استمرار ارتفاع عقود النفط الآجلة إثر الطلب الأميركي والتوترات

النفط فوق 108 دولارات بفعل أزمات عالمية

حقل نفطي في منطقة كالجاري في مقاطعة البرتا الكندية رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

ارتفع خام برنت فوق 108 دولارات للبرميل أمس مدعوماً بتصاعد التوترات السياسية العالمية بشأن أوكرانيا والقتال في غزة، بينما استفاد الخام الأميركي من توقعات بتراجع مخزونات الولايات المتحدة.

واجتمع وزراء الخارجية الأوروبيون في بروكسل أمس، وقد تقرر بريطانيا وألمانيا وفرنسا بصدد زيادة العقوبات على روسيا أكبر بلد منتج للخام في العالم.

ويحتدم العنف في الشرق الأوسط مع قيام إسرائيل بقصف قطاع غزة ليرتفع عدد القتلى الفلسطينيين إلى أكثر من 500 والخسائر في صفوف الإسرائيليين إلى 13 قتيلاً.

وقال كارستن فريتش المحلل لدى كومرتس بنك في مذكرة أمس: «الأزمة في أوكرانيا وقطاع غزة بالتزامن مع خطر تشديد العقوبات على روسيا تسببت في ارتفاع أسعار النفط».

وارتفع سعر خام برنت 66 سنتاً إلى 108.33 دولارات للبرميل، في حين ارتفع الخام الأميركي تسليم أغسطس 51 سنتاً إلى 105.10 دولارات للبرميل. ويحل اليوم أجل عقد أقرب استحقاق للخام الأميركي.

وفي ليبيا. قال متحدث باسم المؤسسة الوطنية للنفط إن إنتاج البلاد تراجع إلى 450 ألف برميل يومياً بانخفاض نحو 20 بالمئة منذ الأسبوع الماضي مع تأثر العمليات بتصاعد العنف.

لكن من المتوقع تشغيل مرسى البريقة النفطي في غضون «أيام قليلة» بعد أن توصلت الحكومة إلى اتفاق مع حراس محتجين لإنهاء حصارهم للميناء، في حين يجري بالفعل تحميل أول شحنة من حقل الشرارة الذي أعيد فتحه في الفترة الأخيرة.

وقال أوليفييه جاكوب من بتروماتركس في سويسرا: «توقعات عودة الإمدادات الليبية ضغطت بعض الشيء على برنت، لكن مازال هناك الكثير من القتال».

الطلب الأميركي

وواصلت عقود النفط الخام الآجلة مسارها التصاعدي إثر المؤشرات على ازدياد الطلب الأميركي على النفط وفي وقت يبحث فيه مسؤولو الاتحاد الأوروبي في تشديد العقوبات على روسيا.

وذكرت وكالة داو جونز الإخبارية أن في بورصة نيويورك التجارية نايمكس بلغ سعر برميل عقود الخام الخفيف الآجلة تسليم أغسطس 105.09 دولارات، مرتفعاً بواقع 0.50 دولار خلال جلسة غلوبكس الإلكترونية، بدوره علا خام برنت للتسليم في سبتمبر في بورصة أيس اللندنية للعقود الآجلة بواقع 0.24 دولار إلى 107.92 دولارات للبرميل الواحد.

وذكرت إدارة معلومات الطاقة الأميركية التي من المزمع أن يصدر عنها استطلاع المخزونات الأسبوعي اليوم الأربعاء أن طاقة تشغيل المصافي الأميركية بلغت في الأسبوع المنتهي في 11 يوليو 93.8 % من قدرتها الإجمالية، مسجلةً أعلى مستوياتها للأسبوع المذكور منذ العام 2005.

أما المعهد الأميركي للبترول -الهيئة المتخصصة في قطاع النفط والغاز- فسينشر بياناته الأسبوعية في وقت لاحق من اليوم، حيث تتوقّع الأسواق مواصلة المخزونات الأميركية تراجعها، ما يدعم أسعار النفط.

ومن المنتظر أن يوافق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي على فرض عقوبات على مجموعة رجال أعمال روس نافذين اليوم رداً على الاشتباه بإقدام الثوار المدعومين من موسكو على إسقاط طائرة تابعة لشركة ماليزيا إيرلاينز شرقي أوكرانيا، إلا أن مدى العقوبات وتأثيرها في قطاع الطاقة غير واضحين، لا سيما وأن روسيا هي إحدى أكبر الدول المنتجة للنفط والغاز في العالم.

وقال يوهانس بينيني، مسؤول الاستشارات في جاي بي سي إنرجي إن روسيا تقوم بتصدير نحو خمسة ملايين برميل من الخام يومياً، وإذا أردتم فرض عقوبات عليها، أي منعها من تصدير الخام، فإن السوق لا يملك أي بديل عن إمدادات بهذا الحجم.. مضيفاً أن أوروبا وحدها تستورد ما يصل إلى 3.5 ملايين برميل يومياً من الخام الروسي، وسيكون شراء النفط من مكان آخر أكثر تكلفة بكثير بالنسبة إليها، في خطوة قد تؤذي المصافي الأوروبية التي سبق أن تعافت من هوامش ضعيفة وعدة إقفالات.

يُذكر أن مخزون البنزين المعدل في نايمكس لأغسطس، وهو عقد البنزين المرجعي، قد ارتفع بواقع 91 نقطة إلى2.9005 دولار للغالون، كما سجل وقود التدفئة لأغسطس 2.8645 دولار، متقدماً بواقع 57 نقطة.

وجرى تداول الغاز أويل في بورصة أيس أغسطس عند884.25 دولاراً للطن المتري، مرتفعاً بواقع 4.75 دولارات عن المستوى الذي أقفل عنده أمس.

استثمار صيني

ووقع وزير وزير الصناعة والتجارة المغربي أمس مع المجموعة الصينية «شانغدونغ شانغونغ» مذكرة تفاهم من أجل استثمار مليار و300 مليون درهم (117 مليون يورو)، لإنشاء وحدة لصناعة هياكل وخطوط الأنابيب الموجهة لنقل الغاز والنفط.

ويتمثل هذا المشروع الذي أعلن عنه الطرفان خلال ندوة صحافية أمس في العاصمة الرباط، في إحداث وحدة عصرية لتصنيع الهياكل وخطوط الأنابيب من الصلب، بالمنطقة الحرة «طنجة أوتوموتيف سيتي» على مساحة تقدر بـ14 هكتاراً.

وسيوجه إجمالي إنتاج الوحدة الصناعية التي تقدر طاقتها الإنتاجية السنوية بـ250 ألف طن من أنابيب الصلب للتصدير نحو السوقين الأوروبي والإفريقي. كما أنها ستوفر 228 منصب شغل موجهة كلها للمغاربة، حسب حفيظ العلمي وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي.

وتعتبر المجموعة الصينية «شانغدونغ شاغونغ» رائدة عالمياً في مجال صناعة الصلب، حيث تحقق رقم معاملات سنوي يقدر بـ7 مليارات دولار.

ويأتي هذا المشروع الأول من نوعه لمستثمر صيني في المغرب، حسب وزير الصناعة المغربي، «في إطار مشروع تطوير الشراكة المغربية الصينية، أحد الأوراش المهيكلة لمخطط تسريع التنمية الصناعية 2014-2020»، الذي تم تقديمه في أبريل الماضي.

وتهدف هذه الاستراتيجية حسب الحكومة المغربية «إلى استقطاب الاستثمارات الصينية المباشرة والاستفادة من التوسع الدولي للصناعات الصينية».

وأوضح وزير الصناعة أن «المغرب مرشح لاستقطاب استثمارات جديدة ومشاريع صناعية مهمة تعتزم الصناديق الاستثمارية الصينية إنجازها بالقارة الإفريقية».

وحسب البيانات الرسمية، بلغ حجم التبادل التجاري بين المغرب والصين نحو 3,7 مليارات دولار في 2013، منها نحو 600 مليون دولار صادرات مغربية فقط.

وتعد الصين ثالث دولة مصدرة للمغرب مباشرة بعد فرنسا وإسبانيا، إذ أصبحت منذ 2003، على الرغم من البعد الجغرافي الكبير، شريكاً تجارياً رئيسياً للرباط.

وفاق عدد الشركات الصينية في المملكة 20 شركة، تنشط في مجال بناء الطرق والقناطر، إلى جانب شركات كبرى مثل «هيوواي» التي تشتغل في مجال الاتصالات.

اليابان تشتري خامات خفيفة للتخزين

طرحت مؤسسة النفط والغاز والمعادن اليابانية مناقصة أمس لشراء نحو 630 ألف برميل من الخام الخفيف من الشرق الأوسط، وذلك للاحتياطي الاستراتيجي. وتقول وثيقة على موقع المؤسسة إن المناقصة ستجري في الثامن من أغسطس وتفتح العروض في نفس اليوم. وتأتي المناقصة بعد شهر من بيع اليابان نحو 1.89 مليون برميل من الاحتياطي الاستراتيجي من خام الخفجي الثقيل عالي الكبريت، وذلك لإحلال خامات خفيفة محله.

وتقوم اليابان في السنوات الأخيرة باستبدال الخامات الثقيلة في احتياطياتها بالتزامن مع تنامي حصة الخامات الخفيفة في وارداتها. ولا ترتبط المناقصة بأي سحب طارئ بالتنسيق مع وكالة الطاقة الدولية. وبحسب الوثيقة، تطلب مؤسسة النفط والغاز اليابانية تسليم شحنات الخام الخفيف في منشأة شيبوشي لتخزين النفط في كاجوشيما بجنوب اليابان خلال الفترة من العاشر من أكتوبر إلى 20 ديسمبر. طوكيو - رويترز

دبي ملتزمة بشفافية تسعير عادلة لنفطها

 

أعلنت دائرة شؤون النفط في حكومة دبي أمس أنها أخطرت عملاءها بأن السعر الرسمي لبرميل نفط دبي الخام الذي سيتم تسليمه في أكتوبر المقبل سيكون مساوياً لمتوسط سعر التسوية اليومي لعقد عمان الآجل في بورصة دبي للطاقة للعقود المتداولة خلال الشهر المقبل.

وأبلغ عبدالله عبدالكريم مدير عام دائرة شؤون النفط في حكومة دبي وكالة أنباء الإمارات «وام» أن الدائرة تحدد سعر نفط دبي الخام في الأسواق بالتوازي مع أسعار نفط عمان، ما يعزز الالتزام بشفافية عملية التسعير ووضع قيمة عادلة للنفط الخام في الشرق الأوسط، في وقت يحظى فيه عقد عمان الآجل للنفط الخام في بورصة دبي للطاقة بقبول عالمي واسع ومتزايد كآلية عادلة لتحديد أسعار النفط الخام في أسواق منطقة شرق السويس.

ويحدد السعر الشهري الرسمي لنفط خام دبي ـ مع الانتقال إلى تسعير العقود الآجلة ـ بشكل مسبق، إذ يتم وضع سعر تفاضلي قبل ثلاثة أشهر «إم ـ 3»، في حين يحدد السعر الشهري الرسمي النهائي في نهاية الشهر الثاني «إم ـ 2».

ويعد عقد عمان الآجل للنفط الخام معياراً مرجعياً لتسعير النفط الخام من قبل للدول المنتجة للنفط الخام ويمنحها سعراً تفاضلياً يعكس جودة المنتج.

وتحدد بورصة دبي للطاقة كل يوم عند الساعة 30ر12 ظهرا بتوقيت دبي سعر التسوية اليومية لعقد عمان وهو متوسط سعر الصفقات التي تتم خلال خمس دقائق من الساعة 25ر12 إلى 30ر12 بتوقيت دبي.. وفي آخر يوم تداول من الشهر تدوم نافذة التسوية لمدة ثلاثين دقيقة ما بين الساعة 00ر12 إلى الساعة 30ر12 بعد الظهر بتوقيت دبي. وتعتبر بورصة دبي للطاقة البورصة الأولى لعمليات التداول الآجلة للسلع والطاقة في الشرق الأوسط، حيث توفر بيئة تجارية تتسم بالشفافية والأمان المالي وتخضع لقوانين محكمة.

Email