إنتاج الوقود السائل الأميركي يعوّض الاختلالات المفاجئة

أسواق النفط تتحصن ضد اضطرابات العرض

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

سلّط تقرير جديد صادر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية الضوء على الارتفاع الاستثنائي في إنتاج الوقود السائل الأميركي خلال السنوات القليلة الماضية وكيف ساعد على تعويض اضطرابات العرض المفاجئة والتي وصلت إلى أعلى مستوياتها منذ حرب الخليج من 24 سنة.

وقام التقرير بعمل رائع في وصفه لما سبق لنا معرفته بدقة حول أن أسواق النفط أصبحت منذ 2011 أقل حساسية للسعر بشأن اضطرابات العرض المحتملة خاصة لتلك الأحداث الجيوسياسية العديدة التي حدثت منذ الربيع العربي والإطاحة بمعمر القذافي في عام 2011.

وقال اولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع الأساسية في ساكسو بنك إنه منذ عام 2011 وحتى يوليو الماضي، نما الانتاج الاميركي للوقود السائل-النفط الخام والغاز المسال والوقود الكيماوي-بما يزيد على 4 ملايين برميل يومياً تأتي ثلاثة ملايين منها من النمو في إنتاج النفط الخام بشكل رئيسي من تقنيات الإنتاج المبتكرة كاستخراج النفط الصخري.

النفط الصخري

وتشير البيانات إلى الارتفاع الملحوظ في إنتاج النفط الصخري من أكبر ثلاث مناطق إنتاج في تكساس وشمال داكوتا من المتوقع أن يستمر ارتفاع زيادة إنتاج النفط الصخري حتى عام 2020 حيث سيستقر حينها قبل الهبوط في العقد اللاحق ومن الضروي أن تستمر الاسعار المرتفعة أو الانخفاض في تكلفة الاستخراج من الابتكارات المستمرة في تقنيات الانتاج من أجل أن يحدث هذا.

اضطرابات العرض

وأوضح رئيس استراتيجية السلع الأساسية في ساكسو بنك أنه بالعودة إلى اضطرابات العرض، تقدر إدارة معلومات الطاقة بأن اضطرابات التوريد المفاجئة تتراوح بين 3.2 ملايين برميل يومياً خلال الاشهر السبعة الأولى من 2014 تأتي الأغلبية العظمى منها من دول منظمة الأوبك خاصة ليبيا وإيران والعراق حيث شهدت ليبيا تدهور الانتاج فيها في أغسطس الماضي عندما بدأ المتمردون حصارهم للميناء الذي دام سنة والذي بدأ ينفك للتو في حين انقطع الانتاج الايراني في عام 2012 بعد فرض العقوبات الغربية كرد على الغموض الذي يكتنف نوايا إيران النووية.

محادثات إيران

ولفت تقرير ساكسو بنك إلى تواصل المحادثات بين إيران ومجموعة من الدول الغربية بالإضافة إلى الصين وروسيا من السنة الماضية وعبرت وزارة الخارجية الروسية عن بعض التفاؤل في المحادثات مما قد يؤدي إلى رفع حظر في نهاية المطاف.

تخمة العرض

وقال اولي هانسن إنه نتيجة زيادة الانتاج الاميركي والارتفاع اللاحق في صادرات المنتجات تناقص الطلب على الواردات الأجنبية خاصة من المنتجين في أفريقيا حيث ساعد هذا على خلق تخمة في العرض في حوض الاطلسي وهو السبب الرئيسي وراء تعرض النفط الخام إلى ضغط بيع في الاسابيع الحالية والسبب وراء انخفاض أسعار العقود الفورية لخام برنت تحت المؤجل منها لأول مرة منذ 2010.

يتراوح خام برنت، وهو العلامة الحالية للسعر ويحدد غالبية التعاملات النفطية العالمية بمعدل 110 دولارات للبرميل منذ 2011 في الوقت الذي نشهد فيه ارتفاعات في السعر وحالات بيع شرهة في هذا الوقت، استمر التقلب في الانخفاض بسبب مساعدة زيادة الانتاج في الدول خارج منظمة الاوبك في تلطيف المخاطر في السوق.

تعويض العجز

قال اولي هانسن إن البيانات تشير إلى أن سعر النفط خلال الاحداث الجيوسياسية العديدة منذ 2011 يوضح بأن مرات الذروة أصبحت أكثر وأكثر مع قدرة المنتجين الكبار كالمملكة العربية السعودية من تعويض أي عجز محتمل يحصل.

وأضاف إنه مع تعويض العجز في الامدادات فإن ذلك يساعد على إبقاء السعر مستقراً وبعد كل ارتفاع أجبر المتداولون المضاربون كصناديق التحوط على الخروج من المواقف الخاسرة حيث كان هذا المحرك الرئيسي خلف هبوط السعر على الأقل حتى عملية البيع الشرهة الحالية.

Email