قفزات الأسهم وانتعاش الدولار يطفئان بريق المعادن الثمينة

مؤشر بلومبيرغ للسلع إلى أدنى مستوى في 5 سنوات

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

 

لا يزال هدوء نهاية العام يخفي في طياته تقلباً مفرطاً مزق العديد من الأسواق المالية خلال الأسبوع الماضي، حيث هبطت أسعار النفط مجدداً إلى أدنى أسعارها في 5 سنوات مما يفرض المزيد من الضغط على عملات البترول مثل الروبل الروسي والكورونا النرويجية (التي شهدت تذبذباً كبيراً) فيما واصلت السلع تراجعها ليهبط مؤشر بلومبيرغ للسلع إلى أدنى مستوى في 5 سنوات.

وقال أولي هانسن رئيس استراتيجية السلع في ساكسو بنك إن الأمور استوت مع نهاية الأسبوع - لا سيما بسبب استقرار أسعار النفط - واستأنف الدولار جراء ذلك انتعاشه مقابل معظم العملات بينما استعادت بعض أسواق الأسهم الرئيسية انتعاشات نهاية السنة الخاصة بها.

وساهمت تلك الأحداث في تقديم القليل من المساعدة للسلع التي هبطت إلى أدنى مستوياتها في خمس سنوات في حين وصل مؤشر بلومبيرغ للسلع والذي يتابع أداء 22 من السلع الرئيسية، إلى أقل من 6% فوق سعره المنخفض في مارس من عام 2009 (عندما عانت العديد من الاقتصادات من الركود ووصل الطلب إلى حافة الهاوية على أعقاب الأزمة المالية في عام 2008).

عقوبات روسيا

وأضاف أولي هانسن إن الأزمة الحالية في روسيا والتي آلت إليها جراء فرض العقوبات وانهيار سعر النفط تمثل سبباً آخر لاعتلاء القمح قمة الجدول هذا الأسبوع، حيث فرضت روسيا رداً على العقوبات الغربية حظراً على واردات العديد من المواد الغذائية من المزودين الغربيين مما أدى بالإضافة إلى انهيار الروبل المستمر إلى وصول التضخم في أسعار المواد الغذائية إلى نسبة 12.6% في نوفمبر.

وارتفع القمح المسعر بالروبل بنسبة 40% منذ يوليو وسعياً للحفاظ على الموارد ضمن البلاد تحاول الحكومة في هذه الأثناء إيقاف تدفق الصادرات مما دعم الارتفاع القوي في الأسعار العالمية خلال الأسبوعين الماضيين.

وبحسب منظمة الغذاء والزراعة التابعة للأمم المتحدة فإن مخزونات الحبوب العالمية قد ترتفع إلى أعلى مستوياتها في 15 سنة مع نهاية الموسم الحالي وعلى الرغم من أن حظر الصادرات سيخلق تحديات لوجستية بالنسبة للمشترين على المدى القصير إلا أننا لم نر تأثيراً على المدى الطويل على أسعار القمح.

القمح الأميركي

وأشار رئيس استراتيجية السلع في ساكسو بنك إلى أن القمح الأميركي بدأ قبل أن يلفظ الأسبوع أنفاسه الأخيرة في الهبوط بعد وصوله إلى معدله في 7 أشهر على خلفية المخاوف المتعلقة بالأسعار المرتفعة جداً وارتفاع الدولار اللذان قد يؤديا إلى تسعير القمح الأميركي خارج سوق التصدير.

ولقي الكاكاو (والذي تم ضمه إلى التوقعات المثيرة للجدل في العام المقبل) دعماً من تقرير يفيد بأن الطلب العالمي على الكاكاو في عام 2015 قد يتجاوز العرض لأول مرة في سنوات عدة..

حيث من الممكن أن تفشل توريدات الكاكاو من غرب أفريقيا - أكبر منطقة لإنتاج الكاكاو على مستوى العالم - في مواكبة الارتفاع المستمر في الطلب الذي تلعب البلدان الناشئة دوراً فيه (على الرغم من أن معدل استهلاك الفرد فيها يشكل فتاتاً مقارنة بالعديد من الدول المتقدمة).

وأضاف تقرير السلع الأسبوعي من ساكسو بنك إلى أنه ربما يدل الاختراق مجدداً فوق 3005 دولارات أميركية للطن من الكاكاو على العقود المستقبلية الخاصة بشهر مارس والمتداولة في نيويورك على عودة باتجاه الارتفاعات التي شهدناها في وقت مبكر من هذا العام.

فائض العرض

وأشار أولي هانسن إلى أنه وبعد وصولهما إلى أدنى مستوياته في خمس سنوات، أمضى كل من خام برنت وغرب تكساس الوسيط بقية الأسبوع تداولهما ضمن هامش مجال الخمسة دولارات، موضحاً أنه من المبكر القول فيما إذا كانت هذه أول العلامات على قاعدة أساسية محتملة في السوق مع الأخذ بالاعتبار النظرة المستقبلية الخاصة باستمرار الارتفاع في فائض العرض خلال النصف الأول من 2015.

وبعد قطع كل تلك المسافة بالاتجاه الهبوطي، يمكن أن ينتعش النفط الخام الآن لأكثر من 20% مع اعتبار الحركة على أنها تصحيحاً ضمن الميل الهبوطي الإجمالي لا أكثر ولا أقل.

العقود المستقبلية

وقال: شهدنا خلال الشهر الماضي قيام صناديق التحوط بزيادة مواقفها طويلة الأجل في سوق العقود المستقبلية بنسبة 2% بينما أشارت تقارير بلومبيرغ إلى أن أكبر 4 منتجات متداولة في البورصة الأميركية قد شهدت تدفقاً داخلياً لأموال المستثمرين خلال الأشهر الثلاثة الماضية (في غضون الوقت الذي هبط فيه السعر بأكثر من 40%).

ويبدو الوصول إلى القاعدة الأساسية في الوقت الذي يهبط فيه السعر بسرعة متزايدة كما حصل خلال الأشهر الماضية عملية صعبة..

ولكن من الواضح أن عدداً متزايداً من كل من المهنيين والمستثمرين في قطاع التجزئة ينخرطون في هذا على المدى الطويل، حيث يرتبط هذا الاستثمار بالتوقعات الخاصة بأن النفط الرخيص لم يصبح سمة دائمة في الاقتصاد العالمي وبالتالي فإن الأسعار ستجد قاعدة ترتكز عليها حتى نرى انتعاشاً قوياً.

حركة الذهب

وأشار أولي سلوث هانسن إلى التراجعات في أسعار المعادن الثمينة، حيث خسر الذهب وتفاقمت تراجعات الفضة على وجه الخصوص خلال هذا الأسبوع بعدما تحول الاهتمام من بيع الملاذ الآمن المتعلق بروسيا إلى المحفزات السلبية مثل مواصلة الأسهم وانتعاش الدولار (بالإضافة إلى أسعار النفط المنخفضة بالطبع).

وأضاف أولي هانسن إن المخاوف الجيوسياسية التي تتعلق بشبه جزيرة القرم ومسلحي داعش تسببت في منح المعدن الأصفر نصفاً أولاً جيداً بينما شكل ارتفاع الدولار في النصف الثاني أكبر المحفزات السلبية وبقيت النظرة المستقبلية بالنسبة للدولار في عام 2015 متصاعدة وعلى الرغم من رؤيتنا لتوقف الارتباط خلال الشهر الماضي، سيستمر هذا في فرض المزيد من الرياح العكسية المتوقعة خاصة خلال بداية العام.

تقليل الانكشاف

وسيفكر المتداولون خلال الأيام المقبلة أكثر حيال تقليل الانكشاف بدلاً من ترقب ما سيحدث في الثاني من يناير، وبناءً على هذا الأساس ربما نشهد استمرار طبيعة النطاق الحالي حتى نهاية العام.

من المقدر للأزمة التي تشهدها أسواق خام النفط أن تستمر في عام 2015 لكنها من المحتمل أن تشهد مجالاً للصعود على المدى القصير مع عودة السعر من ظروف ذروة البيع القاسية وربما يضيف هذا بعض الدعم على المدى القصير ولكننا نتوقع أن يستمر المعدن الأصفر في معدل تداول من 1185 إلى 1225 دولاراً أميركياً للأونصة.

ولا يزال انحراف الخيار يسلط الضوء على الطلب المتزايد من أجل الحماية في الاتجاه الهبوطي مع تجاوز تكلفة العقود الآجلة بخيار البيع والتي لا تنطوي على قيمة ذاتية العقود الآجلة بخيار الشراء التي تنطوي على سعر ممارسة يفوق سعر الأصل الأساسي بنسبة 4%.

يجب علينا الانتظار إلى شهر يناير لنرى فيما إذا كان هذا الفرق مبرراً أم لا.

قوة نسبية

أضاف أولي هانسن يمكن ملاحظة القوة النسبية الحالية في الذهب مقابل الفضة حيث ارتفع المعدل إلى 75 (أونصات الفضة مقابل أونصة من الذهب) مما كانت عليه الأسبوع قبل الماضي عند 72 وخاصة مقابل البلاتينيوم (والذي ضرب بالتوقعات عرض الحائط بأدائه الضعيف جداً في 2015).

 إن امتزاج إطلاق منتجين جديدين متداولين في البورصة من البلاتينيوم وإضراب المناجم الكبير في جنوب إفريقيا في بداية العام أدى إلى انتعاش قوي خلال الربع الأول إلا أن هذين الحدثين فشلا في سحب المزيد من المخزون من السوق بأكثر مما تستطيع المخزونات الأرضية التعامل معه وبالتالي بدأ المعدن في الهبوط منضماً بذلك إلى بقية القطاع منذ يوليو.

وكنتيجة لذلك شهدنا تضاؤل الفرق بين المعادن البيضاء والمعدن الأصفر ولأول مرة في عشرين شهراً نرى تداول الذهب مرة أخرى بالسعر الأصلي مع البلاتينيوم.

Email