5 معارض من 117 في أبوظبي تتاجر بالوارد الأميركي المستعمل

«مواصفات» تحمي السوق وتنعش المركبات الخليجية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

شدد مديرو معارض السيارات والمشترون في أبوظبي على الأهمية الكبرى لقرار هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس «مواصفات» بمنع السيارات المعيبة التي تعرضت لأضرار جسيمة في دولها وتم شطبها، مؤكدين على أنه يستهدف حماية وتنظيم أسواق السيارات في الدولة والحيلولة دون خداع المشترين وحماية أرواحهم وحقوقهم.

وأكدوا أن قرار مواصفات سينعش مبيعات السوق المحلي، حيث سيتزايد الإقبال على السيارات ذات المواصفات الخليجية سواء القديمة أو الجديدة.

وخلال جولة ميدانية لـ«البيان الاقتصادي» في مـــدينة السيارات في أبوظبي «موتورد ورلد» أشار أصحاب المعارض إلى أن القرار سينعش سوق السيارات ذات المواصفات الخلــيجية «خليجي» التي تهيمن على سوق السيارات في أبوظبي، كما سيوفر الكثير من المال والجهد على المشترين، وطــــالبوا بتوقيع عقوبات رادعة ضد التــــجار الذين يستوردون سيارات «مدعـــومة» ويقومون بإعادة صبغها وتنظيفها وبيعها بأسعار مرتفعة تحقق لهم أرباحا بنسبة لا تقل عن 40%.

ورصدت الجولة محدودية عدد المعارض التي تبيع السيارات «وارد أميركي» في أبوظبي، حيث يصل عددها إلى 5 فقط من بين 117 معرضا غالبيتها تبيع السيارات ذات المواصفات الخليجية، كما رصدت الجولة أن الفارق بين سعر السيارة وارد أميركي وخليجي لنفس الطراز وسنة الصنع يصل إلى 100% حيث تباع سيارة لكزس 2007 وارد أميركي بسعر 35 ألف درهم ولكزس خليجي لنفس العام بسعر 70 ألف درهم.

وطالب أصحاب المعارض والمشترون هيئة مواصفات بتوقيع أشد العقوبات على التجار المخالفين والحيلولة دون استيراد السيارات «وارد أميركي» المعيبة وأن تتوسع إدارات المرور في معايير فحص هذه النوعية من السيارات بحيث تضم حالة الماكينة والجير بالإضافة إلى هيكل السيارة المعمول به حاليا «الشاسيه».

سيارات معدومة

يرى فهد حسين الحناوي مدير معرض أمكو كار للسيارات في مدينة «موتور ورلد» في أبوظبي أن قرار هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس يستهدف السيارات الأميركية المستعملة الواردة «وارد أميركي»، وغالبيتها تكون سيارات غير صالحة للسير سواء كانت معدومة أو تعرضت للغرق نتيجة فيضانات أو أعاصير.

ويؤكد على أن عدد ونسبة سيارات الوارد أميركي في الإمارات كبيرة وهناك إقبال كبير عليها خاصة من ذوي الدخل المتوسط بسبب انخفاض أسعار بيعها، فضلا عن أن السيارات الأميركية تمتاز بقوة ومتانة هيكلها عكس السيارات اليابانية، إضافة إلى تميزها بالاتساع وضخامة حجمها حيث يستطيع الزبون شراء سيارة فورد تتسع لاسرته الكبيرة بسعر 19 ألف درهم علما بأن سعر نفس السيارة بموديل السنة يصل إلى 130 ألف درهم.

ويشير إلى أن التجار الذين يستوردون سيارات وارد أميركي هم المستفيدون، مشيرا إلى أنهم يستوردونها بأبخس الأثمان، علما بأنهم متأكدون من كونها «مدعومة» وغير صالحة السير ويجرون عليها عملية إصلاحات طفيفة تعلق غالبيتها بالصبغ والتنظيف الداخلي، بحيث تبدو كأنها جديدة، وفي الغالب هم يحققون أرباحا تتراوح بين 30% و40% من بيعها.

ويرى الحناوي أن ظاهرة السيارات وارد أميركي تنتشر بشكل أكبر في الشارقة ودبي، لافتا إلى أن حجمها صغير في أبوظبي حيث لا يتواجد في مدينة السيارات في منطقة الشامخة أكثر من 4 معارض متخصصة في هذه النوعية من السيارات وذلك من ضمن نحو 117 معرضا، وبكل تأكيد فإن 90% من هذه السيارات تتواجد في أبوظبي، لكن زبائن كثيرين من أبوظبي يشترونها من الشارقة بصفة خاصة.

إنعاش السوق المحلي

ويؤيد خالد محمد يوسف مدير معرض اللولو للسيارات في مدينة السيارات في الشامخة بقوة قرار هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس «مواصفات» بمنع استيراد السيارات المستعملة المدعومة«وارد أميركي»، مشيرا إلى أن هذا القرار سينعش سوق سيارات المواصفات الخليجية التي تبيعها غالبية معارض مدينة السيارات باعتبارها سيارات مضمونة، حيث يتم استيرادها عبر الوكيل الرسمي في الدولة.

وينوه بأن إدارات الترخيص في إمارات الدولة تكتشف حالات كثيرة من السيارات الأميركية المدعومة، لافتا إلى أن غالبية العيوب المكتشفة أثناء الفحص تتركز في «شاسيه» السيارة، دون اكتشاف عيوب أخرى وغالبيتها عيوب كهرباء وماكينة، وبسبب عمليات الاستيراد الضخمة لهذه النوعيات من السيارات وحرص التجار على استيرادها لارتـــفاع أرباحها تنتشر هذه السيارات بكثرة في الإمارات وتنــعش أسواق التصليح في ورش مصفــــح الصناعية.

ويرى أن غالبية الزبائن يفضلون سيارات «وارد أميركي» بسبب رخص أسعارها، فهناك سيارات لكزس وارد أميركي موديل 2007 تباع بسعر 35 ألف درهم بينما تباع نفس السيارة لنفس سنة الموديل ذات المواصفات الخليجية بسعر 70 ألف درهم، وأحينا بسعر 80 ألف درهم لو كانت نظيفة أكثر.

حماية السوق

ويؤكد ناصر صالح الحارثي مدير عام معرض موتور ورلد على أن قرار مواصفات يصب في مصلحة السوق والتجار والمستهلكين، مشيرا إلى أن هذا القرار سيدعم السوق المحلي حيث ينعش مبيعات السيارات ذات المواصفات الخليجية، سيدفع التجار لاختيار السيارات التي يستوردونها بدقة ويتأكدون من سلامتها، كما سيحمي المستهلك نفسه حيث يوفر له سيارة جيدة للسير تحافظ على حياته وأمواله، وبالتالي يجب التشديد على تطبيق القرار والحيلولة دون الالتفاف عليه بأي شكل من الأشكال وعدم التهاون مع التجار المخالفين وإلحاق الغرامات الكبيرة بهم لأنهم يهددون سمعة الإمارات أولا ويشكلون خطرا حقيقيا على أنفسهم وعلى المستهلكين.

ويوضح أن سيارات «وارد أميركي» المنتشرة في الدولة خاصة في أبوظبي تكشف التلاعب الكبير لفئة من التجار الانتهازيين، مشيرا إلى أن من حق المستهلك أن يشتري سيارة صالحة وفق إمكانياته المادية ولابد أن توفر هيئة مواصفات للمستهلكين مواقع الإنترنت التي تكشف لهم حقيقة السيارة التي يرغبون في شرائها وأن تكون هناك اتفاقيات بين الإمارات وأميركا لتبادل المعلومات حول نوعيات هذه السيارات وحالتها بدقة والحوادث التي تعرضت لها.

ويطالب أيمن الطعاني مدير معرض كلاس لاين موتورز في مدينة السيارات بتوقيع أشد العقوبات على التجار المستوردين لسيارات «وارد أميركي» المعيبة، مشيرا إلى أن هؤلاء التجار يستوردونها وهم على دراية كافية بأنها مدعومة، حيث تتوفر لديهم مواقع على شبكة الإنترنت بكلمة سر معينة يستطيعون من خلالها معرفة التاريخ التفصيلي والدقيق لكل سيارة مستوردة، وللأسف فإن عدم الاهتمام الكافي خلال السنوات الماضية بهذه النوعية من السيارات أدى إلى انتشارها بشكل كبير خاصة في دبي والإمارات الشمالية ويقبل عليها غالبية المشترين بسبب دخولهم المتوسطة ماليا، والإقبال على هذه النوعيات من السيارات سيتسمر لقوة طرازاتها وقلة أسعارها والمهم أن تتوفر هذه النوعيات بشكل آمن للمشترين وأن تتوسع إدارات المرور في معايير فحصها.

رأي المشترين

المشترون الذين التقيناهم في مدينة السيارات في أبوظبي أيدوا بقوة قرار مواصفات بمنع استيراد السيارات المعيبة، ويؤكد إبراهيم الرفاعي على أن الزبائن يقعون فريسة ألاعيب تجار السيارات، مشيرا إلى أن السيارات وارد أميركي التي يعرضونها تكون بشكل خارجي وداخلي ممتاز وكأنها جديدة، وفي الغالب يعرضونها بأسعار ليست قليلة، وعلى سبيل المثال هناك سيارات عائلية لموديلات من عام 2008 تباع بسعر 40 ألف درهم، وغالبية المشترين لهذه السيارات يفضلونها لأنها سيارات عائلية يمكن أن تستوعب أكثر من 7 ركاب. ويؤكد محمود عبد العظيم على أن تجربته مع السيارات وارد أميركي سيئة جدا، لافتا إلى أنه اشترى عدة مرات سيارات وارد أميركي «كامري» واكتشف بعد أسابيع من ترخيصها بمشاكل جمة في الكهرباء والجير وأنفق عليها آلاف الدراهم مما اضطره أخيرا لشراء سيارة زيرو من الوكالة، رغم ارتفاع سعرها لكنها وفرت أمواله ووقته اللذين كانا يضيع جزء كبير منهما في ورش التصليح في منطقة مصفح.

محدودية

يرى رسلان عوير مدير معرض أمواج أن التأثير على سوق أبوظبي محدود، لقلة معارض بيع سيارات وارد أميركا فضلا عن أن غالبية الزبائن تفضل الخليجي.

%12

حسب تقرير بزنيس مونيتر انترناشيونال عن المركبات في الإمارات الربع الثاني 2016، ارتفعت تدريجياً أسعار السيارات في دبي مع نمو الطلب، وطبقاً لبيانات من نظام الأسعار بغرفة دبي فإن مؤشر أسعار السيارات المشتراة قد سجل نمواً بحوالي 12% في الفترة من 2006 إلى 2015.

%60

تحتل الإمارات المركز الأول عربياً والثانية إقليمياً بعد تركيا في قائمة الدول المستوردة لقطع غيار السيارات، حيث تستورد ما نسبته أكثر من 60% من مجمل واردات دول مجلس التعاون الخليجي والبالغ قيمتها 3.7 مليارات دولار (13.6 مليار درهم) خلال 2013، وتستحوذ تقريباً على ثلث واردات الدول العربية من قطع غيار السيارات.

193

وصلت قيمة الصادرات الإماراتية من قطع غيار السيارات إلى 193 مليون درهم خلال 2013، فيما بلغت قيمة إعادة تصدير الإمارات من قطع غيار السيارات 5.4 مليارات درهم خلال عام 2013 بانخفاض بنسبة 4% مقارنة مع 2012. وتشكل إعادة التصدير لأهم 10 دول ما نسبته 54.2% من إجمالي إعادة تصدير الدولة من قطع غيار السيارات.

%257

من بين كافة الاستثمارات البديلة التي شملها مؤشر «كوتس» الجديد، الذي تم تطويره بالتعاون مع «فاثوم كونسالتينغ»، حقّقت السيارات الكلاسيكية أكبر عائد منذ عام 2005، حيث ارتفعت عائدات الاستثمار بها بنسبة 257٪ خلال هذه الفترة، لتتجاوز بذلك كافة الاستثمارات الأخرى بأكثر من 80 نقطة مئوية على مدى زمني بلغ سبع سنوات ونصف السنة.

Email