تجاوز 7 عملات دولية في 3 أعوام كعملة للدفع

اليوان نحو إزاحة الدولار عن عرش عملات العالم

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

شهد عالم العملات أخيراً منعطفاً مهماً تمثل في اكتساب اليوان، عملة الصين الوطنية، أهمية متزايدة في النظام النقدي الدولي، بعد إعلان صندوق النقد الدولي إضافة العملة الصينية اليوان إلى سلة عملات الاحتياطي النقدي التي يستخدمها الصندوق كمعيار للقيمة، بات المشهد في سوق العملات أكثر توازناً..

في الوقت نفسه باتت من أكثر المخاوف انتشاراً بين الاقتصاديين أن تسهم تلك الخطوة في تراجع الاقتصاد العالمي في الأجل القصير، حيث انضم اليوان إلى حقوق السحب الخاصة لصندوق النقد الدولي..

والمعروفة اختصارا بـ SDR وأسسـت عـام 1969 ويسمح بمقتضاها للدول الأعضاء بالسحب منها لتحقيق التوازن في المدفوعات، وكانت تلك الحقوق دائما حصرا على أربع عملات دولية هي الدولار الأميركي واليورو الأوروبي والجنيه الاسترليني البريطاني والين الياباني.

ويرى مراقبون أن اليوان الذي يمثل عملة ثاني أكبر اقتصاد في العالم، بات يمتلك فرصة للمنافسة على عرش عملات العالم الذي يحتله الدولار الأميركي، على حساب حوالي 300 عملة في العالم، وقد يزداد أهمية في المستقبل، حتى أنه قد ينتزع العرش من الدولار الأميركي. بينما يرى الكثير من المحللين الاقتصاديين.

خصوصاً بعد أن استطاعت عملة التنين الأحمر تجاوز سبع عملات على مدى الأعوام الثلاثة الماضية كعملة للدفع ويأتي الآن بعد الدولار الأميركي واليورو والجنيه الاسترليني متجاوزاً الين الياباني.

الإعلان الرسمي

وكان صندوق النقد الدولي أعلن الأسبوع الماضي أن اليوان الصيني سوف يُضم إلى سلة عملات الاحتياطي العالمي التابعة للصندوق، وتتضمن السلة في الوقت الحالي الدولار الأميركي، واليورو، والين الياباني، والجنيه الإسترليني، وقال صندوق النقد إن «اليوان تتوافر به كل المعايير القائمة، وينبغي أن يتحول إلى مكون من مكونات سلة عملات الاحتياطي العالمي بحلول أكتوبر 2016»..

ووصفت كريستين لاغارد، رئيس صندوق النقد الدولي، تلك الخطوة بأنها علامة مميزة في طريق ما حققه الاقتصاد الصيني من اندماج في النظام المالي العالمي. وأضافت أن تلك الخطوة بمثابة «اعتراف بالتقدم الذي أحرزته السلطات الصينية على مدار السنوات الماضية في إصلاح النظامين النقدي والمالي»..

وأضافت قائلة: «إن ضم اليوان الى سلة حقوق السحب الخاصة يمثل «حجر زاوية مهما في دمج الاقتصاد الصيني في النظام المالي العالمي».

ومن المقرر أن يمثل اليوان الصيني أحد مكونات وحدة حقوق السحب الخاصة «(SDR)، وهي أصل يعتمد عليه الصندوق في تعاملاته بدلاً من العملة، وتستخدم وحدة السحب الخاصة في التعاملات بين البنوك المركزية وصندوق النقد الدولي لتحديد العملات التي تحتاجها دولة مثل اليونان، على سبيل المثال، عندما يوافق الصندوق على منحها مساعدات مالية.

آراء

من جانبه قال نيكولاس لاردي، الباحث البارز بمعهد بيترسون للاقتصادات الدولية بواشنطن، لوكالة (شينخوا) إن ضم اليوان يعكس اعتراف صندوق النقد الدوي بثقل الصين في الاقتصاد العالمي، مضيفا«هذا هو الوقت المناسب لضم اليوان الى سلة حقوق السحب الخاصة في ظل استخدامه بشكل واسع عالميا بينما تصبح الصين أكبر اقتصاد في العالم وثاني أكبر دولة تجارية».

وأضاف لاردي ان «الصين قامت بجهود هائلة لمعالجة أوجه القصور وقد زاد هذا من إمكانية إدراج اليوان بشكل كبير».

وقالت ميغ لوندساغر، المدير التنفيذي الأميركي لصندوق النقدي الدولي، إنه من المهم أن هذه الخطوة أظهرت أن تقييم النظام ممكن، وقد عكست بالفعل ما اتخذته الصين في السنوات الماضية. وأضافت لوندساغر، الباحث البارز حاليا بمركز ويلسون بواشنطن،«من الواضح أن الصين تمضي على طريق الإصلاح.

انها تريد أن تظهر أن اليوان يتداول على نطاق واسع ويستخدم بحرية بحسب تعريف صندوق النقد الدولي».

وبحسب المراقبين فإن اليوان بات يمتلك فرصة للمنافسة على عرش عملات العالم الذي يحتله الدولار الاميركي، على حساب حوالي 300 عملة في العالم، لايزال الدولار العملة المرجعية للاقتصاد العالمي. فيما يفترض الخبراء أن اليوان الصيني، الذي يمثل عملة ثاني أكبر اقتصاد في العالم، قد يزداد أهمية في المستقبل، حتى أنه قد ينتزع العرش من الدولار الأميركي.

وكان آخر تغيير طرأ على وحدة السحب الخاصة عام 2000 عندما حلت العملة الأوروبية الموحدة (اليورو) محل المارك الألماني والفرنك الفرنسي..

وتحتل الصين المركز الثاني بين أكبر اقتصادات العالم بعد الولايات المتحدة، وهي التي تقدمت العام الماضي بطلب ليكون اليوان عملة احتياطي نقدي. ويرجح محللون أنه بحلول عام 2030 سوف يتقدم اليوان للمركز الأول بين أهم العملات العالمية متخطياً الدولار واليورو.

سويفت

الى ذلك قالت منظمة خدمات التحويلات المالية حول العالم (سويفت) ان اليوان الصيني أصبح في اغسطس الرابع بين عملات المدفوعات العالمية الأكثر استخداما متخطياً الين الياباني، وتجاوز اليوان سبع عملات على مدى الأعوام الثلاثة الماضية كعملة للدفع ويأتي الآن بعد الدولار الأميركي واليورو الأوروبي والجنيه الاسترليني.

ووفقا لسويفت فإن القيمة الاجمالية للمدفوعات العالمية باليوان زادت 9.13% في اغسطس في حين تراجعت المدفوعات بمختلف العملات الأخرى 8.3%، ووصل اليوان الى حصة قياسية مرتفعة في السوق بلغت 2.79% في المدفوعات العالمية لذلك الشهر مقارنة مع 1.34% في يناير 2014.

واستخدمت أكثر من 100 دولة اليوان للمدفوعات في اغسطس وتركزت اكثر من 90% من قيمة التدفقات في عشر دول، ونفذت أكثر من 1700 مؤسسة مالية مدفوعات حول العالم باليوان بزيادة 14% عن اغسطس من العام الماضي، بحسب رويترز.

وفي قطاع تمويل التجارة بلغت حصة اليوان 9.1 بالمئة من الاصدار العالمي لخطابات الائتمان من حيث القيمة معززا مكانته كثاني أكثر العملات استخداما لهذا الغرض، وقالت سويفت ان تعاملات الصرف الأجنبي باليوان من حيث القيمة زادت أيضاً بنسبة 20% في اغسطس عن الشهر السابق..

فيما يرجع على الأرجح الى قيام بنك الشعب الصيني (البنك المركزي ) بخفض قيمة اليوان. وأجريت اكثر من 50 بالمئة من تعاملات الصرف الأجنبي باليوان خارج الصين وهونغ كونغ مع المملكة المتحدة تليها الولايات المتحدة وسنغافورة وفرنسا.

Email