سهيل المزروعي: «أوبك» لا تحتاج إلى عقد اجتماع طارئ

«برنت» دون 60 دولاراً للمرة الأولى منذ يوليو 2009

عاملة تقوم بتغيير الأسعار على لوحة لمحطة للوقود حيث تتحرك وفقاً للأسعار العالمية ا ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

نزل خام برنت أكثر من دولار وهبط عن 60 دولاراً للبرميل للمرة الأولى منذ يوليو 2009 في التعاملات الأوروبية المبكرة أمس مع تباطؤ النشاط الصناعي في الصين، فيما قال وزير النفط سهيل بن محمد المزروعي إنه لا يرى داعياً أن تسارع منظمة أوبك لعقد اجتماع طارئ على الرغم من هبوط أسعار النفط.

وقال الوزير للصحافيين أول من أمس «أوبك ليست منتجاً مرناً وليس من الإنصاف أن نقوم نحن بتصحيح السوق للآخرين». وأضاف قوله «لا أرى داعياً أن نسارع لعقد اجتماع». وتابع: إنه ممن يرون أن السوق يجب تركها لتحقق توازنها بنفسها مردداً بذلك صدى آراء عبر عنها من قبل وزير البترول السعودي علي النعيمي.

وقال المزروعي إنه متفائل أن أسعار النفط ستستقر عند مستوى عادل للمستهلكين والمنتجين. وقال «إنها مسألة وقت. ولم يكن أحد يتوقع مثل هذا الهبوط الحاد للأسعار ولسوء الحظ ليس بمقدورنا تصحيح هذا الأمر». وكان اجتماع أوبك في أواخر نوفمبر قرر عدم خفض الإنتاج لدعم الأسعار وقال المزروعي إن المنظمة ستتمسك بهذه السياسة.

وأضاف قوله «إننا جميعاً نتألم لأنه لا تعجبنا (الأسعار) التي نراها». وأضاف إن أوبك لا تستهدف سعراً معيناً للنفط ولن تتدخل في السوق من دون مساندة من كبار المنتجين الآخرين.

وقال المزروعي «تصحيح السوق مسؤولية الجميع. ولا يمكننا خفض الإنتاج في حين يفرط البعض في إمداد السوق بالمعروض. ولا يمكننا خفض الإنتاج كلما انخفض السعر».

نمو الإنتاج

وانخفض سعر النفط في العقود الآجلة لنحو النصف منذ يونيو وسط زيادة الإنتاج وضعف الطلب في حين تحجم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) عن خفض الإنتاج لدعم الأسعار.

وأظهرت البيانات انكماش القطاع الصناعي في الصين للمرة الأولى في 7 أشهر في ديسمبر ما يعزز بيانات تشير لمزيد من الضعف في ثاني أكبر اقتصاد في العالم لتضرر أكثر أسعار النفط.

ونزل برنت تسليم يناير إلى 59.75 دولاراً للبرميل خلال التعاملات بانخفاض 1.31 دولار للبرميل. وانخفض الخام الأميركي إلى 54.85 دولاراً وخسر 1.06 دولار.

ويقول المحللون إن ضعف الأسواق الناشئة وهبوط عملاتها يعزز الاتجاه النزولي لأسعار النفط.

وفي روسيا رفع البنك المركزي سعر الفائدة الأساسي 6.5 نقاط مئوية إلى 17% أول من أمس سعياً لوقف تهاوي الروبل.

وفي الهند تدخل بنك الاحتياطي لدعم الروبية في الجلسات الأخيرة وهبطت الروبية الإندونيسية لأقل مستوى في 16 عاماً مقابل الدولار.

العرض والطلب

وقال عبد الله البدري الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) يوم الأحد إن المنظمة تستطيع تجاوز الهبوط في أسعار النفط وأن تبقي إنتاجها دون تغيير، مضيفاً إن ضعف السوق لا ينسجم مع العوامل الأساسية للعرض والطلب وربما يحركه المضاربون.

وهبط سعر العقود الآجلة لخام برنت لتسليم يناير عند التسوية 79 سنتاً أو 1.28% إلى 61.06 دولاراً للبرميل. وكان قد ارتفع في وقت سابق من التعاملات ما يصل إلى 1.40 دولار إلى 63.25 دولاراً بعد أن هوى إلى 60.28 دولاراً أدنى مستوى له منذ يوليو 2009. ونزل سعر عقود النفط الخام الأميركي لتسليم يناير عند التسوية 1.90 دولار أو 3.29 في المائة إلى 55.91 دولاراً للبرميل بعدما هبط في وقت سابق من الجلسة إلى 55.87 دولاراً أدنى مستوياته منذ مايو عام 2009.

تراجع

واصلت سلة خامات منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» تراجعها أول من أمس لتصل إلى 57.92 دولاراً للبرميل مقارنة بسعر يوم الجمعة الماضية الذي بلغ 58.65 دولاراً للبرميل.

وتضم سلة «أوبك» 12 نوعاً هي خامات. مربان الإماراتي ومزيج صحارى الجزائري والإيراني الثقيل والبصرة الخفيف العراقي. كما تشمل سلة نفط اوبك خامات التصدير الكويتي و«السدر» الليبي و«بوني الخفيف» النيجيري و«البحري» القطري و«العربي الخفيف» السعودي والفنزويلي «ميراي» و«جيراسول» الأنغولي و«أورينت» الإكوادوري

أسواق الناقلات تتوقع دعماً من عمليات التخزين

 

قال مسؤولون في النقل البحري إن هبوط أسعار النفط سيمنح أسواق الناقلات دعماً غير متوقع العام المقبل إذ أنه سيعزز الطلب على تخزين النفط في البحر وإن أسواق الشرق البعيدة ستقبل أيضاً على شراء الوقود بأسعار بخسة وتحتاج إلى الشحن البحري.

وتقترب أسعار تأجير الناقلات العملاقة بالفعل من أعلى مستويات لها في 5 أعوام إذ تزيد على 83 ألف دولار في اليوم وقد ساعد على ذلك هبوط أسعار وقود السفن. وبدأ ينحسر أيضاً فائض طاقة النقل البحري التي يعاني منها أصحاب الناقلات منذ سنوات. وقال هربيورن هانسون الرئيس والرئيس التنفيذي لمؤسسة ناقلات أميركا الشمالية (نات) لحملة الأسهم في الآونة الأخيرة إن تراجع أسعار النفط «قد يطلق موجة من عمليات تخزين النفط أو قد يكون له أثر إيجابي بوجه أعم».

وقال لرويترز «إننا نشهد زيادة واضحة في الطلب ولاسيما من الشرق ويجري أيضاً شحن النفط لمسافات أطول. وعدد السفن الخاملة الآن ضئيل جداً وتشهد السوق شحاً كبيراً في المعروض».

وتنبأت وكالة الطاقة الدولية الأسبوع الماضي أن مخزونات النفط العالمية سيستمر تزايدها وقد تصل إلى ذروتها العام المقبل. وقد يشجع هذا أيضاً على تخزين النفط في ناقلات في البحر.

Email