وسط تنامي المخاطر والتهديدات إقليمياً وعالمياً

»أعمال الإمارات« الأكثر أماناً عربياً وشرق أوسطياً

معرض أمن المعلومات يشهد طرح العديد من نظم الحماية للشركات والمؤسسات تصوير - زفير ويلسون

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد مختصون في تقنية المعلومات وخبراء في الحماية السايبيرية من مختلف أنحاء العالم أن مجتمع الأعمال في دولة الإمارات يأتي في المرتبة الأولى على المستويين العربي والشرق أوسطي، حيث يتميز بقوة وتطور الأنظمة الذكية المطبقة بما يكفل الأمان والحماية لكل المعلومات والبيانات الشخصية والتجارية.

وقال المدير الإقليمي للأسواق سريعة النمو، في «آربور نتووركس»، محمود سامي، إن النطاق الأمني نطاق واسع ويجب النظر إليه والتعامل معه عبر محاور عدة تستعرض كلاً من مستويات قوة وحدة الهجمات، والتعرف على أنواعها المختلفة، ومحاولة التعرف على الجهة المستهدفة، فضلاً على تحديد حجم الخسائر التي تلحق بالشركات العاملة التي لا تمتلك الحماية اللازمة. وأشار إلى أن السنوات الأخيرة شهدت تطورات كبيرة في إمكانات وقدرات المخترقين والمهاجمين الإلكترونيين، الأمر الذي يفرض على الشركات العاملة في مجالات تقنية المعلومات تحديات جسيمة، حيث نما معدل المخاطر الإلكترونية بشكل مطرد ومتسارع حتى سجل لغاية العام الماضي نسبة وصلت إلى 400%.

تعطيل تام

وذكر محمود سامي أن الأهداف التي ترمي إليها الأعمال التخريبية الإلكترونية تتمثل في تعطيل تام لكل أعمال الشركات والمؤسسات القائمة وذلك بحسب مكانتها وأهميتها في أن تكون خارج نطاق الخدمة تماماً، لافتاً إلى أن أبرز المساوئ هي الإساءة لسمعة الشركة ومكانتها علاوةً على الأموال الطائلة التي سوف تخسرها جراء تعطيل أعمالها ونشاطها لا سيما إذا ما كانت الشركة تقدم خدمات عبر الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) مما يضر بعلاقاتها والتزاماتها مع الغير من شركاء تجاريين ومستهلكين.

وأضاف محذراً، يعمد الكثير من المخترقين والقراصنة في عالم الإنترنت إلى أعمال تخريبية واسعة النطاق عبر إحداث ضجة كبيرة من خلال تعطيل كامل النظام الأمر الذي يسترعي انتباه وتركيز فريق العمل التقني في المؤسسة، ويتيح المجال لفريق آخر من القراصنة لاستغلال هذا التعطيل لسرقة المعلومات والبيانات.

هجمات موزعة

وشدد محمود سامي على الشركات اتخاذ كل التدابير الأمنية واعتماد أحدث الحلول التقنية في مكافحة هؤلاء القراصنة الذين يعتمدون سياسة الهجمات الموزعة والمتعددة لإحداث التعطيل التام لنشاط الشركة بما يفتح الباب على مصراعيه أمام مخترقين آخرين متعاونين لسرقة أي معلومات أو بيانات متاحة، مشيراً إلى أن القراصنة في الوقت الراهن يتميزون بالصبر الطويل، حيث يسجلون اختراقاً للمواقع الإلكترونية والبقاء لفترات طويلة تصل في حالات كثيرة إلى 200 يوم دون أن يشعر بهم أحد ويتحينون الفرصة المواتية وتحقيق أهدافهم في دمار شامل للموقع الإلكتروني للشركة.

وتابع المدير الإقليمي للأسواق سريعة النمو، في «آربور نتووركس» حجم الهجمات ينمو باطراد حيث إن تكرارها يؤدي نحو المزيد من التعقيد مما يستوجب استخدام مجموعة من الخدمات كتنقية حركة البيانات بالاستناد إلى السحابة بالإضافة إلى حلول الدفاع المتكاملة ضد هجمات حجب الخدمة متعدد الطبقات يكفل الحماية الشاملة لهذه المؤسسات بما يمكنها من صون بياناتها ومعلوماتها بصورة آمنة ودائمة.

نموذج مؤسسي

وأكد أن الاتجاه العام يرنو إلى تطبيق نموذج مؤسسي بلا حدود حيث يتيح وصول المستخدمين إلى التطبيقات والاستفادة القصوى من تطوير البنية التحتية للشبكة باعتبارها خدمة لا تقل عن خدمات الإنترنت، الأمر الذي يفرض تحديات إضافية على شركات تقنية المعلومات عبر ضمان ديمومة السيطرة والتحكم، مشيراً إلى أهمية التنسيق والتعاون بين الشركات التجارية العاملة وشركات التقنية المعلوماتية من خلال التعاطي مع كل المعلومات المتوافرة بما يحقق الجودة القصوى في تطبيق البرمجيات الحديثة كخدمات رئيسة.

بيئة ذكية

وبدوره، قال فيليب روغباند مدير تطوير الأعمال لأوروبا وروسيا وأفريقيا في شركة «سيسكو»، إن دبي قطعت أشواطاً متميزة في الآونة الأخيرة في مجالات الأمن المعلوماتي، حيث باتت متطورة بما يكفل لها صيانة بياناتها ويوفر لها بيئة عملية ذكية، تحديداً في أعقاب مبادرة حكومة دبي الذكية التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، عبر التركيز على تطوير والنهوض بالمؤسسات والهيئات الحكومية وتقديم كل الحلول الكفيلة بتجاوز التحديات العصرية المتجددة.

واستعرض روغباند أوجه التعاون بين مختلف الأطراف المعنية على المستويات كافة، الأمر الذي أسهم في إنجاح مبادرة حكومة دبي الذكية وجاهزيتها للاكتمال خلال الشهر المقبل من العام الجاري.

وتابع نحن نجتمع اليوم لعرض مختلف الحلول التقنية وفق أحدث الممارسات والتطبيقات على مستوى العالم، حيث نتبادل الخبرات والمشاركات في أطر من التعاون البناء مع العديد من الشركات والمؤسسات الإقليمية والعالمية.

التغييرات العصرية

ومن جهته أكد مدير التسويق في «دل» للشرق الأوسط، باسل أياس، أهمية التطوير المستمر لمواجهة التغييرات العصرية عبر توفير حلول أمنية فائقة الحماية كالجدران النارية لصون البيانات والمعلومات المركزية للمؤسسات والهيئات والشركات، مشيراً إلى أن ما يسمى بـ «الهجوم الصفري» من قبل القراصنة في الراهن سجل نمواً كبيراً خلال العام الماضي بنسبة بلغت 200%، الأمر الذي يستدعي تضافر كل الجهود وتسخير الخبرات العالمية كافة في هذا الإطار لتحقيق الأمان في صيانة وحفظ المعلومات والبيانات الرسمية والشخصية.

وأوضح أن غالبية الهجمات التدميرية في منطقة الشرق الأوسط تستهدف شركات الطاقة من النفط والغاز بالإضافة إلى المؤسسات المالية من البنوك والمصارف، مشيراً إلى أن الجدران النارية وحدها ليست كافية لحماية وأمن المعلومات، حيث إن القراصنة الإلكترونيين يحققون تطوراً كبيراً في تقوية قدراتهم على اختراق هذه الجدران.

تشفير

واعتبر أياس أن التشفير هو ضرورة ماسة إلى جانب الجدران النارية التي يتوجب على المؤسسات والشركات والمنظمات اعتمادها كحلول آمنة لسرية معلوماتها والبيانات الشخصية لكل المتعاملين معها من أفراد ومؤسسات، لافتاً إلى أن المعلومات تكون في حماية ذاتية غير ممكن الاطلاع عليها لتوافر هذه الخاصية التي تحتاج إلى آلية متناهية في التعقيدات لفك رموزها وإشاراتها.

3 طبقات

واستعرض أن المعلومات تحفظ في 3 طبقات متعددة أولها في الأجهزة سواء أكانت هواتف ذكية، أم ألواح كفية محمولة، أو أجهزة حواسيب، وثانيها هو مركز البيانات المركزية عبر الخوادم الرئيسة، وآخرها عبر تقنية الحواسيب السحابية. ولفت مدير التسويق في «دل» للشرق الأوسط، إلى أن هذه التقنية تستطيع توفير عدد كبير جداً من الخدمات الحاسوبية المتكاملة دون التقيد بالموارد المحلية بهدف التيسير على المستخدم، تكون مزودة بمساحات لتخزين البيانات والنسخ الاحتياطية بطريقة «المزامنة الذاتية»، موضحاً أنها ذات قدرات معالجة برمجية وجدولة للمهام ودفع البريد الإلكتروني والطباعة عن بعد، كما تتيح للمستخدم عند اتصاله بالشبكة التحكم في هذه الموارد عن طريق واجهة برمجية بسيطة تتجاهل الكثير من التفاصيل والعمليات الداخلية.

مراقبة دائمة

ونصح الشركات والمؤسسات بضرورة التعاون والتنسيق مع الشركات التقنية الحديثة لتوفير خدمة المساعدة على مراقبة دائمة على مدار الساعة لحالة مواقعها الإلكترونية بما يحميها من تسجيل حالات اختراق ويصونها من خسارة الكثير من الأموال.

حلول

اعتبر باسل أياس أن تقنية الحلول النقالة للمؤسسات تحمل العديد من المخاطر على الشركات التي تستخدمها مما يتطلب أنظمة حماية أمنية فائقة وحديثة تحمي كيانات هذه الشركات وتصون شبكاتها اللاسلكية الداخلية من تطفلات القراصنة غير المرغوب بهم.

واستطرد قائلاً تواجه المؤسسات في الوقت الراهن تهديدات قوية وفعلية تخترق منظومتها الداخلية تبقى فيها لأشهر قبل أن يتم اكتشافها، والطريقة الأكثر فعالية للتعامل مع هذه التحديات الواقعية هي تطبيق الحماية المستمرة من التهديدات في وجه الهجمات والمداومة على تطبيق التحسينات، كالارتباط المتقدم بين مؤشرات الهجوم أو تخطيط نقاط الضعف أو تعزيز الإمكانات الأمنية بأثر رجعي، بما يعزز قدرات الفرق الأمنية على الاستجابة قبل الهجمات وخلالها وبعدها».

Email