اختتام أعمال «ملتقى الإمارات للآفاق الاقتصادية 2017»

بلورة السياسات الداعمة للابتكار ودوره في التنويع الاقتصادي

ت + ت - الحجم الطبيعي

اختتمت أمس فعاليات الدورة الرابعة من «ملتقى الإمارات للآفاق الاقتصادية 2017» التي نظمتها دائرتا التنمية الاقتصادية في دبي وأبوظبي - في فندق فيرزاتشي - تحت عنوان «استباق انطلاقة الغد: الابتكار وريادة الأعمال لتحقيق نمو متنوع ومستدام» وذلك تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي.

وركزت أجندة اليوم الثاني التي حضرها ما يزيد على 300 مسؤول من القطاعين الحكومي والخاص على تقييم المسيرة والاستفادة من التجارب الدولية الناجحة في مجال تنمية الإنتاجية والتنافسية ومناقشة السياسات ومدى ملاءمتها مع أهداف قياداتنا الرشيدة في تعزيز الاستقرار واستدامة النمو إضافة إلى بلورة منظومة السياسات التي من شأنها أن تدعم أفضل الابتكارات وتدفع المشاريع نحو الاستدامة والتنوع.

وناقشت الجلسة الأولى - من اليوم الثاني - تحت عنوان «الطريق إلى التنويع: الابتكار وريادة الأعمال في دولة الإمارات» الحالة الراهنة للابتكار وريادة الأعمال والدروس المستفادة من التجارب الدولية التي يمكن استخلاصها لتحسين تدفق التكنولوجيا والمعلومات بين الناس والشركات والمؤسسات على الصعيد المحلي؛ إذ يعد الابتكار أمراً بالغ الأهمية للحفاظ على القدرة التنافسية في الاقتصاد العالمي فضلاً عن تعزيز دور التنوع والتقدم الاقتصادي.

واستخدمت دولة الإمارات العناصر المختلفة لدفع الابتكار في كل من القطاعين العام والخاص بما في ذلك جودة البيئة التنظيمية بالتوازي مع الحداثة والبنية التحتية للمعلومات والاتصالات ودعم البحث والتطوير وتنمية رأس المال البشري والقدرات الريادية وتعزيز الترابط للاستفادة من تبادل المعرفة وإجراءات التمويل العالمية.. ونتيجة لذلك بلغ متوسط معدل النمو الاقتصادي الحقيقي في الدولة خلال العقد والنصف الماضيين 5% سنوياً فضلاً عن نمو الأنشطة الاقتصادية غير النفطية بشكل مطرد.

وترأس الجلسة ريتشارد دين مذيع في شبكة الإذاعة العربية وشارك فيها كل من عبد الباسط الجناحي المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة ومحمد سعيد الشحي الرئيس التنفيذي للعمليات في «حي دبي للتصميم» والدكتورة شيخة المسكري رئيسة مجموعة المسكري القابضة وشادي شاهر البورنو رئيس الاستراتيجية الاقتصادية في بنك الإمارات دبي الوطني.

وقال عبد الباسط الجناحي: إن حكومة دبي تبنت سياسة واضحة في مجال تحفيز الابتكار ودعمه على مستوى القطاعات والأنشطة المختلفة في الإمارة، وعليه اتخذت مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة خطوات استراتيجية في تعزيز روح الابتكار لدى أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة والراغبين في دخول عالم ريادة الأعمال.

وذكر أنه من الملاحظ أن تلك الشركات قد انتهجت نمطاً جديداً في مسيرة عملها، حيث باتت تركز على استنباط الحلول والخروج بمبادرات جديدة ذات حس إبداعي؛ مشيراً إلى أن هذا يدل على استيعاب رواد الأعمال وأصحاب المشاريع للمتغيرات المتسارعة في بيئة الاقتصاد العالمي وسعيهم للانخراط والمساهمة في تحقيق النمو الاقتصادي المستدام.

وتعتمد معايير النمو ومستويات المعيش في المستقبل بشكل متزايد على قدرة الاقتصاد على تعزيز قدراته على الابتكار وتنويع قاعدته الإنتاجية. وتناولت الجلسة الأخيرة من الملتقى تحت عنوان «التنوع الاقتصادي ما بين الماضي والحاضر والمستقبل» المبادرات التي نجحت في تعزيز القدرة على الابتكار لدى الشركات لا سيما قدرتها على تحديد واستيعاب التكنولوجيا.

ترأس الجلسة بول مورينو لوبيز المدير الإقليمي لمجموعة البنك الدولي في الخليج وشارك فيها الدكتورة وفاق عدنان زميل متميز في كلية إنسياد والدكتور محمد الأحول كبير الاقتصاديين في دائرة التنمية الاقتصادية في دبي ومنصور المالك مدير إدارة الشؤون القانونية في twofour54 وفيصل الحمودي مستشار برنامج تكامل في دائرة التنمية الاقتصادية - أبوظبي.

ترسيخ

وقدم فيصل الحمودي عرضاً عن برنامج «تكامل» الوطني الذي تم إطلاقه عام 2011 بهدف ترسيخ ثقافة الابتكار والإبداع في دولة الإمارات من خلال دعم المخترعين والمبتكرين بدءا من ولادة الفكرة وحتى تطبيقها وتحويلها إلى منتجات وخدمات ذات عوائد اقتصادية.

ويركز برنامج «تكامل» على القطاعات ذات المعرفة المكثفة مثل القطاع الصحي والطبي وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات التكنولوجيا النظيفة وأشباه الموصلات والنفط والغاز والطاقة والبنية التحتية والمواد المتطورة، وذلك من خلال دعم الأفراد والجامعات والشركات الصغيرة والمتوسطة وأيضاً دعم الشركات الكبيرة.

براءات الاختراع

وشملت براءات الاختراع التي تبناها برنامج «تكامل» المواد المتقدمة والتكنولوجيا النظيفة والإلكترونيات والقطاع الصحي الطبي وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والنفط والغاز وغيرها، حيث بلغ إجمالي براءات الاختراع التي دعمها البرنامج 186 مشروعاً موزعة على 56 مشروعاً في انتظار استكمال إجراءات الدعم النهائي و50 مشروعاً تم تسجيله عام 2015 و40 خلال عام 2014 و33 خلال 2013 و20 خلال 2012 و13 خلال عام 2011.

ويسوق البرنامج من خلال موقعه الإلكتروني www.takamul.gov.ae الاختراعات المصنوعة في دولة الإمارات من خلال توفير المعلومات والإرشادات، حيث يتم استلام الطلبات إلكترونياً من أجل دعم الملكية الفكرية وتحقيق القيم التجارية للابتكارات.

قراءة فنية

وخلال جلسة بعنوان «آفاق اقتصاد دولة الإمارات على المدى البعيد» قدم الدكتور خالد دسوقي المتخصص الاقتصادي في دائرة التنمية الاقتصادية - أبوظبي، عرضاً تناول فيه قراءة فنية لرؤية أبوظبي الاقتصادية 2030 التي كانت محصلة عملية حوار مطول مع القطاع الخاص باعتباره شريكاً أساسياً في عملية التنمية منذ اللحظات الأولى.

عرض

وأكد عرض الدائرة أن السياسة العامة تضمنت سبع مجالات أساسية تعتبر الركائز الأساسية في تحقيق أهداف الرؤية الاقتصادية 2030 وانطلاقا من تلك المحددات جاءت خطة أبوظبي 2016 - 2020 تعزيزا للجهود الرامية إلى تحقيق أهداف الرؤية الاقتصادية.

 حاضنات الأعمال   

أشار عبد الباسط الجناحي إلى أن أولى هذه الخطوات هي إطلاق «مركز حمدان للإبداع والابتكار» خلال 2014 تحت رعاية وتوجيه من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ويعد المركز الجهة المشرفة والموجهة لمراكز حاضنات الأعمال في إمارة دبي والمنصة المثالية لاحتضان أصحاب الابتكارات والمواهب.

وأضاف الجناحي أن إمارة دبي شهدت تغيراً جذرياً على مر السنوات القليلة الماضية من حيث المشاريع الجديدة، وكان ذلك جلياً في عدد من القطاعات مثل قطاعات الضيافة والتصميم. 

«عروض دبي- أمستردام» تعرف بالمشاريع الناشئة

نظمت غرفة تجارة وصناعة دبي عبر مبادرتها «دبي للمشاريع الناشئة» بالتعاون مع «أمستردام للمشاريع الناشئة» أمس في مقر الغرفة، فعاليات جلسة «المائدة المستديرة لعروض دبي-أمستردام التقديمية للمشاريع الناشئة والمستثمرين»، وذلك بحضور نخبة من أبرز الشركات الناشئة الرائدة من دولة الإمارات وأمستردام.  

وهدفت هذه الفعالية إلى تعريف المشاركين بالمشاريع المبتكرة والرائدة لأربعة مشاريع ناشئة في كل من أمستردام ودبي وذلك من خلال طاولة نقاش مستديرة شارك فيها أصحاب المشاريع الناشئة المختارة والمستثمرون، حيث شارك كذلك مديرو «أمستردام للمشاريع الناشئة» والرئيس االتنفيذي للتكنولوجيا في هذه المؤسسة.

وقدم أصحاب المشاريع الناشئة الأربعة في كل من أمستردام ودبي نبذة عن مشاريعهم، وشملت المشاريع من دبي كلاً من «كليب ذي ديل Clip the Deal» و«ديموكرانس Democrance» و«قيدوو Guiddoo» و«يو إل أي كيو ULIQ».

أما من أمستردام فشملت «أوثيوس Autheos» و«كابتيور Cabture» و«بروكتور إكزام ProctorExam» و«يوبينيون Upinion». وجدير بالذكر أن المشاريع الناشئة التي اتخذت من دبي مقراً لها هي نتيجة لبعض أبرز الحاضنات والمسرعات للإمارة وتشمل «مركز الابتكار in5» و«تورن 8 TURN8» ومركز دبي التكنولوجي لريادة الأعمال.

وأكد عيسى الزعابي، نائب رئيس تنفيذي أول قطاع الدعم المؤسسي في غرفة دبي، أن دعم وتعزيز المشاريع الناشئة والمشاريع الصغيرة والمتوسطة في دبي كانت وما زالت جزءاً رئيسياً من استراتيجية الغرفة، حيث إنها تمثل 95 % من جميع الشركات في الإمارة وتعتبر كذلك العمود الفقري لاقتصاد دبي، مشيراً إلى أن جهود الغرفة تندرج تماشياً مع أهداف خطة دبي 2021 في تعزيز دور الإمارة لتصبح مركزاً جاذباً للأعمال والابتكار والمعرفة.   

Email