25 سنة يستبقها مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني

أكد عبدالله الساهي المدير التنفيذي لقطاع التخطيط والبنية التحتية بمجلس أبوظبي للتخطيط العمراني أن تبني أسلوب تخطيطي يرسخ العلاقة التاريخية بين الأرض ومياه الخليج في حياة سكان أبوظبي، حيث كانت الأجيال السابقة تمضي نصف العام في صيد السمك واللؤلؤ، والنصف الثاني في زراعة الواحات.

وأضاف أن الحديث عن عملية تخطيطية للبيئات العمرانية الحديثة لا يمكن إلا أن يقارب مفهوم المدن الذكية، حيث يجري مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني دراسات تراعي التطور لربع قرن ويحدث الخطط الاستراتيجيـة العمرانيـة كل 5 سنوات، مراعياً في ذلك الطاقة المتجددة وتخصيص 40% من المساحة لكافة وسائل النقل الحديث في المستقبل، كالسكك الحديدية الإقليمية ومسارات المترو وخطوط الترام، وزيادة مسارات المشاة.

وأوضح عبدالله الساهي، أن مفهوم التخطيط العمراني يستهدف تحديد ملامح التطور العمراني لإمارة أبوظبي على مدى كل 25 عاماً في المستقبل استناداً إلى دراسات وبحوث تساعد الجهات المعنية على اتخاذ قرارات مدروسة. ويأخذ مفهوم التخطيط العمراني في الاعتبار الجوانب البيئية، وكيفية استخدام الأراضي، وشبكات النقل، وأنواع المواصلات إلى جانب تحديد الحاجة من المساحات العامة المفتوحة، والمرافق الخدمية والمجتمعية، والبنية التحتية. وتُمكِّن مخرجات هذه الدراسات ونتائجها التخطيطية المجلس من توفير حلول متكاملة وشاملة تخدم أهداف التطوير العمراني الكبرى التي بدورها تخدم أهداف خطة أبوظبي الهادفة إلى ضمان توفر العوامل التي تقوم عليها المدن الحديثة من حيث استدامتها وتخطيط مجتمعاتها العمرانية.

أما بالنسبة لمفهوم التطوير العقاري فهو مرتبط بإقامة مبانٍ أو تنفيذ أية أعمال هندسية أو إنشائية فوق أو تحت سطح الأرض أو إحداث أي نوع من التغيرات، بصورة كاملة أو جزئية في إطار مخطط تطوير معين بهدف توفير مساكن أو مرافق أو إنجاز أعمال البنية التحتية الأساسية للمجتمع. ونخلص، من هذا المنطلق، إلى أن مفهوم التخطيط العمراني لا يبعد عن مفهوم التطوير العقاري بل هما مكملان لبعضهما.

توفير الدراسات

وقال عبدالله الساهي، إنه تعزيزاً لهذا التكامل بين المفهومين، تقوم إدارة البحث والتطوير في مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني على توفير دراسات ذات قيمة مضافة تركز على مستويات معدل العرض والطلب على العقارات في أبوظبي. وتقوم هذه الإدارة كذلك بتحليل بيانات العرض والطلب وتحديثها سنوياً لجميع القطاعات العقارية على اختلافها من خلال صياغة التقديرات بدقة بما يتفق مع نتائج تحليل البيانات، موضحاً أن تصورنا للتخطيط العمراني في المجلس على قدرة تحديد كيف ومتى وأين سيكون التطوير العمراني ضرورياً لتلبية الاحتياجات المتزايدة للسكان من خلال العمل على تخطيط مجتمعات عمرانية مستدامة ومتكاملة، ووضع سياسات واستراتيجيات التخطيط العمراني، واعتماد المخططات التطويرية الاستراتيجية، ومراقبة تنفيذ عناصرها وذلك بالتنسيق مع شركائنا في القطاعين العام والخاص.

وحول اعتماد المفاهيم الجديدة مثل الاقتصاد التشاركي، واعتماد الأفراد على مصادر طاقة متجددة، وأساليب النقل الحديثة، وغيرها، ضمن التخطيط العمراني أوضح، المدير التنفيذي لقطاع التخطيط والبنية التحتية بمجلس أبوظبي للتخطيط العمراني أن هذه المعايير يتم دمجها ضمن عملية التطوير العمراني. حيث يتبنى المجلس روح الابتكار كنهج لتحقيق الازدهار الاقتصادي. ويدعم قطاع الطاقة المتجددة ومبادراته، من خلال وضع السياسات والمبادئ التوجيهية واللوائح التي تمكنه والأطراف المعنيين من تطوير مشاريعهم وفقاً لإطار عمل محدد ومستدام يتماشى مع أهداف خطة أبوظبي الطموحة.

وتعتمد خطة العاصمة إطار تخطيط عمراني يخصص 40% من المساحة لكافة وسائل النقل الحديث في المستقبل، كالسكك الحديدية الإقليمية ومسارات المترو وخطوط الترام. ويهدف المجلس كذلك إلى زيادة المسارات المخصصة للمشاة من خلال توفير إمكانية وصول سهل للمشاة وإيجاد شوارع تراعي احتياجات الجميع.

وأضاف أن التخطيط العمراني، يمثل التعاون مفتاح نجاح التطوير العمراني في أبوظبي. فقد أطلقت حكومة أبوظبي خطة أبوظبي لتكون بمثابة دليل مرجعي لجميع الهيئات والجهات الحكومية في الإمارة والبالغ عددها 65 جهة حكومية. وتحدد الخطة 25 هدفاً أساسياً تتوزع على 5 قطاعات للعمل الحكومي بشكل يضمن التطوير المستمر لأبوظبي، ويتلخص دور الهيئات الحكومية والشركات التابعة لها في دعم بعضها البعض بما يتماشى مع أهداف خطة الإمارة.

مبدأ الاستدامة

وقال عبدالله الساهي إن مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني يحمل على عاتقه مهمة التخطيط العمراني المستدام في الإمارة، وعلى هذا الأساس قام المجلس بإعداد المخطط العام الاستراتيجي لأبوظبي بما يتماشى مع مبدأ الاستدامة كمحور رئيسي له تحت مظلة مبادرة برنامج «استدامة» التي أطلقها مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني، ويسعى المجلس من خلال المبادرة إلى الحفاظ على الأصول الثقافية والبيئية مع المحافظة على نمط الحياة التقليدي وهوية أبوظبي الثقافية حتى تستفيد الأجيال القادمة منه.

دراسات تخطيطية

يقوم مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني بإجراء الدراسات التخطيطية للمخططات العمرانية للمدن خلال الربع قرن القادم. كما يعمل على تحديث الخطط الاستراتيجيـة العمرانيـة (خطة العاصمة، خطة العين، خطة الظفرة، الخطة البحرية) كل 5 سنوات لضمان مواكبتها للتقدم التكنولوجي وتلبيتها للاحتياجات المستجدة والكثافات السكانية المختلفة..

تابعوا البيان الاقتصادي عبر غوغل نيوز