مؤتمر التعاون لمنتدى بواو يدعو إلى استنساخ تجربة الإمارة

دبي مركز مالي وتجاري ولوجيستي لآسيا

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أجمع المشاركون في «مؤتمر التعاون المالي لمنتدى بواو الآسيوي» والذي بدأ أمس في فندق أتلانتس في دبي ويستمر حتى 25 الجاري على أهمية دبي كمركز مالي وتجاري ولوجيستي وخدماتي لآسيا، موضحين أن دبي في وضعية جيدة للغاية للاستفادة من النمو الذي تعيشه آسيا اليوم لعدة أسباب منها أن الإمارات نفسها تقع في قارة آسيا ولبنيتها التحتية المتطورة.

ودعا المشاركون إلى استنساخ نموذج دبي الناجح جداً في بناء بنية تحتية متينة بمواصفات عالمية ساهمت في جذب الشركات الأجنبية من العالم إلى دبي إلى جانب ما تتمتع به دبي من مقومات دعمت نموها الاقتصادي وعززت موقعها على خارطة الاقتصاد العالمية بما في ذلك موقعها التجاري الاستراتيجي إلى جانب قوانينها وتشريعاتها المحفزة للاستثمار وبيئة الأعمال المنفتحة والمشجعة، مشددين على ضرورة تعزيز التمويلات المشتركة بين المنطقة العربية وآسيا والتي تصب في صالح المشاريع المشتركة وتحديداً تمويلات البنية التحتية.

وأكد المشاركون في المنتدى والذي جمع تحت مظلته أكثر من 350 من كبار المسؤولين الحكوميين وقادة قطاع الخدمات المالية وصناع السياسات والأكاديميين في العالم وفي مقدمتهم نائب رئيس الوزراء الصيني الأسبق زينغ بيان ورئيس الوزراء الفرنسي السابق دومنيك دو فلبان وعبدالله محمد العور المدير التنفيذي لمركز دبي لتطوير الاقتصاد أن القطاع المالي في آسيا سيواصل نموه بالتوازي مع النمو الكبير الذي تعيشه اقتصادات آسيا اليوم، مشيرين إلى أن دبي كمركز مالي مرموق في العالم والإمارات بشكل عام ستستفيد من نمو القطاع المالي السريع الذي تعيشه آسيا اليوم وخاصة أن دبي أصبحت أحد المراكز المالية الرئيسية في العالم.

موقع استراتيجي

وقال جو وانجونغ، الأمين العام لـ«منتدى بواو الآسيوي»: ان مؤتمر التعاون المالي لمنتدى بواو الآسيوي في دبي يسعى إلى تحفيز الحوار حول العديد من القضايا المالية المحورية بالنسبة للدول الآسيوية، وقد جاء قرارنا بتنظيم هذه الفعالية في دبي استناداً لموقعها الاستراتيجي الذي يربط الشرق بالغرب وهو اعتراف بتعاظم أهميتها كمنصة متطورة للخدمات المالية والتبادل التجاري بين شرق وغرب آسيا فضلاً عن الدور الذي يمكن أن تلعبه في تمويل استثمارات البنية التحتية والطاقة والتي من شأنها دعم عملية دمج آسيا بالاقتصاد العالمي.

أجندة شاملة

وفي جلسة حوارية على هامش المنتدى بعنوان «دور دبي في التعاون المالي بين مناطق آسيا والمحيط الهادئ» قال جيا كانغ رئيس المعهد الصيني لاقتصادات العرض والباحث في معهد ابحاث العلوم الصينية ان الصين ماضية في اصلاحات نظامها المالي والتواصل مع دول العالم الاقتصادية من اجل النهوض بمستوى الاقتصاد العالمي، حيث وفرت الصين نظام اصلاح مالي متكامل يتضمن اجندة شاملة للإصلاحات.

وأضاف كانغ أن الصين بدأت في طرق باب الصيرفة الاسلامية في المنطقة نظراً لتزايد الاهتمام بالنظام المالي الاسلامي، حيث انشأت دول «البريكس »بنك التنمية الخاص بها.

نموذج ناجح

وقال كانغ ان دبي اسست نموذجاً ناجحاً للاقتصاد العربي، حيث اصبحت مركزا ماليا وتجاريا عالميا مهما، الامر الذي يتطلب منا تعميق العلاقات الصينية الاماراتية، لاستغلال نموذج دبي الناجح والقائم على بنية تحتية متطورة، حيث ان الصين ملتزمة بالشراكة مع اقتصادات الدول الاخرى لتطوير مراكز تسويقية، وقد بدأنا ببناء مدن في الصين ذات بنية تحتية ونظام مالي متين مشابهة لدبي لتخطو خطى الامارة في العالمية والتطور. من جانبه قال شيراج شاه رئيس الشؤون الاستراتيجية وتطوير الاعمال لدى سلطة مركز دبي المالي العالمي ان الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي كانت تساهم من 50 الى 60 % من اجمالي الناتج المحلي، اما في وقتنا الحالي فتبين الارقام والإحصاءات تحول نسب كبيرة نحو اسيا والشرق الاوسط، حيث اصبحت دبي في قلب التحول هذا.

واضاف شاه ان دبي لعبت دوراً هاماً في بناء بنية تحتية متينة تحتاجها الاعمال والمطارات والموانئ اضافة الى القوانين والتشريعات التي سهلت عمل الشركات وساهمت في نمو أعمالها.

وأكد أن مركز دبي المالي العالمي لعب ولايزال يلعب دوراً مهماً في تقديم الخدمات المالية للشركات الصينية.

مشاريع ضخمة

وقال يانغ شاوجون مدير المكتب المالي في حكومة منطقة نينغشيا ذاتية الحكم ان دول اسيا تحتاج الى التعاون فيما بينها خاصة في الوقت الحالي للمساهمة في انشاء مشاريع ضخمة تعزز النمو الاقتصادي لهذه الدول.

واضاف شاوجون وجود علاقات دوية بين الصين ودول المنطقة، معززاً ذلك بنمو ثقل الصين الاقتصادي بشكل كبير.

وفي تصريحات للصحافيين أكد رئيس الوزراء الفرنسي السابق دومنيك دو فلبان رداً على أسئلة « البيان الاقتصادي» على أهمية دبي اليوم على خارطة الاقتصاد العالمية وقال انها لاعب مؤثر في الاقتصاد العالمي اليوم.

وأضاف أنه من المهم جداً في الظروف التي يعيشها العالم اليوم أن يتم تناول التعاون المالي من خلال المنتدى الذي تستضيفه دبي اليوم وايضاً الحديث عن الإصلاحات المالية وخاصة في ظل هشاشة النظام المالي العالمي سواءً كنا نتحدث عن نظام العملات أم وضعية الفقاعات في العديد من بلدان العالم.

الإصلاحات المالية

وبسؤال «البيان الاقتصادي» لدوفلبان إن كان يتفق على أن الإصلاحات المالية في أوروبا قد بدأت ولكنها لم تنته بعد رد دوفلبان بالقول إنه يتفق مع هذا القول ودعا الاتحاد الأوروبي والعالم بشكل عام إلى تسريع وتيرة الإصلاحات المالية والمصرفية وبقوة والتي كان قد بدأها قائلا إن تحقيق ذلك يحتاج إلى تعاون دولي وإلى بدء حوار ما بين مختلف بلدان العالم سواء كانت بلدان الشمال أم بلدان الجنوب على حد قوله.

مشيراً إلى أهمية «مؤتمر التعاون المالي لمنتدى بواو الآسيوي» والذي تستضيفه دبي حالياً، حيث سيناقش المسؤولون والخبراء مختلف القضايا المالية وسيقدمون عروضا لأفكار ومقترحات للعالم لمواجهة التحديات المالية والتحديات السياسية والتي يشهدها هذا الجزء من العالم، فكلما زادت الأزمات السياسية في العالم كلما ازدادت معها حدة التوتر في العالم وكلما واجهنا مشكلات وتحديات في العالم كلما احتجنا في العالم لمزيد من التعاون وسن مزيد من التشريعات.

ويرى دو فلبان أن النظام المالي الحالي يفتقد للكثير من التعاون والتشريعات، ودعا إلى ضرورة الإلمام بحجم المخاطر والمشكلات ومحاولة مواجهة الأوضاع والأزمات القائمة اليوم.

لاعبون جدد

«البيان الاقتصادي» سألت دو فلبان إن كانت فرنسا وخاصة من خلال تواجدها في أعمال المنتدى في دبي بدأت تولي أهمية أكبر لمنطقة آسيا وخاصة أن القارة الافريقية بقيت بيت فرنسا بلا منازع لعقود طويلة فرد بالقول اليوم هناك لاعبون جدد في السوق العالمي ولا أحد يمكنه اليوم أن يتجاهل أهمية الصين وحقيقة الاقتصاد الصيني اليوم، حيث ان معظم تدفقات رؤوس الأموال تأتي اليوم من آسيا وبشكل أكبر من الصين.

وبالتالي من المهم أن يلعب هؤلاء اللاعبون المهمون من آسيا دورا أكبر لعرض تشريعات جديدة وأيضاً فرص جديدة، علينا أن نفهم اليوم أن هذه البلدان هي البلدان المانحة والعالم الغربي هو العالم المستدين، وبالتالي علينا أن نخلق تعاونا أفضل بين تلك البلدان، وهذا يعني الكثير من التغيرات في المؤسسات الدولية مثل إحداث تغيير في صندوق النقد الدولي، والمؤسسات المالية الدولية، نحن بحاجة للأفكار وخيال واسع وفرص مثل هذا المنتدى المهم الذي تستضيفه دبي اليوم.

التبادلات التجارية

من جانبه قال عادل الزرعوني نائب الرئيس التنفيذي للمبيعات الدولية في جافزا على هامش المنتدى ان حجم التبادل التجاري بين منطقة جبل على واسيا في نمو مطرد، مشيراً الى وجود 240 شركة صينية في جافزا. وأضاف الزرعوني أن حوالي 60% من إجمالي تجارة الصين تمر عبر الإمارات بغرض إعادة التصدير وهي آخذة بالازدياد، معللاً ذلك بزيادة الشركات الصينية في الإمارات واتساع حجم الأعمال الصينية في الدولة.

وأشار إلى ان الشركات الصينية تعتبر دبي بوابة اقتصادية لمنطقة الشرق الاوسط والعالم، نظراً لدعم دبي ومؤسساتها الحكومية للشركات الناشئة في اسيا، ودورها المحوري في تسهيل وصول الشركات الى الاسواق العالمية، اضافة الى اهميتها من ناحية التبادل التجاري والمالي وتكوين منتجات مالية في اسيا وتصدير العمالة من المنطقة الى الخارج.

واضاف نائب الرئيس التنفيذي للمبيعات الدولية في جافزا أن اهمية الصين تنبع من توفيرها للمنتجات والفرص المالية اضافة الى اتجاه اسواقها نحو الخصخصة الأمر الذي من شأنه تسارع وتيرة نمو هذه الشركات.

واكد الزرعوني انضمام اكثر من 700 شركة جديدة في جافزا مع نهاية العام الحالي بنمو نسبته 15% عن العام الماضي.

الخدمات المالية

من جانبه قال في شنكار الرئيس التنفيذي لبنك ستاندرد تشارترد لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا انه لو نظرنا إلى قطاع الخدمات المالية التقليدية في آسيا سنجد بأنها تنمو بنحو مرة أو مرتين للناتج المحلي الإجمالي مقارنة بقطاع الخدمات المالية في مناطق أخرى من العالم، علينا أن نتذكر بأن الكثير من الناس في آسيا لا يتلقون خدمات مصرفية، حيث إن قطاع الخدمات المصرفية لا يزال في مراحل تنمية مبكرة وهذا لا يقتصر على قطاع الخدمات المصرفية ولكن أيضا التأمين وأسواق الأسهم وأسواق رأسمال الدين كلها في مراحل مبكرة من التنمية، وبالتالي هناك فرص كبيرة واعده للنمو في قطاع الخدمات المالية في آسيا، وأنا أتوقع أن ينمو قطاع الخدمات المالية في آسيا بأضعاف نمو إجمالي الناتج المحلي لآسيا.

بوابة إفريقيا

وبسؤال «البيان الاقتصادي» لشنكار ماذا سيعني النمو المضاعف في الخدمات المالية في آسيا بالنسبة لدبي والتي تعتبر مركزا ماليا مهما في العالم رد بالقول إن دبي والإمارات بشكل عام في وضعية جيدة للغاية للاستفادة من النمو الذي تعيشه آسيا اليوم لعدة أسباب منها أن الإمارات نفسها تقع في قارة آسيا، كما أن الإمارات شريك تجاري كبير لآسيا وخاصة الهند والصين، ولكن الإمارات بإمكانها أن تلعب دورا مهما كبوابة بين افريقيا وآسيا من خلال الاستفادة من موقع الإمارات الجغرافي والاستراتيجي والاستفادة من رابطها مع افريقيا، حيث ان طيران الإمارات تتجه إلى 27 مدينة افريقية اليوم وبالتالي من السهولة السفر إلى افريقيا.

تدويل الرنميبي

وبسؤال «البيان الاقتصادي» عن ان كانت دبي ستكون بوابة لتدويل العملة الصينية (الرنميبي) رد بالقول لو أخذنا العملة الصينية (الرنميبي) سنجد بأن 13-17 % من تجارة الصين يهيمن عليها (الرنميبي)، اليوم هونغ كونغ وسنغافورة ولندن أصبحت مراكز خارجية كبرى لعملة (الرنميبي) الصينية، وبرأيي أن هناك مساحة لاكثر من ثلاثة مراكز في العالم للعملة الصينية، وأتوقع أن تصبح دبي مركزا جديدا لتدويل العملة الصينية، وأعتقد أنه من مصلحة الجانبين حصول ذلك، وخاصة أن الصين شريك تجاري كبير للإمارات، إلى جانب أن الصين تمتلك أكبر احتياطي من النقد الأجنبي في العالم بقيمة 4 تريليونات دولار، وهذا يؤكد تزايد أهمية عملة (الرنميبي) في العالم، وبالتالي بإمكان دبي أن تستفيد من تلك العملة.

مشاريع «إكسبو»

أكد في شنكار أن بنك ستاندرد تشارترد مستعد للمساهمة في تمويل مشاريع بناء إكسبو 2020، قائلاً إنهم سيدرسون كل مشروع سيعرض على حدة والبنك منفتح على أي عمليات تمويل لمشاريع إكسبو.

ويعتبر «منتدى بواو الآسيوي» الملتقى الاقتصادي الأبرز في المنطقة، ومنصة مهمة تهدف إلى تحفيز حوار بنّاء لمواجهة التحديات المالية الرئيسة في قارة آسيا وإرساء الأسس الكفيلة بتعزيز التعاون المستقبلي بين بلدانها.

وحول توقعاته لنمو اقتصاد الإمارات ونحن نشارف على نهاية 2014 أكد شنكار متانة الاقتصاد الإماراتي، وقال إن أداء الاقتصاد الإماراتي جيد للغاية، متوقعاً نمو اقتصاد الإمارات 5 % بنهاية العام الحالي، مضيفاً أن هذا النمو يقوده قطاع السفر والسياحة وتدعمه البنية التحتية المتينة والعالمية للإمارات ووسائل النقل الحديثة جداً، مشيراً إلى أن التجارة تلعب دوراً مهماً في نمو اقتصاد الإمارات.

علاقات دبلوماسية راسخة

 

منذ إنشاء العلاقات الدبلوماسية بين الصين والإمارات عام 1984، بنى البلدان علاقات ثنائية قوية وراسخة في المجالات الاجتماعية والثقافية والرياضية والتجارية والاستثمارية.

وتعد الصين ثاني أكبر شريك تجاري لدبي، وقد بدأت هذه العلاقة تزداد أهمية مع مرور الوقت.

ويعيش أكثر من 200 ألف مقيم صيني في دبي، فيما ساعدت تقاليد الضيافة العريقة التي تتمتع بها دبي، إضافةً إلى تسهيل إجراءات تأشيرة الدخول للسياح، على استقطاب ما يزيد على 275 ألف سائح صيني عام 2013 بزيادة بلغت 11% على أساس سنوي.

رحلات مباشرة

وتقوم دبي بتسيير رحلات طيران مباشرة إلى 5 مدن صينية وهي: بكين، وشنغهاي، وجوانغزو، وهونج كونج، وكونمينغ.

ووصل حجم التبادل التجاري بين الصين والإمارات 2013 إلى 46,2 مليار دولار أمريكي بزيادة 14% عن العام السابق. ويتم إعادة تصدير نحو 60% من العمليات التجارية بين البلدين إلى أفريقيا وأوروبا.

وحلّت الصين في المرتبة الثانية أكبر شريك تجاري لدبي عام 2013، ولكنها في طريقها لتتبوأ المرتبة الأولى لعام 2014، بعد أن تخطت الهند بتجارة بلغت قيمتها 21,9 مليار دولار في النصف الأول من العام.

4200 شركة

وتجاوز عدد الشركات الصينية العاملة في دولة الإمارات أكثر من 4,200 شركة وتحظى أكثر من 2500 شركة صينية بعضوية «غرفة دبي» بزيادة بلغت 18% خلال عامين فقط.

وأصبحت دبي الراعي الرسمي للمنتخب الصيني الوطني لكرة الطاولة في شهر يناير عام 2013، ومددت اتفاقية رعايتها للمنتخب مدة 3 أعوام أخرى في أبريل 2014.

Email