تحت وطأة تذبذبات النفط

ثبات نسبي في الطروحات الأولية بأسواق الخليج

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يشهد سوق الطروحات الأولية في دول الخليج العربي نشاطاً قوياً خلال الأشهر الماضية من العام 2017، فيما لا تزال الأنظار تتجه نحو طرح «أرامكو» السعودية المزمع في بورصة الرياض.

وتعتزم الحكومة السعودية إدراج ما يصل إلى 5% من أرامكو في بورصة الرياض وسوق عالمية واحدة أو أكثر في الربع الثاني من العام المقبل 2018، فيما يتوقع المحللون والخبراء أن هذا الطرح قد يجمع 100 مليار دولار على أساس تقييم الشركة بتريليوني دولار.

ومن المنتظر أن يكون إدراج أرامكو أكبر طرح عام أولي في العالم ويأتي ضمن خطة الحكومة السعودية الطموحة التي تعرف باسم رؤية 2030 وتهدف إلى تنويع اقتصاد المملكة بعيداً عن النفط.

ويترقب سوق مسقط للأوراق المالية طرح اكتتاب 5 شركات في قطاع التأمين بالإضافة إلى اكتتاب شركة مسقط للكهرباء، التي يعول عليها في إعادة انتعاش مؤشر السوق، وسط توقعات أن تسهم تلك الاكتتابات في تعزيز السيولة وإيجاد منتجات إضافية بالإضافة إلى اتساع وجود شركات التأمين في السوق.

وتتنافس العديد من البورصات العالمية مثل اليابان وأميركا على اجتذاب حصة من طرح أسهم «أرامكو»، المتوقع أن يكون الأكبر في العالم، متفوقاً على اكتتاب شركة «علي بابا» الصينية للتسوق الإلكتروني.

ووفق تقرير صادر عن شركة بي دبليو سي الشرق الأوسط، استأثرت المملكة العربية السعودية بثلاثة اكتتابات عامة أولية على المستوى الخليجي، خلال الربع الثاني من العام الجاري، والتي وزعت ما بين السوق المالية السعودية الرئيسية «تداول» والسوق الموازية «نمو».

وسجل أداء الاكتتابات العامة الأولية في دول مجلس التعاون الخليجي خلال الربع الثاني من عام 2017 تباطؤاً في عدد الاكتتابات والعائدات الإجمالية المحققة. ولم تشهد جميع الأسواق الخليجية أية اكتتابات باستثناء السوق السعودية.

وعلى صعيد السوق السعودية الرئيسية «تداول»، كان الاكتتاب الوحيد في الربع الثاني من عام 2017 من نصيب صندوق جدوى ريت الحرمين، والذي طرح ما مجموعه 36 مليون سهم محققاً عائدات بقيمة 96 مليون دولار. إن الهدف الرئيسي للصندوق هو توفير دخل جارٍ للمستثمرين من خلال الاستثمار في أصول عقارية مدرة للدخل في المملكة العربية السعودية مع التركيز بشكل رئيسي على المدن المقدسة، مكة المكرمة والمدينة المنورة.

أما على صعيد السوق الموازية، فكان الاكتتاب الأول والأكبر خلال الربع الثاني من عام 2017 من نصيب شركة ثوب الأصيل، والتي طرحت 3 ملايين سهم، ما أدى إلى تحقيق عائدات بقيمة 68 مليون دولار. وتتمثل أنشطة الأصيل في استيراد الأقمشة والملابس الجاهزة وتصديرها والتجارة فيها بالجملة والتجزئة. وقد كان الاكتتاب الثاني من نصيب شركة الكثيري القابضة والتي طرحت أسهماً بقيمة 0.8 مليون دولار، ما أدى إلى تحقيق عائدات بقيمة 6.7 ملايين دولار. وتعمل الكثيري في مجال تصنيع مواد البناء وتوزيعها من خلال شركاتها التابعة.

وعلى صعيد الأسواق العالمية، ازداد نشاط الاكتتابات العامة الأولية خلال الربع الثاني من عام 2017 بنسبة تقارب 50% من حيث العائدات وعدد الاكتتابات بالمقارنة بالربع الثاني من عام 2016، وكان هناك 379 اكتتاباً حققت عائدات بقيمة 52.6 مليار دولار، وذلك بالمقارنة بالربع الثاني من عام 2016 والذي سجل عائدات بقيمة 35.2 مليار دولار من خلال 253 اكتتاباً والربع الثاني من عام 2015 والذي سجل عائدات بقيمة 68 مليار دولار من خلال 420 اكتتاباً.

وقد هيمنت منطقة آسيا والمحيط الهادئ مجدداً من حيث عدد الاكتتابات، حيث شكلت 57% بواقع 216 معاملة من المعاملات العالمية، فيما شكلت منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا ومنطقة الأميركيتين ما نسبته 22% بواقع 84 اكتتاباً و21% بواقع 78 اكتتاباً، على التوالي، بيد أنه ومن حيث العائدات كانت منطقة الأميركيتين متكافئة تقريباً مع منطقة آسيا والمحيط الهادئ، بحيث شكلت كلتاهما 36% من العائدات المحققة خلال الربع الثاني من عام 2017، إلا أن منطقة آسيا والمحيط الهادئ كانت أعلى بقليل بقيمة 19.1 مليار دولار، وذلك بالمقارنة بـ 18.7 مليار دولار أميركي في منطقة الأميركيتين. وأخيراً، شكلت منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا 28% (14.8 مليار دولار) من العائدات. وعلى مستوى العام ككل، تظهر منطقة الأميركتين في المرتبة الأولى من حيث العائدات المحققة.

Email