دول الخليج تتجه لرفض خفض إنتاج أوبك حفاظاً على حصتها في الأسواق

تراجع جديد للنفط بضغط بيانات أوروبية وزيادة المخزون

خفض الإنتاج موضوع حيوي على أجندة اجتماع «أوبك» المقبل بلومبيرغ

ت + ت - الحجم الطبيعي

 واصل خام برنت تراجعه أمس لليوم الرابع على التوالي بعد بيانات التصنيع الصادرة عن منطقة اليورو وتراجع الخام الأميركي أيضاً بعد ارتفاع المخزونات في الولايات المتحدة.

وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت تسليم يناير بمقدار 0.28% إلى 77.88 دولار للبرميل خلال التعاملات.

كما تراجعت العقود الآجلة للخام الأمريكي تسليم ديسمبر بمقدار 0.12% إلى 74.49 دولار للبرميل.

وأعلنت إدارة معلومات الطاقة أمس ارتفاع مخزونات النفط في الولايات المتحدة بمقدار 2.6 مليون برميل إلى 381.1 مليون برميل في الأسبوع الماضي، في حين أشارت التوقعات إلى انخفاضها 1.5 مليون برميل.

وأعلنت إدارة معلومات الطاقة أمس الأول ارتفاع مخزونات النفط في الولايات المتحدة بمقدار 2.6 مليون برميل إلى 381.1 مليون برميل في الأسبوع الماضي، في حين أشارت التوقعات إلى انخفاضها 1.5 مليون برميل.

وانخفضت العقود الآجلة للخام الأميركي تسليم ديسمبرــ التي انتهت صلاحيتها أمس - بمقدار 0.07% إلى 74.53 دولاراً للبرميل خلال التعاملات، بينما ارتفع سعر خام برنت تسليم يناير 0.13% عند 78.20 دولاراً للبرميل.

وطبقاً لمحللين سترفض دول الخليج بقيادة السعودية على الأرجح اجراء اي تخفيض في مستويات إنتاج منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) خلال اجتماعها الأسبوع المقبل إلا في حال حصولها على ضمانات للحفاظ على حصتها من السوق الذي يشهد منافسة كبيرة.

وموقف السعودية والكويت والإمارات وقطر يبدو محورياً للتوصل إلى اتفاق داخل أوبك لخفض الإمدادات بهدف دعم أسعار الخام التي خسرت ثلث قيمتها منذ يونيو.

وتنتج الدول الأربع 16,2 مليون برميل يومياً ما يمثل 52% من انتاج أوبك التي تضم 12 عضواً إلا أنها تمثل ثلثي صادرات المجموعة بحسب أرقام من أوبك ومن وكالات اخرى.

وقال الخبير النفطي كامل الحرمي إن «أعضاء اوبك يتوقعون من السعودية والكويت والإمارات أن تأخذ على عاتقها القسم الأكبر من اي خفض في الإنتاج وهذه الدول قادرة على ذلك».

واضاف «الا انه من غير المتوقع لدرجة كبيرة ان تقبل دول الخليج بهذا الخفض في الانتاج ما لم تبادر دول أخرى في اوبك الى ذلك، ان دول الخليج بحاجة لضمانات من الدول المنتجة الاعضاء وغير الأعضاء في اوبك بأنها لن تملأ الفراغ».

وشدد الحرمي لوكالة فرانس برس على انه «ليس من مصلحة دول الخليج ان تخفض الإنتاج لآنها قد تخسر حصتها البالغة الأهمية في السوق».

التباطؤ العالمي

وانخفضت أسعار الخام الى أدنى مستويات منذ أربع سنوات بسبب مجموعة من العوامل بما في ذلك البطء في نمو الاقتصاد العالمي والارتفاع الكبير في انتاج النفط من مصادر غير تقليدية مثل النفط الصخري إضافة الى قوة الدولار.

ودعت فنزويلا الى اجتماع للدول المنتجة للنفط في أوبك وخارج اوبك لمواجهة مسألة انخفاض الأسعار، ووجهت نداء مشتركاً مع الإكوادور الى اوبك لخفض انتاجها.

من جهته، قال خالد بودي مدير شركة الأفق للاستشارات الإدارية ان «الخوف من اقدام الدول غير المنتمية الى اوبك الى رفع إنتاجها سيجعل دول اوبك حذرة جداً ازاء الموافقة على خفض الإمدادات».

قرار صعب

وقال وزير النفط الكويتي علي العمير الأسبوع الماضي: إن توصل أوبك الى قرار لخفض الإنتاج «سيكون صعباً جداً».

ولم تعلق السعودية، وهي أكبر مصدر للخام في العالم، حتى الآن على مسألة الخفض الا انها تسببت بانخفاض أسعار الخام في وقت سابق هذا الشهر عندما خفضت سعر خامها المصدر الى الولايات المتحدة للحفاظ على حصتها من السوق.

وقال الخبير مايكل ماكارثي من سيدني ان «التركيز في الوقت الحالي هو على السعودية وعلى ما اذا كانت ستتأثر بالضغوط من داخل أوبك وخارجها من أجل خفض الإنتاج».

وأضاف لوكالة فرانس برس ان «المعركة اليوم هي من أجل الحصة في السوق، واذا خفضت (دول الخليج) الإنتاج فإنها ستخسر حصتها من السوق».

وتراجعت أسواق الخام والمشتقات النفطية بسبب وجود إمدادات وفيرة وتراجع في الطلب.

وتصدر السعودية ثلثي انتاجها الى آسيا واقل من 20% الى الولايات المتحدة و10% فقط الى أوروبا، بحسب الإدارة الأميركية لمعلومات الطاقة.

أما الكويت، فهي ترسل 75% من صادراتها الى آسيا، فيما تذهب كل الصادرات الإماراتية والقطرية تقريباً الى آسيا.

الإنتاج الأميركي

وارتفع إنتاج النفط في الولايات المتحدة فوق عتبة 8,5 ملايين برميل يوميا هذه السنة بفضل ارتفاع انتاج النفط الصخري.

وبموازاة ذلك انخفض صافي وارداتها النفطية بمقدار 1,2 مليون برميل يومياً ليصل إلى 5,2 ملايين برميل بحسب ارقام منظمة الدول المصدرة للنفط.

وانخفضت الصادرات السعودية إلى الولايات المتحدة من 1,25 مليون برميل يومياً في يوليو إلى أقل من 900 ألف برميل في أغسطس، إلا أنها تبقى ثاني أكبر مصدر للخام الى الولايات المتحدة بعد كندا. وفي ظل كون السوق الأوروبية صغيرة جداً ومتراجعة بالنسبة لدول الخليج، فإن الأسواق الوحيدة المتبقية هي منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

وتضخ منظمة أوبك التي تجتمع في 27 نوفمبر في فيينا، حوالي ثلث النفط العالمي ويبلغ إنتاجها حالياً ما دون عتبة 31 مليون برميل يومياً.

ويرى خبراء أن خفض الإنتاج بمقدار مليون إلى 1,5 مليون برميل يومياً يمكن أن يوقف تراجع الأسعار إلا أنه لن يكون كافياً لإعادة دفع الأسعار إلى الارتفاع.

السياسة الإنتاجية

تجتمع أوبك يوم 27 نوفمبر لتقرر سياستها الانتاجية وسط دعوات من بعض الدول الأعضاء لخفض الإمدادات بهدف دعم أسعار النفط التي هبطت إلى أقل من 80 دولاراً للبرميل مقارنة مع 115 دولاراً في يونيو.

الصين تنجز أول مشروع لتكوين احتياطي نفطي

 استكملت الصين أول مشروع كبير لتكوين مخزون نفطي احتياطي حسبما ذكرت تقارير إخبارية أمس. وذكر مكتب الإحصاء الوطني أن الطاقة التخزينية للمشروع تبلغ 16.4 مليون متر مكعب بما يعادل حوالي 12.43 مليون طن من النفط الخام.

ويتكون المشروع من 4 قواعد تخزين وهي قاعدتا شونشان وشينهاي في إقليم شينجيانج شرق الصين وقاعدة ديلان في إقليم لياونينج شمال شرق الصين وقاعدة هوانج داو في إقليم شانج دونج شرق الصين. وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة /شينحوا/ أن برنامج إنشاء مخزون استراتيجي من النفط للصين بدأ عام 2004 كوسيلة للحد من مخاطر اضطراب إمدادات النفط وتقليل تأثير التقلبات في أسعار الطاقة العالمية.

وبحسب استراتيجية تنمية الطاقة الصينية للفترة من 12014 إلى 2020 والتي أعلنها مجلس الدولة أمس فإن الصين ستزيد مخزونها النفطي من خلال المرحلتين الثانية والثالثة من مشروع تكوين الاحتياطي النفطي.

Email