بفضل بنيتها التحتية التكنولوجية

دبي نحو مركز عالمي في الحوسبة السحابية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تمضي دبي بقوة في طريقها نحو مركز للبنية التحتية السحابية، فهي مدينة ديناميكية تتحرك بسرعة كبيرة نحو الأمام، معززة مكانتها الإقليمية والعالمية التقنية، وكبوابة وحاضة للإبداع والابتكار والحلول الإلكترونية، بفضل بنيتها التحتية التكنولوجية القوية. جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها البروفيسور محمد جمشيدي، ناقشت «التحكم الذاتي وتحليل البيانات في مجال الطاقة والنقل»، نظمها نادي الإمارات العلمي في ندوة الثقافة والعلوم، مساء أمس الأول.

وتناولت المحاضرة التي حضرها نخبة من المهتمين والباحثين، وأدارها الدكتور عيسى البستكي رئيس النادي العلمي، الأفكار الملهمة من أجل الوصول إلى إنجاز المدن الذكية عبر تطبيق «السحابية»، مستعرضة مفهوم هندسة الأنظمة، والسيطرة على الجميع من مركز للتحكم في مكان واحد باستخدام البيانات الكبيرة.

وتحدث جمشيدي عن معاني الطاقة المتجددة والمحاسبة السحابية، بأنها امتداد لاختراع الإنترنت الذي ظهر عام 1995، وبدأ بتجميع الناس مع بعضهم البعض، إلا أنه تعميم لتلك الفكرة، فهو نظام يتحدث لنظام آخر، وكلهم يتحدثون لبعضهم البعض، موضحاً أن أحد التعريفات الأساسية للنظام وفكرة السحابية، هي تكامل لعدد محدود من الأنظمة المشكلة التي تكون مستقلة وقابلة للعمل، وأن تعمل ضمن شبكة في ما بين بعضها لفترة من الزمن لتحقيق أهداف محددة وبفاعلية أكثر، وهذه الأنظمة تستطيع أن تعمل مع بعضها بشكل أفضل مما لو كانت تعمل متفردة.

هندسة الأنظمة

أكد البروفيسور محمد جمشيدي، أن المعرفة لا يجب أن ندفع المال لكي نحصل عليها، فيجب أن تكون مجانية وعرض مثالاً لنظام نموذجي من الأنظمة للتحكم بحركة المرور داخل المدينة، موضحاً أن مفهوم هندسة الأنظمة، والذي يعني السيطرة على الجميع من مركز للتحكم في مكان واحد باستخدام البيانات الكبيرة والهندسة كغرف التحكم بالمرور ضمن المدينة، واستخدام الأقمار الصناعية لتنظيم سير المترو ونظام الإنارة وأن هذا النظام يسمح لنظام المراقبة الأرضية، إيجاد إنذار مبكر، يساعد على التحكم بالطائرات وإنتاج النفط الخام والوقود، وستصبح كلها جزءاً من نظام الأنظمة وتعمل بشكل متكامل.

البيت الذكي

وأشار إلى أن نظام الأنظمة هو سحابات الروبوت التي تعمل مع بعضها البعض كنظام النحل، ومن أهم أمثلتها «البيت الذكي»، الذي يستخدم الطاقة المتجددة والتكييف والأجهزة المختلفة المتصلة مع بعضها البعض، وكذلك يمكن استخدامها في الرعاية الطبية، وتتبع حالات المرضى وعمل المستشفيات، وتصبح متصلة مع بعضها البعض ويكون للمريض ملف واحد يفتحه أي طبيب في أي مستشفى.

وعن مواقع التواصل الاجتماعي التي تولد كماً هائلاً من البيانات يومياً تحدث جمشيدي موضحاً أن: هناك ما يقدر بحوالي 90 تريليون إيميل يرسل يومياً، فالبيانات الكبيرة، هي الاختراع الكبير وهي الجهة الجديدة للمعرفة والإبداع، واكتشاف ذلك من خلال بيانات تجمع في الوقت المناسب، حيث تعمل مواقع التواصل الاجتماعي على التوصيل الداخلي للسحاب، بإعطاء المجال للبيانات التي تتطور لبناء بنية تحتية، تقدم درجة أعلى من البيانات ذات الصلة.

«ناسا»

يعد البروفيسور محمد جمشيدي من أبرز العلماء المختصين في الفسيولوجيا، وأحد المحكمين في جائزة الإمارات للروبوت والذكاء الاصطناعي لخدمة الإنسان التي أطلقها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي وحصل على الدكتوراه الفخرية من أميركا وكندا 2004، وعمل في وكالة «ناسا» ولديه 300 مطبوعة علمية و730 بحثاً و68 كتاباً.

Email