وزير الطاقة متحدثاً أمام 100 إعلامي من 45 دولة :

تراجع أسعار النفط ليس مشكلة لاقتصادنا القوي

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد معالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة أن تراجع أسعار النفط لا يسبب مشكلة حقيقية لاقتصاد الإمارات القوي.

وقال معاليه خلال لقائه أمس بفندق سانت ريجس بأبوظبي مع أكثر من 100 صحفي وإعلامي من 45 دولة عربية وأجنبية يستضيفهم المجلس الوطني للإعلام حاليا بمناسبة احتفالات الدولة باليوم الوطني الثالث والأربعين، قال اقتصاد الإمارات قوي وتراجع أسعار النفط عالميا لن يشكل لنا كارثة ونحن مستمرون في مشاريعنا الاستثمارية في قطاع الطاقة بدون تأخير.

محاور رئيسية

وكشف معاليه على أن دولة الإمارات ستنتهي قريبا من إعداد استراتيجية مكتوبة لقطاع الطاقة تستند إلى محاور رئيسية تقوم على تنويع مصادر الطاقة وإدماج الطاقة النووية مع مصادر توليد الطاقة الكهربائية من مصادرها الهيدروكربونية خصوصا الغاز ومن الطاقة المتجددة، مشيرا إلى أن هذه الإستراتيجية ستكون متاحة أمام الأشقاء العرب والأجانب للاستفادة منها باعتباره تمثل تجرية متميزة في العالم.

وشدد معاليه على أن دولة الإمارات تمكنت بفضل رؤية قيادتها الحكيمة من بناء نموذج يحتذى في قطاع صناعة النفط والغاز يقوم على الشراكة مع الشركات العالمية في تطوير هذا القطاع المهم وعدم خصخصة الشركات البترولية والاستمرار معها في تطوير هذا القطاع مع تنويع مصادر الدخل.

ولفت معاليه إلى أن استراتيجية الإمارات في قطاع الطاقة شهدت تطورا مهما ونوعيا منذ 15 عاما إذ رأت القيادة الحكيمة في الدولة أن النمو الاقتصادي القوي في الدولة يتطلب ايجاد أنواع جديدة لتوليد الطاقة إلى جانب الغاز الذي لم يعد يكفي متطلبات النمو في الإمارات.

رؤية مستقبلية

وذكر معاليه أن دولة الإمارات بدأت منذ عام 2000 بالتخطيط لاستيراد الغاز بكميات كبيرة ليتكامل مع الإنتاج المحلي وأعطت نموذجا من خلال مشروع «دولفين» للغاز الذي يجمع بين دول خليجية ثلاث وهي الإمارات وقطر وسلطنة عمان. وقال: قال المشككون عن هذا المشروع الكثير وقللوا من تأثيراته وفوائده، لكن المشروع أثبت نجاحه.

وشدد على أن القيادة الرشيدة استمرت في رؤيتها المستقبلية لقطاع الطاقة إذ رأت أنه لا يمكن الاعتماد على الغاز بنسبة 100% لتوفير احتياجات البلاد من الطاقة الكهربائية.

اهتمام خاص

وأكد معالي المزروعي أن الحكومة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وباهتمام خاص من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ومساهمته المباشرة في التخطيط لهذا القطاع بدأت بوضع استراتيجية جديدة لقطاع الطاقة تقوم في جانب منها على دمج الطاقة النووية وإدخالها في نموذج توليد الطاقة الكهربائية.

وتحدث معاليه عن البرنامج النووي الإماراتي موضحا أن أبوظبي بدأت تنفيذ برنامج سلمي لبناء أربع محطات نووية بطاقة 1.4 ألف ميجاوات لكل منها وستوفر في عام 2020 حوالي 25% من احتياجاتها من الطاقة، وشدد على أن تنويع مصادر الطاقة يشكل جزءا من نظرتها الاستراتيجية للاستثمار في الطاقة المتجددة. وقال: البرنامج النووي السلمي عبر وحداه الأربعة سيوفر كل سنة 1400 ميجاوات تبدأ من عام 2017 ثم 2018 ثم 2019 ثم 2020 لتساهم الطاقة النووية بنسبة 25% من إنتاج الكهرباء.

كما لفت في هذ الصدد الى أهمية المشاريع التي نفذتها وتنفذها شركة «مصدر» لتوفير الطاقة المتجددة.

نظرة تكاملية

وأوضح معالي وزير الطاقة أن نظرة دولة الإمارات لقطاع الطاقة «نظرة تكاملية»، مشيرا إلى أن دولة الامارات وشركة مصدر تقوم على بناء مشاريع لتوليد الطاقة في عدد من دول العالم خصوصا الدول النامية لمساعدتها في الحصول على الطاقة.. ولا ترى في ذلك ضررا لها كونها دولة مصدرة للنفط.

وأشار معاليه إلى أن دولة الامارات على استعداد لوضع تجربتها في قطاع النفط والغاز في عهدة الدول العربية ودول العالم الأخرى والتعاون معها للاستفادة من تجاربها أيضا والاستثمار في قطاع الطاقة لسد الاحتياجات العالمية المتنامية من الطاقة.. لافتا إلى أن الطلب على النفط يسجل نموا بمعدل واحد إلى 1.5% سنويا عن معدله الحالي البالغ حوالي 90 مليون برميل يوميا.

وأشار معالي المزروعي إلى أن صناعة النفط والغاز تواجه أيضا تحدي تراجع الانتاج النفطي للحقول القديمة وأنه لابد من تعويض الكميات التي تفقدها هذه الحقول.. لافتا إلى أن اسعار النفط خلال السنوات الأربع الأخيرة كانت «مجزية» لتوظيف استثمارات مهمة لتزوير وزيادة الطاقات الإنتاجية في الدول المنتجة ومنها دول منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك».

وقال معاليه إن الانخفاض الأخير في اسعار النفط «ليس بجديد» وسبق لمنظمة «أوبك» أن واجهت في عام 2008 انخفاض أسعار النفط إلى حوالي 40 دولارا للبرميل، مشيرا الى أن دول الخليج ودول «اوبك» عموما استمرت في تطوير حقولها.

وأكد وزير الطاقة أن دول «اوبك» ستتعامل مع الانخفاض الحالي في أسعار النفط وستتخذ القرار المناسب دون أن يشير إلى طبيعة ونوعية القرار الذي سيتم اتخاذه عندما تجتمع «اوبك» في 27 نوفمبر الجاري في فيينا.

وقال المزروعي إن انخفاض أسعار النفط «لن يشكل كارثة لدولة الإمارات»، لافتا إلى أن دخلها من النفط لا يشكل سوى 30% من الناتج المحلي الاجمالي بعد أن نجحت في تنويع مصادر الدخل ورفع مساهمة القطاعات غير النفطية إلى حوالي 70% من الناتج الإجمالي.

استثمارات إماراتية

ردا على سؤال حول استثمارات الإمارات في قطاع الطاقة خاصة النفط شدد معالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي على أن الاستثمارات الإماراتية مستمرة في قطاع الطاقة سواء النفط أو الغاز الطبيعي أو الطاقة المتجددة موضحا أن الدولة تحتاج إلى مصادر عديدة للطاقة لتأمين احتياجاتها من الكهرباء، إضافة إلى زيادة مواردها. وقال: نحن منتجون كبار للنفط في العالم ومستمرون في استثماراتنا بدون توقف ولا توجد لدينا مشكلة حقيقية بسبب تراجع أسعار النفط.

Email