الشركات الأميركية تتطلع إلى الإمارة كمركز للتوسع الإقليمي

15 % النمو السنوي للاستثمارات الأجنبية في دبي

■ مؤتمر الشركات الأميركية يبحث دور دبي في توسعها بالمنطقة | دينس مالاري

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد المشاركون في مؤتمر «آفاق الأعمال في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» والذي افتتح أمس بدبي، أهمية دبي كمركز لوجستي عالمي لتوسع الشركات الأميركية في المنطقة وشمال أفريقيا .

وأشار المشاركون في المؤتمر الذي نظمه مجلس العمل الأميركي بحضور أكثر من 320 ممثلاً تجارياً من 16 ولاية أميركية، إلى أن دبي وبما تملكه من موقع استراتيجي وبنية تحتية متطورة وخطوط طيران تصل إلى مختلف أنحاء العالم تشكل بيئة ملائمة لانطلاق هذه الشركات وتوسعها نظراً لحجم الفرص الكبيرة وإمكانات النمو في المنطقة.

إلى ذلك أشار فهد القرقاوي المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لتنمية الاستثمار التابعة لدائرة التنمية الاقتصادية، إلى أن دبي تستهدف نمواً سنوياً يصل إلى 15% في الاستثمارات الأجنبية المباشرة.

وعكس مستوى المشاركة أهمية المؤتمر والذي تناول أهمية تعظيم الفرص الفريدة المتاحة للشركات الأميركية العاملة في المنطقة وتلك التي تستخدم دبي كبوابة تجارية للمنطقة، حيث شارك في الحدث أكثر من 20 من كبار الملحقين التجاريين والمتخصصين وعقدوا 400 اجتماع ثنائي على هامش المؤتمر.

وأكد فهد القرقاوي المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لتنمية الاستثمار في كلمة ألقاها في المؤتمر، أن الحدث يمثل منصة استراتيجية للاستثمارات الأجنبية المباشرة لدبي في التعامل مع الشركات الأميركية والمستثمرين وهو يمثل خطوة مهمة في هذه الاستراتيجية الهادفة إلى تعزيز الاستثمارات في الصناعات المبتكرة والقائمة على المعرفة.

وقال القرقاوي إن الشركات الأميركية تتطلع إلى خطوة أبعد من الأسواق التقليدية وتأسيس تواجد لها في الأسواق الواعدة، وبالنسبة لها فإن دبي تمثل إحدى أفضل البنى التحتية اللوجستية والأكثر تنافسية كما أنها أفضل مركز ربط لسوق استهلاكية واسعة تضم أكثر من 2.2 مليار شخص يعيشون في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وشبه القارة الهندية.

وأكد القرقاوي أن الولايات المتحدة من أهم الشركاء التجاريين للإمارات سواء على مستوى التجارة أو الاستثمار بالإضافة إلى كون الولايات المتحدة لاعباً رئيساً في اقتصاد العالم وهناك فرص كبيرة للشركات الأميركية للتوسع لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا عبر دبي..

مشيراً إلى أنه تم الاتفاق على ذلك قبل أربع سنوات من خلال زيارة نائب وزير التجارة الأميركي سانشيز، واليوم هذه الاتفاقيات تأخذ وتيرة أسرع مع زياراتنا المتكررة للولايات المتحدة كانت الأخير قبل 3 أشهر، حيث تم الاتفاق على دعم مؤتمر آفاق الأعمال في الشرق الأوسط وأفريقيا في دبي ونحن شركاء رئيسيين في المؤتمر.

وقال إن أهمية المؤتمر تكمن في مشاركة ملحقات تجارية أميركية في 40 دولة أفريقية كلها تتخذ من دبي مركزاً لإطلاقها للسوق الأفريقية، ويبقى الموضوع الأهم هو اللوجستي والدعم اللوجستي الذي يمكن أن تقدمه دبي للشركات الأميركية للانطلاق لأسواق أفريقيا وهي نقطة رئيسية بين البلدين.

وأضاف القرقاوي أن إجمالي التبادل التجاري بين الولايات المتحدة الأميركية والإمارات سجل نحو 91 مليار درهم (25 مليار دولار)، ونتوقع نمواً في حجم التبادل التجاري بنهاية عام 2015. وهناك تسارع في الطلب على السلع من المنطقة ومن الأسواق التي تخدمها دبي ما سيرفع إعادة التصدير.

واستبعد القرقاوي أن تؤثر الحملة التي تقوم بها ناقلات أميركية كبرى ضد الناقلات الوطنية في الإمارات، حيث تتهم طيران الإمارات وطيران الاتحاد بكونها تستفيد بشكل غير عادل من الدعم الحكومي، على متخذ القرار في الولايات المتحدة..

حيث متخذ القرار هدفه الأول هو الوصول لبضاعته للأسواق المطلوبة من أقرب نقطة وأفضل مركز، واليوم الناقلات الوطنية الإماراتية متفوقة في عدد المدن التي تغطيها، حيث تغطي 9 مدن في الولايات المتحدة عبر رحلات يومية البعض منها تصل إلى 2-3 رحلات يومياً بالإضافة إلي مدينة عاشرة وهذا يؤثر بشكل كبير من الجانب اللوجستي سواء من جانب السلع أو تنقلات الأفراد.

من جانبه قال ساعد العوضي المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لتنمية الصادرات التابعة لدائرة التنمية الاقتصادية، إن تنمية وسياسات البنية التحتية في دبي سعت دوماً إلى تعزيز جاذبية دبي كمركز تجاري عالمي، وتحديداً كمركز للتصدير وإعادة التصدير. ويجري حالياً توزيع المنتجات والخدمات الأميركية المختلفة في الشرق الأوسط وأفريقيا عبر دبي.

وقال إن مؤسسة دبي لتنمية الصادرات تنظر إلى هذا المؤتمر كفرصة للتعريف بجهودنا الناجحة في تمكين المصدرين المحليين وتوسيع حضورهم في الأسواق الجديدة.

وأشار داني سبرايت رئيس مجلس الأعمال الأميركي الإماراتي إلى أن تنظيم مثل هذا الحدث في دبي يعد آلية ناجعة لشركات القطاعين العام والخاص لاستكشاف الرؤى الصناعية والتعرف إلى واقع ممارسة الأعمال التجارية في هذه المنطقة.

وأضاف أنه من خلال تنظيم المؤتمر فإن وحدة الخدمات التجارية الأميركية التابعة لوزارة التجارة الأميركية قد قدمت فرصة نادرة للمؤسسات والشركات ذات العلاقة لتوسيع أعمالهم وتطوير روابطهم مع كبار المسؤولين التجاريين في الحكومة الأميركية والدبلوماسيين وإتاحة الوصول إلى أكثر من 19 سوقاً نامية، موضحاً أن الشراكة التي تم إنشاؤها هذا المؤتمر ستسمح للشركات التجارية الأميركية مواصلة النمو في المنطقة وتعزيز علاقاتها مع الإمارات.

وقال ناصر عباسي الملحق التجاري في القنصلية الأميركية في دبي، إن المؤتمر سيحمل بالتأكيد إلى المستوى التالي من خلال استضافة لقاءات شخصية، والتي تمكن المشاركون من التركيز على تحديد التحديات الخاصة التي تواجه القطاعات الخاصة وتسخير التآزر المحتمل للمضي قدماً.

وأشار الجردي إلى أن التجارة الثنائية بين الإمارات والولايات المتحدة في الأعوام الـ 6 الماضية فاقت اقتصادات أكبر بكثير. الإمارات تتمتع ببنية تحتية متقدمة واستقرار في الاقتصاد الكلي وقوة عمل قادرة لدفع دعمها للنمو الإقليمي. الإمارات تقدم للشركات الأميركية منصة رائعة للتوسع انطلاقاً للمنطقة وأفريقيا.

وقال إن هذا المؤتمر هو الأول من نوعه الذي ينظم في الخارج وهو اعتراف واضح بعدد الشركات الأميركية الهائل والتي تتخذ من دبي مقراً إقليمياً لأعمالها والتي يصل عددها اليوم لأكثر من 1000 شركة أميركية تنشط في أسواق الإمارات من مختلف القطاعات، وهناك 500 عضو في مجلس العمل الأميركي في دبي.

وقال الجردي إن الرسالة الني نريد توجيهها للشركات الأميركية المشاركة في المؤتمر أنه لا تركزوا على السوق الإماراتية فقط ولكن على الفرص الأوسع والتي تفتح الإمارات الزبواب لها..

واليوم يشارك في المؤتمر من مؤسسة دبي لتنمية الاستثمار ومؤسسة دبي لتنمية الصادرات، فهم مهتمين بالترويج لهذه الفرص في دول أخرى أيضاً باعتبار أن الشركات تتخذ من دبي قاعدة للانطلاق والتوسع بالأعمال لأسواق المنطقة. وأكد الجردي أن دبي أفضل وجهة لنمو وتوسع الشركات الأميركية لأسواق المنطقة.

وأوضح أن الشركات الأميركية تركز على قطاعات السياحة واللوجستية والنقل في دبي وهي القطاعات التي ستتابع التركيز عليها مع استعدادات دبي لاستضافة إكسبو 2020.

من جانبه قال ريز خان الرئيس التنفيذي لشركة «غلوبال ميديا برودكشن»، والذي أدار جلسة بعنوان «لماذا دبي؟»

، والتي سلطت الضوء على العوامل التي جعلت دبي الخيار الأمثل للشركات الأميركية والشركات العالمية لتأسيس مكاتب وفروع إقليمية لأعمالها، قال إن أبرز تلك العوامل هي البنية التحتية العالمية وكون دبي مركزاً لوجستياً ومالياً وخدمات هي الأفضل في المنطقة إلى جانب الاستقرار السياسي والأمني والذي تنعم به دبي والإمارات بشكل عام، وكذلك القوانين والتشريعات والبيئة الاستثمارية المحفزة والمشجعة للاستثمار في دبي.

وقال خان لقد ولدت في اليمن وعندما جئت إلى دبي في عام 2001 تفاجأت بحجم التطور الكبير الذي تعيشه دبي منذ أن جئت إليها قبل 14 عاماً وهو تطور مدهش بحق، دبي تتيح للشركات ممارسة الأعمال بحرية وتضمن الازدهار والتوسع لتلك الشركات في أسواق المنطقة. ما أنجزته دبي من مشاريع بنية تحتية ومشاريع عقارية هو إنجاز فريد ومتميز.

بوينغ

ومن جهته استبعد جيف جونسون رئيس بوينغ الشرق الأوسط، أي تأثير سلبي على العلاقات التجارية بين الإمارات وأميركا بسبب قطاع الطيران والحملة التي تقوم بها شركات الطيران الأميركية ضد نظيراتها الخليجية.

وقال إن هناك علاقات راسخة وقوية بين الطرفين وهناك التزام كبير لتطوير وتعزيز هذه العلاقات في مختلف المجالات وخاصة في قطاع الطيران، حيث تعد شركات طيران الامارات والاتحاد للطيران من كبار شركاء بوينغ وقد كانت طيران الامارات هي التي تقف وراء تطوير الطائرة الأحدث في بوينغ وهي 777 اكس والتي توجتها بشراء 150 طائرة خلال معرض دبي للطيران 2013.

وأشار جونسون إلى أن هناك أكثر من 500 طائرة لشركة بوينغ تعمل في أساطيل شركات الطيران الإقليمية وهناك أيضا أكثر من 200 طائرة طلبيات لشركات إماراتية لدى بوينغ، الأمر الذي يعكس حجم العلاقات ونوعية الشراكات بين الطرفين.

 نقاش

في تصريحات لـ «البيان الاقتصادي» قال أرون كومار مساعد وزير التجارة الأميركي لشؤون الأسواق العالمية، إن هناك نقاشاً مفتوحاً الآن تقوم به وزارات (التجارة والخارجية والنقل) الأميركية فيما يتعلق باتهامات الناقلات الأميركية لـشركات الطيران الخليجية بأنها تستفيد من الدعم الحكومي.

وقال إنه تمت دعوة جميع الأطراف ذات العلاقة للمشاركة في هذا النقاش وسيتم دراستها من قبل مختلف الإدارات في الحكومة الأميركية ومن ثم ستتخذ الخطوة المقبلة بحسب ما ستخرج به تلك المناقشات.

وأكد كومار الأهمية الكبيرة للعلاقات الأميركية الإماراتية وقال إن البلدين يرتبطان بعلاقات استراتيجية بعيدة وعلاقات متبادلة تحقق المنفعة للجانبين، مشيراً إلى الأهمية الكبيرة التي توليها الولايات المتحدة الأميركية للمؤتمر.

وقال نحن نستخدم الحدث الضخم أيضاً للنظر إلى دبي والإمارات بشكل عام والتي شكلت مركزاً للشركات الأميركية للعمل في أفريقيا مع وجود شراكات ناجحة جدا تربط اليوم الإمارات والولايات المتحدة الأميركية ونريد أن تتعزز هذه الشراكة في أفريقيا أيضاً.

وحول مستقبل مفاوضات التجارة الحرة الأميركية الإماراتية والمتوقفة لسنوات وإن كان سيتم إعادة إحيائها اكتفى كومار بالقول بأن الولايات المتحدة الأميركية ترتبط بعلاقات تجارية ناجحة جداً مع الإمارات ونحن نركز على تعزيز أكبر لأرقام التجارة والاستثمار بين البلدين في الاتجاهين.

وأكد رمزي الجردي رئيس مجلس العمل الأميريكي في دبي، إمكانات النمو الهائلة التي تقدمها المنطقة، في الوقت الذي يسعى فيه مجلس العمل الأميركي إلى دعم الاقتصاد من خلال مبادرات مبتكرة مثل هذا المؤتمر.

وأضاف أن تقدم الإمارات في تقرير التنافسية العالمية للمنتدى الاقتصادي العالمي من المرتبة 19 إلى المرتبة الـ 12 لم يكن مفاجأة بالنسبة إليه وللعديد من الشركات الأميركية التي اختارت دبي والإمارات كمركز لأعمالها وأنشطتها في المنطقة.

استثمارات

أشار فهد القرقاوي إلى أن دبي تستهدف نمواً سنوياً في الاستثمارات الأجنبية يصل إلى 15% ونتوقع أن نحقق هذه النسبة مع نهاية العام الجاري. وقال فهد القرقاوي إن مثل هذا اللقاء يعكس المكانة التي باتت تحظى بها دبي كمركز لوجستي عالمي تتسابق إليها الشركات الأميركية الراغبة في تعزيز حضورها في القارة الأفريقية..

مشيراً إلى أن مشاركة أكثر من 20 ملحقاً تجارياً أميركياً يتواجدون في 40 دولة أفريقية يعكس حجم الاهتمام الأميركي بهذا المؤتمر والفرص التي توفرها دبي لهذه الشركات من حيث النمو والتوسع في المنطقة.

وأضاف أن الشركات الأميركية تتجه إلى دبي بكثافة من أجل سرعة الوصول إلى الأسواق الأفريقية بفضل موقعها الاستراتيجي وخطوط ورحلات الربط التي توفرها بفضل الحضور القوي لطيران الإمارات في أكثر من 20 وجهة في القارة السمراء، والمؤتمر يمثل فرص كبيرة للشركات الأميركية التي تنظر إلى دبي كبوابة تنطلق منها ليس إلى القارة الأفريقية بل إلى أسواق العالم ومنها آسيا، حيث النمو الاقتصادي.

Email