة لإبرام اتفاق في الجزائر ينص على تجميد إنتاج النفط من أجل رفع الأسعار.

وتعقد أوبك مباحثات غير رسمية الساعة 1400 بتوقيت غرينتش اليوم كما يلتقي أعضاؤها مع منتجين من خارج المنظمة مثل روسيا على هامش منتدى الطاقة الدولي، الذي يضم منتجين وزبائن.

ويلتقي أعضاء أوبك على هامش المنتدى الدولي للطاقة، الذي يجمع بين المنتجين والمستهلكين، في الجزائر وتشارك فيه دولة الإمارات بوفد رفيع المستوى يترأسه معالي سهيل المزروعي وزير الطاقة، كما تشارك روسيا في المنتدى.

وانخفضت أسعار النفط إلى أقل من النصف منذ 2014 ،بسبب تخمة المعروض من الخام، ما دفع منتجي أوبك ومنافستهم روسيا إلى السعي لإعادة التوازن إلى السوق، بما يعزز إيرادات صادرات النفط ويدعم موازناتهم.

فكرة سائدة

والفكرة السائدة منذ أوائل 2016 بين المنتجين هي الاتفاق على تقييد الإنتاج على الرغم من أن مراقبي السوق يقولون، إن مثل هذا الإجراء لن يقلص وفرة المعروض من الخام.

وقالت مصادر لـ«رويترز» الأسبوع الماضي إن السعودية عرضت تقليص إنتاجها إذا وافقت إيران على تثبيت الإنتاج، وهو الأمر الذي يمثل تحولاً في موقف الرياض، إذ رفضت المملكة من قبل مناقشة تقليص الإنتاج.

وقال زنغنة أول من أمس، إن التوقعات يجب أن تكون متواضعة في حين قال عدد من مبعوثي أوبك إن مواقف السعودية وإيران ما زالت متباعدة كثيراً.

وانخفضت أسعار النفط أكثر من واحد في المئة في تعاملات أمس.

وقالت ثلاثة مصادر في أوبك إن إيران التي ظل إنتاجها عند 3.6 ملايين برميل يومياً تصر على حقها في الوصول بمستويات الإنتاج إلى ما يتراوح بين 4.1 و4.2 ملايين برميل يومياً في حين تريدها دول الخليج الأعضاء في أوبك أن تثبت إنتاجها دون أربعة ملايين برميل يومياً.

وقال مصدر من أوبك على دراية بالمباحثات: لا تتوقعوا أي شيء ما لم تغير إيران رأيها بشكل مفاجئ وتوافق على تثبيت للإنتاج. واستدرك قائلاً: لا أعتقد أنهم سيفعلون.

ما تريده إيران

ومن المنتظر أن يلتقي ألكسندر نوفاك وزير الطاقة الروسي مع زنغنة، فيما تقول مصادر إنها محاولة جديدة لإقناع طهران بالموافقة على التحرك.

وقالت مصادر في قطاع النفط الإيراني إن طهران تريد أن تسمح لها أوبك بإنتاج 12.7% من إجمالي حجم ما تضخه المنظمة بما يعادل ما كانت تستخرجه قبل 2012 عندما فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات إضافية على طهران، بسبب أنشطتها النووية. ورفعت العقوبات في يناير 2016.

وخلال الفترة بين 2012 و2016 زادت السعودية والدول الخليجية الأخرى الأعضاء في أوبك مستويات الإنتاج، للمنافسة على الحصة السوقية مع المنتجين مرتفعي التكلفة مثل الولايات المتحدة.

ونتيجة لذلك تعتقد إيران أن حصتها العادلة في الإنتاج يجب أن تكون أكبر من حجم ما تضخه حالياً والذي تقول إنه ينبغي أن يزيد حالما توقع طهران على استثمارات جديدة مع شركات نفط عالمية. وقال نوفاك أمس إن إيران تعتقد أن هذا الحجم الذي كان لها قبل العقوبات عادل. جرت مناقشة هذا أكثر من مرة.

ويعتمد اقتصادا السعودية وإيران بشدة على النفط، لكن الأخيرة ترى أن الضغوط تتراجع مع خروجها من سنوات العقوبات. وعلى الجانب الآخر تواجه الرياض عاماً ثانياً من العجز القياسي في الموازنة، وتضطر إلى تخفيض أجور موظفي الحكومة.

تفاؤل سعودي

غير أن الفالح قال إنه متفائل إزاء سوق النفط على الرغم من أن عودة التوازن تأخذ وقتاً أطول مما كان متوقعاً.

وقال الفالح إن السوق تسير في الاتجاه الصحيح ولكن بوتيرة أبطأ مما كان مأمولاً على مدى الأشهر القليلة الماضية، لكن الأساسيات تمضي في الاتجاه الصحيح.

وأضاف: من هذا المنطلق نشعر بالارتياح بشأن السوق، وأعتقد أن استعادة التوازن بدأت، لكنها تأخذ وقتا أطول مما كنا نأمله. وأشار إلى أن مخزونات الخام التي بلغت مستوى قياسياً على المستوى العالمي بدأت تتراجع قائلاً إن الوتيرة التي سيحدث بها هذا تعتمد أيضاً على اتفاقية الإنتاج، إذا حدث إجماع على واحدة في الأشهر القليلة المقبلة فستكون السعودية مع الإجماع.

تراجع الأسعار

ونزل مزيج برنت الخام 80 سنتاً إلى 46.55 دولاراً للبرميل بحلول الساعة 0851 بتوقيت غرينتش بعد أن حقق مكاسب 1.46 دولار ما يوازي 3.2% في الجلسة السابقة.

وهبط خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 68 سنتاً إلى 45.25 دولاراً للبرميل بعد أن صعد 1.45 دولار ما يعادل 3.3% في الجلسة السابقة.

انخفاض خامات «أوبك»

تراجعت أسعار سلة خامات «أوبك» أول من أمس، إلى 42.16 دولاراً للبرميل مقارنة بسعر يوم الجمعة الماضي الذي وصل إلى 42.89 دولاراً للبرميل. وتضم سلة خامات «أوبك» الجديدة، التي تعد مرجعاً في مستوى سياسة الإنتاج 14 نوعاً هي:

خام مربان الإماراتي، وخام مزيج صحارى الجزائري والإيراني الثقيل والبصرة الخفيف العراقي وخام التصدير الكويتي وخام السدر الليبي وخام بوني الخفيف النيجيري والخام البحري القطري والخام العربي الخفيف السعودي والخام الفنزويلي ميراي وجيراسول الأنغولي وربيع الخفيف الغابوني وأورينت الإكوادوري وميناس الإندونيسي. فيينا - وام

Email