الإمارات تشارك في افتتاح قمة المستثمرين العالمية بالهند

10 مليارات دولار استثمارات الدولة بالهند

ت + ت - الحجم الطبيعي

شاركت دولة الإمارات في افتتاح قمة المستثمرين العالمية 2016، التي انطلقت أمس في مدينة أندور عاصمة ولاية ماديا براديش الهندية، حيث تعد الإمارات أكبر مستثمر عربي في الهند، بإجمالي استثمارات تجاوزت نحو 10 مليارات دولار، من بينها 4 مليارات دولار استثمارات مباشرة، ما يعادل 85 % من إجمالي الاستثمارات العربية في الهند.

وترأس وفد الدولة، عبد الله بن أحمد آل صالح وكيل وزارة الاقتصاد لشؤون التجارة الخارجية والصناعة، بحضور الدكتور أحمد عبد الرحمن البنا سفير الدولة لدى جمهورية الهند، وضم الوفد نخبة من مسؤولي مؤسسات ودوائر حكومية وممثلين من القطاع الخاص.

حضر مراسم افتتاح القمة، التي تستمر يومين، أكثر من 5 آلاف مشارك، من بينهم قادة وصناع قرار ورؤساء تنفيذيون وخبراء في مجالات التجارة والاستثمار من مختلف أنحاء العالم.

ويأتي حضور دولة الإمارات في هذه القمة، بصفتها إحدى الدول الخمس الشركاء للقمة، إلى جانب اليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة والمملكة المتحدة.

وتتضمن القمة ندوات وجلسات حوارية، تبحث سبل تعزيز الاستثمارات المشتركة بين الهند ودول العالم في مجالات الزراعة والصناعات الغذائية والتقنيات التكنولوجية وصناعة السيارات والطاقة المتجددة والصيدلة والنسيج والسياحة.

كما تنظم ولاية ماديا براديش، على هامش القمة معرضاً تجارياً واستثمارياً ضخماً.

وشهد افتتاح القمة، التي أقيمت تحت رعاية رئيس الوزراء الهندي، نارندرا مودي، حضور معالي ارون جيتلي وزير المالية في الحكومة الهندية، وشيفراج سينغ شوهان رئيس السلطة التنفيذية بولاية ماديا براديش.

وأكد عبد الله آل صالح، في كلمة خلال افتتاح القمة، على قوة العلاقات الثنائية التي تجمع البلدين، حيث تعد جمهورية الهند، الشريك التجاري الأول لدولة الإمارات إذ بلغ حجم التجارة الخارجية بين البلدين نحو 50 مليار دولار سنوياً، خلال عامي 2015-2016، في ظل إمكانات هائلة لمواصلة تلك الأرقام نموها نحو مستويات قياسية.

وأوضح آل صالح، أن التجارة الخارجية مع الهند، تشكل نحو 9.8 % من إجمالي التجارة الخارجية غير النفطية لدولة الإمارات.. كما تعد الهند أكبر مستورد للسلع من الدولة، بحجم صادرات بنحو 14.9 % من إجمالي الصادرات الإماراتية، ونحو 8.7 % من إعادة التصدير، لتمثل الهند ثاني أكبر سوق تصدير لدولة الإمارات.

متانة العلاقات

وأشار وكيل وزارة الاقتصاد لشؤون التجارة الخارجية والصناعة، إلى أن متانة العلاقات الاقتصادية بين البلدين، تنعكس أيضاً في استضافة الإمارات أكبر جالية هندية، تضم نحو 2.6 مليون هندي يعيشون ويعملون بالدولة، فيما يقدر محللون، التحويلات النقدية السنوية للجالية الهندية في حدود 12 مليار دولار.

ولفت آل صالح، إلى أن النموذج المتميز للتعاون الثنائي في مجال النقل الجوي، شكل دفعة قوية للتبادل التجاري والسياحي، إذ تجاوز عدد رحلات الطيران الأسبوعية بين البلدين 1000 رحلة أسبوعية.

فعاليات

وعلى هامش حضوره فعاليات القمة.. عقد عبد الله آل صالح لقاء ثنائياً مع شيفراج سينغ شوهان رئيس السلطة التنفيذية بولاية ماديا براديش، ناقشا خلالها مجموعة واسعة من القضايا الاقتصادية والتجارية والاستثمارية.

كما التقى آل صالح، تشاندراجيت بانيرجي مدير عام اتحاد الصناعات الهندية، بحضور الدكتور أحمد عبد الرحمن البنا سفير الدولة لدى جمهورية الهند، حيث ناقش الطرفان سبل تعزيز العلاقات.

تحديات تواجه المستثمرين الإماراتيين في الأسواق الهندية

قال جمال سيف الجروان الأمين العام لمجلس الإمارات للمستثمرين بالخارج، إن الهند تحظى بأهمية خاصة بالنسبة لمجلس الإمارات للمستثمرين بالخارج، مشيراً إلى أنه في ظل تنامي العلاقات الاستثمارية والتجارية بين البلدين، فإن الحاجة لتعزيز التواصل بين رجال الأعمال والوجود في محافل اقتصادية تضم مسؤولين ورجال أعمال من الجانبين، تكتسب أهمية خاصة.

وأوضح أن المشاركة في قمة المستثمرين العالميين، تأتي في إطار الشراكة الاستراتيجية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الهند، وتسهم في دعم التنمية الاقتصادية بين البلدين.

وأشار إلى أن الجلسة الحوارية، تطرح المجال لبحث الفرص، والتطرق إلى التحديات التي تواجه المستثمرين الإماراتيين في الأسواق الهندية، خاصة في ظل الوجود الواسع للشركات الإماراتية الرائدة في مختلف القطاعات الاقتصادية، ومن أبرزها شركات اتصالات وإعمار والاتحاد للطيران، بالإضافة إلى موانئ دبي العالمية.

من جانبه، استعرض مانع محمد سعيد الملا، الرئيس التنفيذي لمدينة خليفة الصناعية (كيزاد)، فرص الاستثمار التي تطرحها (كيزاد) أمام المستثمرين، وأكد الحرص على المشاركة في فعاليات القمة، لإتاحة مجال أوسع لاستكشاف جميع الفرص التي تمكننا من تعزيز مكاسبنا.

واستقطاب المزيد من الاستثمارات إلى إمارة أبوظبي، من خلال مدينة خليفة الصناعية، التي تعد وجهة تجارية وصناعية، تضاهي أعلى المستويات العالمية، لما تتمتع به من مزايا تنافسية، مقوماتها البنية التحتية الداعمة للأعمال، وسهولة الاتصال بالأسواق العالمية والإقليمية عبر ميناء خليفة، في بيئة تشغيلية تكاملية ذات كفاءة عالية.

مقومات الاستثمار

من جانبها، قدمت عايدة الخوري مدير إدارة الترويج الاقتصادي الدولي، عرضاً عن مقومات الاستثمار في إمارة أبوظبي، ووجهت دعوة للشركات الهندية بالاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة، ومن البيئة الخصبة للاستثمار في أبوظبي.

من جهته، أفاد شريف حبيب العوضي مدير عام المنطقة الحرة بالفجيرة، عضو منطقة الفجيرة للصناعات البترولية، بأن الهند شريك استراتيجي للإمارات، حيث تحتضن المناطق الحرة، كثيراً من المشاريع الهندية المتميزة في قطاعات مختلفة.. وقال «نحن نتطلع لمزيد من هذه المشاريع، التي يمكنها خدمة القطاع الاقتصادي بمختلف أنشطته، إضافة إلى المشاريع البتروكيماوية».

من جهتها، أكدت فاطمة الغفلي عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة رأس الخيمة، الحرص على الوجود في قمة المستثمرين العالميين في الهند، بهدف تمكين فرص التعاون بين الجانبين، وتحقيق تواصل إيجابي مع أهم المستثمرين في السوق الهندي.

بدوره، رحب توني ويتبي مدير مدير الشبكات والاستراتيجية بطيران العربية، بالمبادرات التي طرحت من قبل ولاية ماديا براديش للترويج السياحي للولاية في المنطقة.. معرباً عن أمله في إطلاق رحلات مباشرة، بما سيسهم في تحقيق الأهداف المرجوة لكلا الطرفين.

Email