الحفاظ على تراث دبي عند التخطيط لمدينة عالمية للمستقبل

«دي3» تؤسس مجتمعات إبداعية متكاملة تجذب المبتكرين

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

شدد محمد سعيد الشحّي، الرئيس التنفيذي للعمليات في حيّ دبي للتصميم «دي3»، على أهمية الحفاظ على تراث دبي عند التخطيط الحضاري المستقبلي، لأن دبي تعد مدينة عالمية للمستقبل، إذ يمكن دمج العناصر التراثية في تصميم المشهد العمراني والحضاري، من خلال تكييف المكونات التقليدية مع المكونات الحديثة، ليتم في النهاية الحفاظ على هوية المدينة من خلال عملية تطوير تهتم بالاهتمامات التاريخية، وهذا يعني بالنسبة إلى «حي دبي للتصميم» ترسيخ هوية دبي المرحّبة بالابتكارات والإبداعات المحلية والعالمية، فمفهوم التطوير الحضاري المتكامل حجر الزاوية في تأسيس مجتمع إبداعي متكامل، وتجربة «حي دبي للتصميم» هي مثال ملموس على نجاح دبي في تطبيق المبادرات الاستراتيجية للتخطيط الحضاري المدروس، واستشراف المستقبل وتأسيس مجمّعات إبداعية جذبت روّاد الأعمال والمبتكِرين والمبدعين من شتى التخصصات والخلفيات الثقافية ضمن عملية استراتيجية تعتمد التخطيط البعيد المدى في مبادرات استراتيجية مثل رؤية دبي 2021 ورؤية مئوية الإمارات 2071 التي تمنح أجيال المستقبل في الإمارات تواصلاً أقوى وأكثر تأثيراً مع العالم.

مجتمع إبداعي

وأوضح محمد الشحّي أن هناك اختلافاً جوهرياً بين مفهوم التطوير الحضاري الذي يقوم على التخطيط الاستراتيجي البعيد المدى والتطوير العقاري الآني الذي قد يحصر اهتمامه بالعمل في نطاق الوقت الحاضر.

وقد تبنّى «حي دبي للتصميم»، العضو في مجموعة «تيكوم»، منذ انطلاقته، مفهوم التطوير الحضاري المتكامل أساساً لمخططه العمراني وخطته الاستراتيجية الرامية إلى تأسيس مجتمع إبداعي متكامل، وهو لا يكتفي بتشجيع أحدث التصاميم والابتكارات والإبداعات في مجال البناء والتصميم والخدمات الذكية، بل يمتلك رؤية استراتيجية بعيدة المدى، لتسريع الابتكار في تلك التخصصات، واستشراف أفضل الحلول العمرانية والتصميمية للمستقبل.

تحولات جذرية

وقال محمد الشحّي إن المشهد الاقتصادي العالمي يتطور باستمرار، ويحمل معه تحولات جذرية، تؤثر بشكل مباشر في الارتقاء بطرائق التواصل الإنساني والتنقّل وتحسين كفاءة استخدام موارد عالمنا، وجميع هذه العناصر أساسية في التخطيط والتطوير الحضاري للمجتمعات البشرية، وإرساء دعائم الاستدامة في مدن المستقبل.

والاستجابة لهذه التغيرات المستمرة يمثلها المفهوم المرن الذي أُسس عليه «حي دبي للتصميم» عبر توفير مجمّع إبداعي يلائم روّاد الأعمال والمبتكرين، أو المشاريع الناشئة والصغيرة والمتوسطة، أو بيوتات التصميم العالمية المتميزة في مختلف التخصصات، مع الحرص على اعتماد أحدث ما توصلت إليه الابتكارات كجزء أصيل من بنية الحي التحتية والخدمات التي يقدمها.

وعن دور الأفراد والمؤسسات والحكومات في التطوير الحضاري، أشار الرئيس التنفيذي للعمليات في حيّ دبي للتصميم «دي3» إلى أن التخطيط والتطوير الحضاري مفهوم شامل يتطلب تضافر كل الجهود من الأفراد والمؤسسات والحكومات، ولا بديل عن تكامل كل الإسهامات والمبادرات في إطار عام واضح الرؤية والتوجّه، وهذا ما دأبت عليه دبي، بحيث تحولت مجتمعاتها العمرانية، بفضل عقود من التخطيط والتطوير الحضاري المدروس، إلى مدن متكاملة توفر البنى التحتية المتطورة والخدمات الذكية الهادفة إلى تسهيل حياة الأفراد، وإرساء نمط حياة متميز يرتقي بمستوى العيش والعمل، ويشجع على الريادة والإبداع والابتكار، بما يرسّخه من قيم السعادة والإيجابية والتفاؤل بالمستقبل.

وأضاف الرئيس التنفيذي للعمليات في حيّ دبي للتصميم أنه لا بدّ من التخطيط والتطوير الحضاري الاستراتيجي الذي يراعي كل عوامل البيئة المحيطة ويحرص على كفاءة استخدام الموارد المتوافرة إلى الحد الأقصى لما فيه تحقيق نتائج متقدمة في مجال استدامة الموارد.

طيف الخيارات

يشكّل حي دبي للتصميم اليوم مجمّعاً متكاملاً ينبض بالحياة والإبداع مع احتضانه طيفاً متنوّعاً من الخيارات. ومن خلال تبنيه نهج الابتكار، اختار الحي مجموعة مفاهيم محلية وعالمية لتشكيل مجمع إبداعي يضم مجموعة من متاجر التجزئة والفعاليات النوعية لتقديم تجربة تسوق أكثر أصالة وتوفير خيارات فريدة تحتفي بالتنوّع.

واعتمدت دبي التخطيط الحضري بشكله الاستراتيجي المتكامل في مختلف مجالات النمو الذي شهدته خلال العقود الماضية ما جعل منها نموذجاً يحتذى في التخطيط الحضري الاستراتيجي. كما واصلت إطلاق المبادرات التي أرست دعائم بنية تحتية تعد ضمن الأحدث في العالم وهيّأت بيئة نموذجية للعيش والعمل واستقطاب الكفاءات والشركات العالمية ،وتجربة "حي التصميم" مثال ملموس على نجاح دبي في تطبيق المبادرات الاستراتيجية للتخطيط الحضري واستشراف المستقبل.

هوية متناغمة

قال محمد الشحّي إنه باعتبار دبي مدينة عالمية للمستقبل، فإن الحفاظ على تراثها في التخطيط الحضاري المستقبلي يعني بالنسبة إلى «حي دبي للتصميم» ترسيخ هويتها المرحّبة بالابتكارات والإبداعات المحلية والعالمية، إذ يشكّل الحي مجتمعاً للمبدعين الذين يتشاركون تجاربهم الرائدة والواعدة في مجال التصميم المعاصر بطابعها الإنساني الذي يتناغم مع القيم الأصيلة لدولة الإمارات، ويمكن دمج العناصر التراثية في تصميم المشهد العمراني والحضاري، من خلال تكييف المكونات التقليدية مع المكونات الحديثة، ليتم في النهاية الحفاظ على هوية المدينة.

وأشار إلى أنه من موقعه كوجهة إبداعية عنوانها التنوّع، أصبح حي دبي للتصميم محطة رائدة لاستضافة مجموعة مرموقة من الفعاليات والأنشطة التي تشجع التفاعل الاجتماعي والثقافي مثل أسبوع دبي للتصميم، وملتقى d3، التي أسهمت جميعها في استقطاب أعداد متنامية من عشاق الإبداع والتميّز.

221.7

يجتذب حي دبي للتصميم عمالقة الشركات في التصميم المعماري التي افتتحت مقار إقليمية، بالتزامن مع انتعاش فرص قطاع التصميم المعماري العالمي فمنذ 2010، حقق قطاع التصميم المعماري نمواً بين 2 إلى 4% سنوياً، ومن المتوقع أن تحقق القيمة السوقية لهذا القطاع مستويات قياسية، لتصل إلى 221.7 مليار دولار العام الحالي.

ولفت الرئيس التنفيذي للعمليات في حيّ دبي للتصميم إلى أن نجاح أي مخطط حضاري استراتيجي يتوقف على عوامل أساسية عدة، أهمها الأبحاث المكثّفة التي تستشرف آفاق المستقبل، والانفتاح على التقنيات الجديدة، وترسيخ ثقافة الابتكار، وامتلاك مرونة التكيّف مع التغيرات.

Email