خبراء اقتصاد ومسؤولون عرب لــ«البيان الاقتصادي»:

وجهة المستقبل «نيوم» نقلة تاريخية للاستثمار بالمنطقة

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تمر سوى أيام قلائل منذ إعلان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إطلاق مشروع «نيوم» باستثمارات 500 مليار دولار، حتى لقي الحدث اهتماماً كبيراً داخل الأوساط الاقتصادية الإقليمية والعالمية، نظراً لما سيمثله هذا المشروع من نقلة نوعية للمملكة بشكل خاص، ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام.

ويقول خبراء اقتصاد ومسؤولون عرب لـ «البيان الاقتصادي»، إن المشروع، الذي سيتم تمويله بالشراكة بين صندوق الاستثمارات العامة السعودية، ومستثمرين محليين وعالميين، سيكون بمثابة فرصة استثمارية جيدة لكثير من الشركات على مستوى المنطقة والعالم، وسيجذب استثمارات بمليارات الدولارات، ليصبح بمثابة نقلة تاريخية في مجال الاستثمار بالمنطقة.

أما «نيوم»، فهو منطقة خاصة تقع شمال غربي المملكة، ويشتمل على أراضٍ داخل الحدود المصرية والأردنية، وسيوفر العديد من فرص التطوير بمساحة إجمالية تصل إلى 26500 كيلو متر مربع.

فرص استثمارية

وقال رجل الأعمال حمد العوضي عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة أبوظبي، إن مشروع «نيوم» سيكون بمثابة فرصة استثمارية جيدة لكثير من الشركات على مستوى المنطقة والعالم، لا سيما أن المشروع يدخل في حدود 3 دول، تتمتع برؤوس أموال جيدة وطاقة بشرية كبيرة، وهو ما سيدعم نجاح المشروع.

وأضاف العوضي أن المشروع يعد بمثابة بارقة أمل لاقتصادات المنطقة، لا سيما في ظل الظروف والأوضاع الراهنة، كما أنه سيكون بمثابة حلقة الوصل بين عرب أفريقيا وعرب آسيا، إذ سيعد بمثابة نقطة تواصل هامة جداً.

وتابع العوضي: في ظل انخفاض أسعار النفط وحالة الانكماش في الاقتصاد العالمي، لم نجد مشروعاً يعلن بهذا الحجم الضخم، بمشاركة أطراف محليين وإقليميين ودوليين، وهذا دليل على التخطيط المحكم والجيد للمشروع.

وأشار العوضي إلى أن المستثمرين الإماراتيين أمامهم فرص كبيرة للاستثمار في مشروع «نيوم»، من خلال الدخول في شراكات مع سعوديين، أو عن طريق الاستثمار المباشر.

وجهة المستقبل

من جانبها، توقعت أسماء خضر الزهراني عضو سيدات الأعمال بالغرفة التجارية الصناعية بأبها، وممثل شباب الأعمال بمجلس شباب منطقة عسير، أن يكون مشروع وجهة المستقبل «نيوم»، وجهة المستثمرين من جميع أنحاء العالم، نظراً لما يتمتع به اقتصاد المملكة من قوة ومتانة، تجعل منه بيئة جاذبة وملاذاً آمناً للمستثمرين.

وأضافت الزهراني أن المشروع يتمتع بالعديد من المزايا، تبدأ من حجم وموقع النطاق الجغرافي الاستراتيجي الذي تم اختياره لإقامته، ليكون ملتقى لحضارات الشرق والغرب، مروراً بالتركيز على البناء التقني لمنظومة المشروع، وتنتهي بالتركيز على استقطاب أفضل العقول البشرية، ليكون الاستثمار الحقيقي للإنسان.

وأضافت الزهراني أن هذا المشروع الضخم، بما رُسم له من رُؤى وأهداف، صُمم بشكل خاص، ليترجم رؤية وتطلعات المملكة، وكذلك ليتناسب مع مكانتها الاقتصادية محلياً وإقليمياً ودولياً.

فرص جذب

وقال رجل الأعمال السعودي، المهندس محمد رشيد البلاع رئيس مجلس إدارة المجموعة الوطنية للتقنية: ستوفر هذه المنطقة الخاصة، فرصاً جاذبة للمستثمرين، من أهمها الوصول إلى السوق السعودي بشكل مباشر أولاً، والأسواق العالمية ثانياً، كون المنطقة مركز ربط للقارات الثلاث، بالإضافة إلى البيئة التنظيمية التي تتيح لهم المشاركة في صياغة الأنظمة والتشريعات.

وأضاف البلاع أن أصحاب الأعمال والاستثمار، سيحظون بدعم تمويلي لإقامة المشاريع التي تخدم أهداف مشروع «نيوم»، بالإضافة لذلك، فإن حكومة المملكة، تولي هذا المشروع اهتماماً بالغاً، ودعماً كبيراً على جميع المستويات، مشيراً إلى أن المشروع يهدف بشكل أساسي، إلى معالجة مسألة التسرب الاقتصادي في المملكة العربية السعودية، إلى جانب تطوير قطاعات اقتصادية رئيسة للمستقبل.

مقصد المستثمرين

وقال الخبير الاقتصادي السعودي، محمد الشميمري، إن هذا المشروع الضخم، يتمتع بعدد من المزايا التي ستجعله مقصداً للمستثمرين من كافة أنحاء العالم، لا سيما مع قربه من الأسواق ومسارات التجارة العالمية.

وأضاف الشميمري أن هذه المنطقة الخاصة، ستخضع إلى أنظمة وتشريعات مستقلة، وفق أفضل الممارسات العالمية التي تُصاغ من قِبل المستثمرين ومن أجل المستثمرين، حيث سيكون المشروع مستقلاً عن أنظمة المملكة، في ما عدا السيادية منها.

ولفت الشميمري إلى أن العمل بالمشروع بدأ بالفعل، وذلك من خلال بحث سبل التعاون والاستثمار مع شبكة واسعة من المستثمرين الدوليين، كما تم البدء بتأسيس بعض ركائز البنى التحتية الرئيسة.

نقلة نوعية

وقال المحلل الاقتصادي الكويتي، أحمد حسن كرم، إن مشروع «نيوم» سيحدث نقلة نوعية في المنطقة من الناحية الاستثمارية والاقتصادية، وسيجذب مليارات الدولارات الأجنبية، ما سيدعم بشكل كبير من معدلات النمو في المنطقة، ويعزز الاستثمارات.

وأضاف كرم: إن «نيوم» سيسهم في فتح آلاف المشاريع الاستثمارية الجديدة، وجذب آلاف الشركات العالمية، وهو ما سيسهم في طفرة اقتصادية كبيرة للاقتصاد السعودي في الفترة القادمة، متوقعاً أن يشهد المشروع إقبالاً منقطع النظير من المستثمرين الخليجيين والعرب، خصوصاً الإمارات والكويت ومصر.

مشروع واعد

وقال المحلل الاقتصادي علي الحمودي، الرئيس التنفيذي السابق لدى «أداء» للخدمات المالية، إن «نيوم» هو مشروع واعد، ويتماشى مع رؤية المملكة 2030، وسيعزز من نظرة المملكة لخلق فرص عمل واعدة، لفئة كبيرة من المواطنين السعوديين، 70 % منهم تحت سن الـ 35 عاماً.

خارطة العالم

وقال المحلل الاقتصادي مهند دياك، إن مشروع «نيوم»، يعتبر من أكبر المشاريع في تاريخ المملكة، وسيقوم بوضعها في قلب خارطة العالم، لا سيما أنه يغطي عدة قطاعات متنوعة.

وأضاف دياك أن المشروع سيكون ذا طابع تكنولوجي ذكي مستقبلي، يتوافق مع توجه الدول المتقدمة للتقنيات الذكية في جميع جوانب الحياة والأعمال، وستكون منطقة يلتقي بها أكبر الشركات والأعمال والعقول، ووجهة سياحية مستقبلية، بالإضافة إلى السياحة الدينية القائمة منذ عقود.

Email