في ظل توقع زيادة الإنتاج الكندي

انخفاض النفط .. والأسواق تترقب اجتماع «أوبك» الخميس

ت + ت - الحجم الطبيعي

تأثرت أسعار النفط سلباً أمس في ظل تأثر الأسواق بقوة الدولار وتوقعات زيادة إنتاج الرمال النفطية في كندا هذا الأسبوع، فيما تتركز الأنظار أيضا على اجتماع لمنظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» في فيينا الخميس المقبل بشأن الإنتاج.

لكن أسواق الخام حصلت على بعض الدعم مع بدء موسم السفر لقضاء عطلات الصيف في الولايات المتحدة الذي تزامن مع انخفاض إنتاج الخام الأميركي إلى أدنى مستوى منذ سبتمبر 2014.

ووصل سعر خام غرب تكساس الوسيط إلى 49.22 دولارا للبرميل في الساعة 0656 بتوقيت جرينتش أي بانخفاض 11 سنتا عن آخر سعر له.

وبلغ سعر التعاقدات الآجلة لخام برنت 49.10 دولارا للبرميل بانخفاض 22 سنتا.

وعلى الرغم من الارتفاع المتوقع في الإنتاج الكندي قالت مجموعة ايه.ان.زد المصرفية إن دعم سعر خام غرب تكساس الوسيط ما زال مستمرا نظرا لانخفاض كبير في مخزونات النفط الأميركية الأسبوع الماضي بلغ 4.2 ملايين برميل إلى 537 مليون برميل بسبب الطلب القوي.

وقال تجار إن البداية الرسمية لذروة طلب موسم الرحلات الصيفية في الولايات المتحدة هي السبب الرئيسي وراء ارتفاع الطلب الموسمي.

وجاء ذلك في الوقت الذي هبط فيه إنتاج الولايات المتحدة من النفط الخام إلى 8.77 ملايين برميل يوميا وهو أدنى مستوى له منذ سبتمبر 2014 وبتراجع 8.77 % منذ وصوله إلى ذروته في يونيو 2015.

وفي أسواق النفط العالمية حصلت أسعار برنت على دعم من سلسلة من تعطل الإمدادات في نيجيريا حيث شن متشددون موجة هجمات على خطوط أنابيب النفط مما أدى إلى هبوط إنتاج البلاد إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من عشرين عاما.

وستتركز الأنظار أيضا على اجتماع مقرر أن تعقده «أوبك» في فيينا الخميس المقبل على الرغم من أن معظم المحللين لا يتوقعون اتخاذ أي قرارات تؤدي إلى تغييرات في الإنتاج.

العراق يزيد صادراته

في سياق متصل، قالت مصادر في قطاع النفط إن العراق سيصدر 5 ملايين برميل إضافية من النفط الخام لزبائنه في يونيو المقبل لينضم بذلك إلى منتجين آخرين في منطقة الشرق الأوسط في تعزيز حصته السوقية قبل أيام من اجتماع أوبك هذا الأسبوع.

ويستهدف العراق - ثاني أكبر منتج في أوبك- بالفعل أحجام تصدير قياسية للخام من الموانئ الجنوبية الشهر المقبل تصل إلى 3.47 ملايين برميل يوميا.

وتعتزم الإمارات والسعودية والكويت وإيران زيادة الإمدادات في الربع الثالث.

وانحسرت توقعات اتخاذ أوبك قرارا بكبح الإمدادات في اجتماع «أوبك» بسبب انتعاش أسعار النفط العالمية من أدنى مستوى في 12 عاما إلى أكثر من 50 دولارا للبرميل وفي ظل التنافس بين السعودية وإيران.

وقد تعوض الصادرات الإضافية انكماش الإنتاج وتعطل الإمدادات في أماكن أخرى لكن الإمدادات الجديدة قد تؤخر أيضا إعادة التوازن إلى سوق عالمية لا تزال متخمة بالنفط.

وقال فيكتور شوم مسؤول شركة استشارات الطاقة عند المصب في «آي.اتش.اس»: أوبك تزيد الإمدادات بالتأكيد وتمارس استراتيجية تضع حصتها السوقية في المقام الأول في إشارة إلى مسعى بقيادة السعودية لتعزيز إنتاج أوبك بهدف استعادة الحصة السوقية.

وأضاف إن النفط الإضافي من السعودية والعراق قد يؤدي إلى تباطؤ إعادة التوازن في السوق العالمية لكن قد يعوض ذلك تعطل الإمدادات من أماكن أخرى والطلب الموسمي القوي.

وذكرت ثلاثة مصادر مطلعة على الأمر أن شركة تسويق النفط العراقية «سومو» خصصت خمسة ملايين برميل إضافي من خام البصرة الخفيف تحميل يونيو لشركاء في أنشطة المنبع من بينهم بتروتشاينا وإيني ولوك أويل.

وتحصل الشركات الأجنبية على مستحقاتها بالنفط بمقتضى عقود خدمة فنية مع سومو لكن المدفوعات تأخرت بعد أن تسبب تراجع سعر النفط في الضغط على ميزانية العراق.

وقال مصدر بقطاع النفط في الخليج إن النفط الإضافي تقرر بسبب ضغوط متعاقدي الخدمة الفنية.

وأضاف: إن العراق ملتزم أيضا بدفع مستحقات المتعاقدين في إطار شروط قرض من صندوق النقد الدولي.

وتأتي الإمدادات الإضافية نتيجة لتوسيع حقلي اللحيس والأرطاوي بجنوب العراق. ويرغب العراق في زيادة إنتاجه النفطي بما يصل إلى الثلث بحلول عام 2020.

ولم يتسن الحصول على تعليق من سومو على الفور.

وقال مصدر في إحدى الشركات الثلاث التي حصلت على النفط إن المليون برميل الإضافية من خام البصرة الخفيف بيعت بعد ساعتين من إخطار سومو مما يشير إلى قوة الطلب على الخام العراقي وسط توقعات بارتفاع أسعار البيع الرسمية في يوليو.

وقال تجار إن العلاوة السعرية الفورية لإمدادات يونيو انخفضت إلى ما يتراوح بين 40 و80 سنتا للبرميل بعد أن تجاوزت دولارا في مايو الجاري بسبب زيادة حجم التصدير وارتفاع أسعار البيع الرسمية في يونيو.

محادثات بولندية إيرانية

من جهة أخرى، قال نائب وزير الطاقة البولندي ميشال كورتيكا أمس إن بلاده تجري مباحثات مع إيران بشأن التعاون في قطاع النفط والغاز قد تسفر عن عقود للتنقيب والإنتاج لصالح بولندا.

وقالت شركة بي.جي نيج الحكومية البولندية للغاز العام الماضي إنها تتطلع لخيارات متعددة في مجال التنقيب عن النفط والغاز وإنتاجهما في إيران. كما تدرس شركتا بي.كيه.إن أورلين ولوتوس البولنديتان المتخصصتان في التكرير شراء النفط من إيران.

وقال كورتيكا للصحفيين خلال منتدى اقتصادي بولندي إيراني: نتطلع للتعاون مع إيران فيما يتعلق ببي.جي نيج وشركاتنا النفطية. المحادثات جارية بشأن عقود ملموسة في التنقيب والإنتاج وكذلك فيما يتعلق بالاتفاقيات التجارية.

Email