ضاحي خلفان داعياً شركات دبي إلى عقد شراكات مع نظيراتها من أبوظبي :

نحتاج إلى تكتلات اقتصادية إماراتية تنافس " الأجنبية "

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

طالب معالي الفريق ضاحي خلفان تميم نائب رئيس الشرطة والأمن العام بدبي، الشركات الإماراتية إلى تشكيل تكتلات اقتصادية محلية قوية تستطيع منافسة نظيراتها الأجنبية، مشيراً إلى أن هذه الأخيرة دائماً ما تحقق الأرباح الأعلى مقارنة مع الشركات المحلية في السوق المحلي،..

وهذا الأمر يحتاج إلى خطط استراتيجية قصيرة المدى لتغييره لصالح الشركات الوطنية. كما دعا مواطني دولة الإمارات إلى تأسيس أعمالهم الخاصة وعدم الاعتماد على الشركاء الأجانب، مؤكداً أنه من الأفضل أن يعملوا مع شركاء مواطنين للاستفادة من الفرص التي يوفرها السوق.

وحذر معالي الفريق ضاحي خلفان في كلمة ألقاها خلال مشاركته ضمن فعاليات «ملتقى المعرفة السنوي»، الذي استضافته أمس دائرة التنمية الاقتصادية في دبي، حذر من مخاطر هيمنة سوق معين على السوق المحلي، بحيث تكون حكراً على سوق دون آخر، لذا يتوجب ضبط مسار الهيمنة وتوزيع الفرص السوقية بشكل مدروس لضمان تنافسية الأعمال واستدامتها...

مشيراً إلى ضرورة دراسة أنشطة الإغراق وتأثيرها على المنتجات المحلية واتباع نهج استراتيجية السوق والتي تتضمن سهولة الوصول للمنتجات، وبلوغ الأسعار المتاحة، ودراسة الأوضاع الاقتصادية بحيث نتجنب التعرض للمخاطر المالية.

ونظمت الدائرة الملتقى تحت عنوان «استشراق المخاطر الاقتصادية واستراتيجية امتلاك الخبرات المواطنة لضمان استدامة التنمية الاقتصادية والاجتماعية»، وجاءت في إطار العمل على رفع مستوى المعرفة لدى موظفي الدائرة ومؤسساتها حول المخاطر والتحديات التي قد يواجهها اقتصاد الإمارة وسبل التعامل والتصدي لها، والسياسات والإجراءات العملية لتحفيز العمالة الوطنية على استدامة التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

بحضور سامي القمزي، مدير عام دائرة التنمية الاقتصادية بدبي، وعدد من كبار المسؤولين، وموظفي الدائرة، كما حضر الملتقى العميد أحمد عتيق المقعودي، مدير مكتب نائب رئيس الشرطة والأمن العام بدبي. وحضور ليلى الجاسم، مدير إدارة المعرفة في اقتصادية دبي، وعدد من المديرين التنفيذيين، إلى جانب مديري الإدارات من الموظفين في الدائرة ومؤسساتها.

ثم قام سامي القمزي مدير عام دائرة التنمية الاقتصادية بدبي، بتكريم معالي الفريق ضاحي خلفان تميم على هامش الملتقى، وقدم له درعا تذكارية، وقدم له الشكر على مشاركته الفاعلة والقيمة في هذا الملتقى.

تعزيز التنافسية

وأكد نائب رئيس الشرطة والأمن العام بدبي أن شركات دبي مطالبة بالبحث عن شراكات استراتيجية مع مثيلاتها في أبوظبي، وهو الأمر الذي سيساهم في تعزيز تنافسية الشركات الوطنية ويدعم قوة الاقتصاد المحلي ومردوده على الدولة، كما يمد الشركات بالقوة لدخول غمار العالمية انطلاقاً من الإمارات، مشيراً إلى أن تنافس الشركات المحلية مع بعضها، يقل من متانتها ومن فرص نموها داخل السوق المحلي وخارجه.

وأضاف معالي الفريق ضاحي خلفان : «يتمتع اقتصاد إمارة دبي ودولة الإمارات بشكل عام بالعديد من المزايا التي تجعله في مصاف الدول التي تلعب دوراً رئيسياً في السوق العربي والأفريقي..

فضلاً عن علاقاتها الخارجية الطيبة مع مختلف الدول على جميع الأصعدة، ولكن يتوجب على أي دولة وضع دراسات خاصة بالمخاطر المحتملة على المدى القصير والمتوسط والبعيد أيضاً. ويجب علينا وضع المخارج القانونية، والاستراتيجية اللازمة لتجنب المخاطر المحتملة».

قائمة المخاطر

وأضاف: «يجب وضع أسوأ الاحتمالات في قائمة المخاطر المتوقعة ودراستها، ومن أبرز هذه المخاطر المحتملة: مخاطر هيمنة سوق معين على السوق المحلي، بحيث تكون حكراً على سوق دون آخر..

لذا يتوجب علينا ضبط مسار الهيمنة وتوزيع الفرص السوقية بشكل مدروس لضمان تنافسية الأعمال واستدامتها، ودراسة مسألة الإغراق الاقتصادي الذي قد يؤثر على المنتج الإماراتي. ومن هذا المنطلق يتحتم علينا اتباع نهج استراتيجية السوق من سهولة الوصول، الأسعار المتاحة، ودراسة الأوضاع الاقتصادية وقيادة حركة المنتجات في السوق المحلي لضمان عدم التعرض لمثل هذه المخاطر».

وأكد على أن إمارة دبي تمتلك المعرفة في إدارة الأزمات إلى جانب امتلاكها المعرفة في العديد من المجالات الاقتصادية، ومثال على ذلك: المعرفة في إدارة الموانئ التي استثمرتها بشكل واضح وتوسعت بها في الأسواق العالمية، وكذلك صناعة اليخوت التي بات لها اسم عالمي ومكانة مرموقة في السوق المحلي والدولي.

وقال: «يجب علينا خلق شراكات بين المؤسسات الوطنية لتصبح تكتلات قوية، وإتاحة الفرصة للكفاءات الوطنية، وإعطائهم الأولية للتسابق في دائرة التنافس، بحيث يكون للشركات الوطنية تواجد في الأسواق العالمية. ونتملك العديد من التجارب والمعرفة التي استثمرت في الأسواق، وبإمكاننا الاستمرار وتشجيع الفئات الوطنية الشابة على الإصرار والتخطيط وخوض تجربتهم في ريادة الأعمال».

ملتقى المعرفة

وقالت ليلى الجاسم: «يسعدنا إطلاق «ملتقى المعرفة السنوي» في دورته الأولى، والذي حاز بتفاعل واضح من قبل موظفي الدائرة ومؤسساتها، ونشكر معالي ضاحي خلفان على تشريفه بالحضور وترأسه الملتقى الذي قدم خلاله الكثير من المعرفة حول المخاطر والتحديات التي قد يواجهها اقتصاد إمارة دبي، وآلية العمل على حلها والتصدي لها، إلى جانب إثرائه بالعديد من السياسات والإجراءات العملية التي من شأنها أن تحفز المواطنين وخاصة الشباب منهم على اكتساب الكفاءات العالية الضرورية للانخراط في اقتصاد المعرفة».

وأضافت ليلى: «تسعى إدارة المعرفة في اقتصادية دبي إلى حصر وتجميع المعرفة من مختلف المصادر وتخزينها وإعادة تطبيقها، وكذلك تحديد المعرفة الجوهرية، وكيفية الحصول عليها وتخزينها، فضلاً عن جذب الخبرات والكفاءات لوضع الحلول للتحديات التي قد تواجه الدائرة ومؤسساتها. ويعد الملتقى انطلاقة جديدة في سبيل تحصيل ورفع مستوى المعرفة لدى الموظفين».

ونوهت ليلى أن المبادرات المقبلة ستركز على استقطاب الخبرة والمعرفة المطلوبة من خلال مختلف القنوات الداخلية أو الخارجية، ومن ثم العمل على تنظيمها ونشرها بما يتناسب مع احتياجات مختلف الأنشطة الإدارية كاتخاذ القرارات، وحل المشكلات، وتطوير الخطط الاستراتيجية في اقتصادية دبي ومؤسساتها.

وتنطوي مهام إدارة المعرفة على تحري المعرفة والخبرة الموجودة بالدائرة والمؤسسات التابعة، سواء كانت معرفة مستخدمة أو غير مستخدمة، أو لم تستخدم بصورة واضحة..

وتحديد المعرفة المطلوبة حالياً ومستقبلياً حتى تتمكن الدائرة من تطوير المهارات توقعاً للحاجة المستقبلية. تأتي الخطوة المقبلة في العمل على توفير المعرفة بصورة أكبر، وبالتالي تطوير قاعدة البيانات والمعرفة، وتطوير الأنظمة التي تسهل للمحتاجين للمعرفة التعرف والوصول إليها.

رفع مستوى المعرفة

قال سامي القمزي، مدير عام دائرة التنمية الاقتصادية : إن ملتقى المعرفة السنوي يأتي في إطار حرصنا على رفع مستوى المعرفة لدى موظفي الدائرة ومؤسساتها حول المخاطر والتحديات التي قد يواجهها اقتصاد الإمارة، وسبل التعامل والتصدي لها، والسياسات والإجراءات العملية لتحفيز العمالة الوطنية على استدامة التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وأضاف «نلتزم في دائرة التنمية الاقتصادية بنشر الوعي بمفاهيم إدارة المعرفة وضمان الفهم الكامل لمضامينها التطبيقية، لخلق بيئة تنظيمية تشجع كل موظف على المشاركة بالمعرفة لرفع مستوى معرفة الآخرين.

ونسعى من خلال هذا الملتقى إلى الاستفادة من الخبرات في مجال إدارة المعرفة، للوصول إلى تحقيق أهدافنا الاستراتيجية وهي تعزيز التنافسية والنمو الاقتصادي المستدام، والارتقاء بالأداء وفق أعلى المعايير العالمية. ونحن على ثقة من النتائج الطبية التي ستثمر من هذا الملتقى في تفعيل دور ومهام إدارة المعرفة.

Email