سلطان بن سليم في لقاء مع وفد إعلامي أفريقي:

موانئ دبي مهتمة بإدارة مرافق مومباسا ولامو

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد سلطان أحمد بن سليم، رئيس مجلس إدارة موانئ دبي العالمية، التزام الشركة بتوسيع وتعزيز استثماراتها في القارة الإفريقية التي تشهد معدلات نمو عالية في مختلف الجوانب الاقتصادية.

وأشار بن سليم، خلال لقائه وفداً إعلامياً يمثل كبرى الصحف الأفريقية، أن موانئ دبي تؤمن بثقل القارة الأفريقية اقتصادياً مع النمو الكبير الذي تحققه العديد من الدول هناك.

وقال إن موانئ دبي العالمية تخطط لإنشاء محطة حاويات في مصر والسنغال، وتقدمت بعطاء لتطوير ميناء مومباسا في كينيا، شأن شركات أخرى من العالم تقدمت بعطاءات مماثلة للمشروع، موضحاً أنهم لا يزالون بانتظار النتائج.

وأضاف أن الشركة أيضاً مهتمة بميناء آخر في كينيا، وهو «لامو»، وأكدا إنه بمجرد أن تدعو الحكومة الكينية رسمياً المستثمرين إلى ميناء لامو فسنكون مهتمين.

وقال إن موانئ دبي العالمية التي كانت تدير 25 محطة في العالم في عام 2007، تدير اليوم 65 محطة عبر 6 قارات في العالم. وأضاف أن أفريقيا توفر أفضل إمكانية للنمو على مستوى العالم، إلا أن المشكلة تكمن في عدم جاهزية بنيتها التحتية، وموانئها تفتقر إلى القدرة على التعامل مع الحاويات، فضلاً عن عدم كفاءة سلاسل الإمداد والخدمات اللوجستية التي تجعل كلفة النقل متباينة بدرجة كبيرة جداً من دولة إلى أخرى.

وكشف بن سليم أنهم يتحدثون اليوم لدولة جنوب السودان بشأن إمكانية خلق مشروع «نقل نهري» من بحيرة فكتوريا عبر النهر، أو ربما عبر مومباسا إلى بحيرة فكتوريا ..إلخ، وهو الأمر الذي يعتمد على عمق النهر وعوامل أخرى، ومن بحيرة فكتوريا يمكن النقل إلى بروندي حتى رواندا، مضيفاً بالقول: «نحن ندرس تلك الإمكانية، ولا نعرف حتى الآن إن كان هذا المشروع ممكناً، ولكننا ننظر في طرائق خفض كلفة النقل».

وأكد أهمية إيجاد طرائق مبتكرة لخفض كلفة الشحن، ومن ذلك سكك الحديد، ولكن النقل عبرها مكلف جداً، ويستغرق وقتاً أطول، موضحاً أن البنية التحتية هي عائق النمو في أفريقيا، ولكن برغم هذا العائق لا تزال أفريقيا تحقق نمواً، وهناك حاجة ماسة إلى مشاريع تعزز بنيتها التحتية.

فرص قائمة

وأشار بن سليم إلى أن أنهم يدرسون عن قرب وبصورة مستمرة الفرص القائمة في البلدان الإفريقية، منوهاً بأن قرارات الاستثمار لديهم ترتبط إلى حد كبير بسعيهم إلى تلبية احتياجات العملاء، وكذلك لضمان تحقيق القيمة المضافة في أي استثمار، بما يعود بالفائدة على جميع أصحاب المصلحة في المعادلة الاستثمارية.

وبسؤاله عن مدى اهتمام موانئ دبي العالمية بالاستثمار في كل من ميناء أبابا بورت وميناء تين كان في نيجيريا، قال بن سليم إنهم يولون أهمية كبيرة لنيجيريا، ولكنهم لم يجدوا بعد الفرصة الصحيحة هناك، مشيراً إلى أن الأمر لا يزال تحت التقييم.

خدمات المناولة

وأكد بن سليم أن موانئ دبي العالمية ارتقت عبر تطويرها لموانئ إفريقية بخدمات المناولة في تلك الموانئ، حيث تشكّل خدمة العملاء إحدى أولويات الشركة الحريصة دوماً على تطوير المحطات والموانئ في العالم، بما فيها الموانئ الإفريقية.

وقال إن موانئ دبي العالمية تشغل في الوقت الراهن محطات عدة في كل من جيبوتي وموزمبيق ومصر والجزائر والسنغال، إضافة إلى عمليات التحميل والتفريغ في أربعة موانئ جنوب إفريقية، كاشفاً عن خطط للشركة لإنشاء محطات حاويات جديدة في كل من مصر والسنغال، وهي أمور ترتبط بالطلب القائم من السوق والعملاء.

وأكد بن سليم الأهمية الكبيرة التي توليها موانئ دبي العالم لتوسعاتها في إفريقيا، وخاصة أن إفريقيا حققت نمواً متسارعاً خلال السنوات الماضية، لتصبح اليوم ضمن أسرع 10 اقتصادات نمواً في العالم، مشيراً إلى أن موانئ دبي العالمية أدت دوراً مهماً في تعزيز النمو الاقتصادي في البلدان الموجودة فيها في مختلف مناطق العالم، بما فيها القارة الإفريقية، وخلقت المزيد من مواطن الشغل في الموانئ الإفريقية، وهي تعمل اليوم، وتؤمن بالشراكات الاستراتيجية التي من شأنها توليد القيمة المضافة، وتحقيق النفع للجانبين، سواء الإمارات أو الدول التي تستثمر فيها.

وأكد بن سليم أن موانئ دبي العالمية تسهم في الارتقاء بصناعة تطوير وإدارة الموانئ على النطاق الدولي، من خلال توليها إدارة وتطوير أكثر من 65 محطة بحرية في 6 قارات، بما في ذلك المشاريع الجديدة قيد الإنجاز في كل من الهند وإفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط.

وقال إن أول عمليات لموانئ دبي العالمية في القارة الإفريقية بدأت في عام 2002 من ميناء جيبوتي، ومنه توسعت عمليات موانئ دبي العالمية إلى باقي القارة الإفريقية، وصولاً اليوم إلى ميناء مابوتو في موزامبيق الواقع على الساحل الجنوب - شرقي لإفريقيا.

محطة دوراليه

وأكد بن سليم، في رده على سؤال لـ«البيان الاقتصادي» بشأن تطورات عملية التحكيم الخاصة بالنزاع القائم بين موانئ دبي العالمية وجيبوتي بشأن محطة دوراليه التي تديرها الشركة في جيبوتي، قائلاً إن ما حدث في جيبوتي هو سوء فهم، وموانئ دبي العالمية لا تزال تدير المحطة بشكل طبيعي، وإنها استثمرت فيها بثقل، ومن ثم أسهمت في تعزيز الاقتصاد الجيبوتي، وخلقت نحو أكثر من 600 وظيفة هناك، إلى جانب برامج التدريب التي تقدمها لأبناء جيبوتي، والتي مكنتهم خلال السنوات العشر الماضية، ليس من تأمين وظائف في محطة دوراليه فقط، وإنما مكنتهم من العمل خارج حدود جيبوتي أيضاً، وتأمين وظائف مشابهة في البلدان التي تستثمر فيها موانئ دبي العالمية في العالم.

وقال إن الخلاف حالياً لدى النظام القضائي (المحكمة في لندن) للبت بشأنها، مضيفاً أنه ليس لديهم أية معلومات متى يمكن أن تبت المحكمة بشأن هذه القضية، مؤكداً الأهمية التي توليها موانئ دبي العالمية لجيبوتي، ولهذا الميناء الحيوي، حيث تتجاوز الطاقة الاستيعابية للميناء 1.5 مليون حاوية نمطية، وتعد محطة دوراليه البحرية الأكثر تطوراً على الساحل الشرقي لإفريقيا.

وكانت محطة دوراليه قد افتتحت رسمياً في نهاية عام 2008، وتتمتع بموقع استراتيجي على مفترق طرق خطوط الشحن الرئيسة التي تربط إفريقيا، كما أنها لا تبعد أكثر من 11 كلم جنوب جيبوتي، وتصلها بإثيوبيا طرق مباشرة. ويوفر الميناء الذي يقع على طريق التجارة الرئيس من الشرق إلى الغرب، مركزاً آمناً لبضائع الترانزيت والأنشطة ذات الصلة.

محطة داكار

وفيما يتعلق بالخلاف الذي كان قائماً بين موانئ دبي العالمية والسنغال بشأن محطة «موانئ دبي العالمية-داكار»، قال بن سليم إنه لم يكن هناك أي خلاف يذكر بين الجانبين، وإن وسائل الإعلام هناك أثارت قضية مستقبل موانئ دبي العالمية في محطة داكار، بعد مغادرة حكومة وتولي حكومة جديدة هناك، موضحاً أن وسائل الإعلام في السنغال حاولت جر موانئ دبي العالمية إلى هذا الحديث، برغم أنه لا صلة لنا بالأمر، وهذا ما أدركته الحكومة السنغالية الجديدة فيما بعد، وهي سعيدة جداً بتطويرنا لميناء دكار، وأكد بن سليم متانة العلاقات الإماراتية السنغالية، وقال إن محطة داكار في السنغال تعد نموذجاً متميزاً على جهود موانئ دبي العالمية في الإسهام في تطوير اقتصادات الدول التي تدخل موانئها، منوهاً بأن موانئ دبي العالمية خلقت أكثر من 200 فرصة عمل جديدة في السنغال.

وأضاف بن سليم أن موانئ دبي العالمية حولت محطة داكار في السنغال إلى أكبر محطة بحرية في غرب إفريقيا وأكثرها حداثة. وأدت توسعة المحطة في نوفمبر من عام 2011 إلى زيادة الطاقة الاستيعابية من أقل من 300 ألف حاوية نمطية (قياس 20 قدماً) إلى أكثر من 600 ألف حاوية نمطية، ومن ثم تعزيز قدرتها على مناولة أحجام أكبر من البضائع، ما انعكس بشكل إيجابي على التجارة والاقتصاد السنغالي، مشيراً إلى أن موانئ دبي تملك أيضاً حق امتياز تطوير محطة «بورت دي فيتور» خارج السنغال التي سيتم بناؤها وفقاً للطلب القائم في السوق.

سوق إفريقيا

وتحدث عن خطط موانئ دبي تجاه التوسع في إفريقيا، حيث تعمل على ربط القارة الإفريقية بالأسواق العالمية، ما يعزز النمو في اقتصادات تلك البلدان الإفريقية، مؤكداً الدور الحيوي لإفريقيا في الاقتصاد العالمي، باعتبارها مصدراً غنياً بالثروات الطبيعية والموارد الأولية والسلع والأغذية لأسواق العالم الأخرى.

واستعرض بن سليم الأهمية التي توليها موانئ دبي العالمية لميناء مابوتو الواقع على الساحل الجنوب - شرقي لإفريقيا البوابة الرئيسة للمناطق الداخلية الاقتصادية الشاسعة لإفريقيا الجنوبية، قائلاً إنه يؤدي دوراً حيوياً في الربط بين مراكز الإنتاج والتعدين والتجارة الإقليمية وأسواق جنوب شرق آسيا.

ويمثل الميناء الذي يرتكز نشاطه على مناولة بضائع المنشأ والمقصد، محطة الشحن الرئيسة للمناطق الداخلية لإفريقيا الجنوبية، مثل مقاطعة غوتينغ وسوازيلاند وبوستوانا وزيمبابواي وملاوي. وتدير موانئ دبي العالمية ميناء مابوتو وميناء داخلي جاف، وتشغل محطة في الميناء، كما تستثمر موانئ دبي العالمية في البنية التحتية لميناء مابوتو، إلى جانب أن موانئ دبي العالمية هي المشغل للميناء من خلال شراكة مع الحكومة الموزمبيقية.

علاقات استراتيجية مع مصر

أكد رئيس مجلس إدارة موانئ دبي العالمية الأهمية الكبيرة التي توليها الشركة لمصر، في ظل العلاقات الاستراتيجية الوطيدة التي يرتبط بها البلدان.

وقال سلطان أحمد بن سليم، رداً على سؤال حول الاستثمار في الممر الملاحي الجديد لقناة السويس إن الشركة على علم بهذا الممر، لكنه ليس بالميناء، وإنما هو تطوير للمنطقة الصناعية حول قناة السويس، لتسهيل وتسريع الشحن.

وقال إن موانئ دبي تراقب الفرص القائمة في هذا الممر، لمعرفة ما يمكن عمله هناك، مضيفاً: أن الشركة تذهب حيث يذهب عملاؤها، من أجل تقديم الخدمات لهم، ونحن بشكل عام لا نستثمر أبداً في أي مكان لا يوجد عليه طلب.

وتم عرض شرح يوضع ثقل الشركة في السخنة، حيث تقع «موانئ دبي العالمية - السخنة» عند المدخل الجنوبي لقناة السويس على بعد نحو 120 كيلومتراً من القاهرة، ويقع الميناء بالقرب من المنطقة الاقتصادية الخاصة بشمال غربي السويس، وهو عبارة عن منشأة بحرية فائقة التطور تضم أحدث ما تم التوصل إليه في مجال التقنية ومهارات الإدارة والأمن. ويتميز الميناء الذي يقع مباشرة على الطريق التجاري الرابط بين المنطقة الشرقية والمنطقة الغربية، بموقع مثالي للتعامل مع الحركة البحرية من وإلى مصر والمنطقة بشكل عام، فضلاً عن الأسواق الأخرى حول العالم.

ويتمتع ميناء «السخنة» بطاقة استيعابية تبلغ مليون حاوية نمطية، ويتصل بشبكة مواصلات حديثة تضم طريقاً سريعاً وخدمات القطار، وبأنه الأقرب إلى القاهرة التي تضم 18 مليون مستهلك، وتبعد مسافة 120 كلم عن الميناء.

وفي يناير 2008، حازت شركة موانئ دبي العالمية عقد امتياز لتشغيل وإدارة وتطوير الميناء، حتى يتمكن من الوصول إلى طاقته القصوى، مستفيداً في ذلك من موقعه وقدرته التنافسية. وبعد سنتين، فازت الشركة بعقد امتياز آخر لتطوير الحوض الثاني في ميناء السخنة.

الموانئ الجزائرية

أكد سلطان بن سليم، أهمية الموانئ الجزائرية، حيث باشرت الشركة العمل هناك في مارس من عام 2009، في مشروع مشترك مع هيئة الموانئ الجزائرية. ويتمتع الميناء بموقع جيد بالقرب من خطوط بحرية عميقة المياه، ويخدم كبوابة تجارية لمناطق الجزائر الداخلية، إلى جانب عقد امتياز حصلت عليه موانئ دبي العالمية مدته 30 عاماً لتطوير عمليات ميناء جن جن، بالشراكة مع الحكومة الجزائرية، ويتضمن أيضاً تعزيز مستوى الأمن والسلامة في الميناء وتدريب جزائريين. ويقع الميناء بالقرب من جميع طرق التجارة من الشرق إلى الغرب، ويوفر بديلاً ممتازاً للموانئ المكتظة في جنوب أوروبا. ويتمتع الميناء بغاطس عمقه 17 متراً، ويعد من المحطات القليلة في البحر المتوسط التي يمكن الوصول إليها بسهولة وأقل قدر ممكن من الانحرافات عن الطرق البحرية الرئيسة.

خفض الكلفة

قال سلطان بن سليم إن تراجع أسعار النفط أدى إلى خفض كلفة النقل، لكن هناك مشكلة كبيرة في خطوط الشحن، وكانت كلفة نقل الحاوية إلى أوروبا في الماضي 1800 دولار، واليوم وصلت إلى 500 من الصين إلى أوروبا على سبيل المثال، والسبب هو وجود مبالغة في سعة سفن الشحن، حيث تبنى اليوم سفن عملاقة، وهذه السعة تتجاوز التجارة.

وأشار إلى أن موانئ دبي العالمية تعمل على خفض الانبعاثات الكربونية في مختلف أنشطتها حول العالم .

65

محطة تديرها شركة الموانئ في قارات العالم

150

ألف حاوية حجم المناولة يومياً حول العالم

1300

رافعة تشغلها موانئ دبي في محطاتها المختلفة

1.374

هكتار مساحة منطقة فناء السفن التي تغطيها الموانئ

66

ألف سفينة تتعامل معها الشركة سنوياً

Email