الدولة تطور نماذج مبتكرة لتحقيق أفضل استثمار في المستقبل

«مركز الجاهزية» يؤسس لشبكة عالمية من المستشرفين

ت + ت - الحجم الطبيعي

أطلقت حكومة دولة الإمارات مركز الإمارات للجاهزية للمستقبل الهادف إلى تطوير البرامج والسياسات وأطر العمل الكفيلة بإعداد الجهات الحكومية لتحديات المرحلة المقبلة التي ستترتب على توسع انتشار تقنيات الثورة الصناعية الرابعة.

جاء ذلك، ضمن فعاليات الدورة الثانية لاجتماعات مجالس المستقبل العالمية التي عقدت برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، يومي 11 و12 نوفمبر الحالي.

تطوير وابتكار

وأكد معالي محمد عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل الرئيس المشارك لمجالس المستقبل العالمية أن حكومة دولة الإمارات تواصل تطوير وابتكار المنهجيات والنماذج الهادفة لتحقيق أفضل استثمار في المستقبل، عبر تعزيز مستوى جاهزية الجهات في الاستعداد له، بما يحقق رؤية القيادة وتوجهاتها المستقبلية.

وقال معاليه إن «مركز الإمارات للجاهزية للمستقبل» سيسهم في تعزيز قدرات حكومات المنطقة العربية والعالم في بناء أجيال من الكوادر والقيادات المستقبلية القادرة على التكيف مع المتغيرات والتطورات السريعة، وسيمثل حافزاً لتطوير القطاعات الحيوية وتمكينها من تلبية متطلبات المستقبل من خلال تهيئة البيئة المناسبة لتشجيع الابتكار وترسيخ مكانة البحث والتطوير العلمي باعتباره ركناً أساسياً للارتقاء بأداء المجتمعات.

وأضاف أن المركز يعكس فهم حكومة دولة الإمارات لدورها في المنطقة والعالم الهادف إلى نشر وتعميم الثقافة المستقبلية، ودعم تشكيل توجهات جديدة من خلال توفير الأبحاث والدراسات المستقبلية الكفيلة بتمكين الحكومات والمؤسسات من تبني استشراف المستقبل في استراتيجياتها وسياساتها وبرامج عملها.

النمو المستقبلي

وسيعمل المركز على بناء القدرات ورصد الجاهزية للمستقبل من خلال تطوير التقارير والدراسات الاستباقية الخاصة بتحديد مجالات النمو المستقبلي والآثار والخيارات الاستراتيجية والمستقبلية، وإجراء البحوث المستقبلية في كافة المجالات ذات العلاقة ووضع منهجيات الاستشراف الاستراتيجي وتوفير المسوح للتوجهات المستقبلية والتكنولوجيا والتحديات المحتملة ونشر المعرفة وإعداد ورش عمل تفاعلية ومبتكرة لاستشراف المستقبل ومواصلة التغيير والاندماج في عملية صنع القرار.

كما سيعمل المركز على إيجاد شبكة عالمية من الخبراء لاستشراف المستقبل محلياً وإقليمياً وعالمياً، وخلق بيئة لتواصل الخبراء في المنطقة وإجراء الحوارات الاستراتيجية.

قياس الجاهزية

وسيمكن «مركز الإمارات للجاهزية للمستقبل» من قياس جاهزية الحكومة للمستقبل استناداً إلى أربعة تدخلات مختلفة هي: وضع القواعد والتوجهات الأساسية وتحديد العوامل التمكينية والتركيز على المستقبل واعتماد الحكومة محرّكاً رئيسياً ونموذجاً يُحتذى.

ويشتمل كل تدخل على مجموعة من المحركات الرئيسية يمكن الاستعانة بها في تطوير استراتيجيات القطاعات المستقبلية عند وضع القواعد والتوجهات الأساسية، وإجراء التعديلات اللازمة على البيئة التشريعية بما يتماشى مع المستقبل ورسم إطار بيئة السوق.

أما المحرّكات المتعلقة بتحديد العوامل التمكينية فتتنوع بين تطوير البنية التحتية، وتوفير الأيدي العاملة المدرّبة، ودعم عمليات البحث والتطوير في القطاعات، وتيسير الحصول على رؤوس الأموال.

وتتضمن الفئة الثالثة من التدخلات المعنية بالتركيز على المستقبل، محفزات الطلب على الخدمات والمنتجات المستقبلية، وكذلك تحفيز سلاسل القيمة المحلية للتطبيقات التي تركز على المستقبل.

وتشمل الفئة الرابعة من التدخلات «الحكومة محرّكاً رئيسياً ونموذجاً» كلاً من تصميم وتبادل المنتجات والخدمات الخاصة، وتطوير شراكات بين القطاعين الحكومي والخاص.

الإمارات تؤهل الجيل الأول عالمياً من سفراء المستقبل

أكد معالي محمد عبد الله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، الرئيس المشارك لاجتماعات مجالس المستقبل العالمية، أن الإمارات تواصل مسيرتها الريادية في رسم ملامح مستقبل المنطقة والعالم، والمساهمة بفاعلية في عولمة المعرفة.

وأعلن معاليه إطلاق حكومة دولة الإمارات برنامجاً وطنياً هو الأول من نوعه عالمياً لتأهيل جيل من سفراء المستقبل، ما يرسخ موقع الدولة ومكانتها مركزاً عالمياً للمعرفة والعلوم واستشراف وصناعة المستقبل، ومنصة رئيسية تجمع نخبة المفكرين والباحثين والخبراء المتخصصين لبحث وتحديد الآفاق المستقبلية في مختلف المجالات.

وأشار إلى أن مبادرة سفراء المستقبل العالميين تأتي في إطار رؤية الدولة القائمة على تعزيز مساهمتها في بناء جسور التواصل والتعاون بين الأمم وبلورة الأفكار والرؤى الابتكارية وترجمتها إلى مبادرات ومشاريع تساهم في بناء مستقبل أفضل.

وتتضمن مهام سفراء المستقبل العالميين تمثيل دولة الإمارات في المنتديات الإقليمية والدولية في مجال مستقبل القطاعات التي يعملون بها، وتعزيز موقع الدولة كمنصة عالمية لاستشراف المستقبل، إضافة إلى المساهمة في تعزيز الوعي بأهمية استشراف المستقبل، ودعم التوجهات الاستراتيجية المستقبلية لدولة الإمارات.

ويشكل السفراء واجهة معرفية مستقبلية عالمية لدولة الإمارات في القطاعات التي يتخصصون بها، وتمتد مهامهم لثلاث سنوات مع إمكانية التجديد لدورة أخرى، ويتميزون بالمعرفة والتخصص والخبرة في مجال استشراف المستقبل، إلى جانب الإلمام بأثر العلوم والتكنولوجيا المستقبلية المتقدمة.

وستعمل وزارة شؤون مجلس الوزراء والمستقبل في إطار خطة متكاملة للمبادرة، على إدارة وتنسيق أجندة سفراء المستقبل العالميين من خلال تعريفهم بتوجهات الحكومة المستقبلية، إلى جانب تطوير برنامج تأهيل وبناء قدرات للسفراء وتحديد مسارات عملهم، وإشراك سفراء المستقبل العالميين في الاجتماعات المرتبطة ببناء الشراكات المستقبلية.

Email