للارتقاء بالعلاقات نحو آفاق أرحب ومستوى أكثر قوة

الإمارات ومصر تدشنان مرحلة تحالف اقتصادي استراتيجي

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

وجه الدكتور خالد حنفي وزير التجارة الداخلية والتموين في مصر، رسالة إلى المستثمرين وأصحاب الأعمال في دولة الإمارات، أكد فيها ترحيب مصر حكومة وشعباً بمساهماتهم في بناء مصر المستقبل، مشيداً بالمشاركة الإماراتية الواسعة النطاق في فاعليات مؤتمر «الاستثمار في مصر - استثمار في المستقبل»، حيث أكدت عمق العلاقات السياسية والتاريخية التي تربط البلدين.

وشدد الدكتور خالد حنفي في تصريحات لـ «البيان الاقتصادي» على أن العلاقات الاقتصادية بين مصر والإمارات ليست محصورة على الدعم الذي تقدمه الإمارات لمصر، بهدف مساعدتها على التغلب على المصاعب التي تواجهها، وإنما هي تحالف استراتيجي يجمع بين الدولتين، مشيراً إلى أن هذا التحالف قد بدأ بالفعل، على نحو عكسه مشاركة الأشقاء الإماراتيين في الكثير من المشروعات الاستراتيجية المهمة، والتي تحقق الخير والنفع للدولتين معاً.

رسالة إلى العالم

وقال الدكتور خالد حنفي إن المؤتمر يطلق رسالة إلى مختلف أنحاء العالم، بأن مصر قد عادت مجدداً لتلعب دورها التاريخي، بوصفها محوراً مهماً بالمعنيين المادي والمعنوي، والذي بإمكانه إن يجذب إليه الجميع، كما أن مشاركة ما يزيد على 1000 شخصية بارزة وقيادية في العمل الاقتصادي العربي، جاء ليؤكد أن مصر قد تجاوزت بالفعل التحديات التي واجهتها، وإنها بصدد الانطلاق مجدداً للأمام على خطى الارتقاء في علاقاتها الاقتصادية من مرحلة التجارة والاستثمار، إلى مرحلة التحالف الاستراتيجي مع الشركاء في بناء المستقبل، مشيراً إلى أن مصر تتحرك بقوة في بناء بيئة مواتية للأعمال وأصحاب رؤوس الأموال.

وأوضح الدكتور خالد حنفي أن التعاون الاستثماري والاقتصادي بين الإمارات ومصر، قد اكتسب قوة زخم كبيرة، على نحو يعكس الترابط الأخوي بين الدولتين الشقيقتين، مشيراً إلى أن التعاون الاقتصادي القوي بين البلدين ليس وليد اللحظة أو المرحلة الراهنة، بل هو تعاون ممتد عبر مختلف المراحل تاريخية.

وصية الشيخ زايد

وأوضح الدكتور خالد حنفي، أن الأشقاء في الإمارات متحمسون بشكل كبير للاستثمار في مصر، وهو موقف محل تقدير وتثمين كبيرين من جانب مصر، حكومة وشعباً، مشيراً إلى أن المستثمرين الإماراتيين دائماً ما يؤكدون أن استثمارهم في مصر، هو تنفيذ لوصية المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي أوصى شعبه بالعمل والاستثمار في مصر، معرباً عن بالغ شكره وتقديره للرغبة الحميمية من جانب المستثمرين الإماراتيين لتنفيذ هذه الوصية.

وقال الدكتور خالد حنفي في معرض رده على سؤال لـ «البيان الاقتصادي» بشأن موعد زيارته القادمة لدولة الإمارات، إنه سوف يقوم بزيادة الإمارات قريباً، ولكنه لم يكشف عن توقيت هذه الزيارة.

حجم التبادل التجاري

وفي سياق متصل، قال سعادة جمعة محمد الكيت وكيل الوزارة المساعد لشؤون التجارة الخارجية في وزارة الاقتصاد الإماراتية، إن العلاقات التي تربط بين الإمارات ومصر، هي علاقات تاريخية ومتميزة، ولكنه أشار إلى أن حجم العلاقات التجارية بين الدولتين ما زال مُتواضعاً، بالنظر إلى ما يربطهما من علاقات متميزة، وبالنظر إلى اهتمام الدولتين بتطوير هذه العلاقات، لكي ترتقي إلى مستويات أعلى.

وأوضح جمعة الكيت أن التبادل التجاري بين مصر والإمارات يشهد صعوداً منتظماً، حيث بلغ حجم هذا التبادل التجاري في 2013، نحو 7.7 مليارات درهم، مشيراً إلى أن الصادرات الإماراتية إلى السوق المصرية تتزايد بشكل كبير، تقابلها زيادة للصادرات المصرية، وإن كانت هذه الزيادة ليست بالحجم الكبير.

مضاعفة التبادل التجاري

وقال جمعة الكيت إن هناك مجالاً كبيراً لزيادة حجم المبادلات التجارية بين مصر والإمارات خلال السنوات المقبلة، بما يُضاعف حجم التبادل التجاري بينهما خلال السنوات المُقبلة، خاصة في ظل ما تقدمه الحكومة المصرية من تسهيلات للمستثمرين الإماراتيين، مشيراً إلى أن هناك لجاناً تم تشكيلها على المستوى الحكومي للنظر في الاستثمارات الإماراتية الوافدة إلى مصر، كما أن الحكومة المصرية قد شرعت في إطلاق ثورة تشريعية، ستشمل مختلف القوانين والإجراءات المرتبطة بالاستثمار، بما في ذلك قانون الاستثمار الأجنبي.

وأوضح جمعة الكيت أن وجود المستثمرين في السوق المصرية خلال المرحلة الراهنة، مسألة في غاية الأهمية، كون هذا الوجود سيواكب خلال الفترة المقبلة بتسهيلات كبيرة في كافة التشريعات المصرية، بما يسهل ولوج المستثمرين إلى السوق المصرية بشكل سلس، وبدون عقبات.

مشاركة قوية

وتحدث جمعة الكيت عن المُشاركة الإماراتية في مؤتمر «الاستثمار في مصر - استثمار في المُستقبل» تجسد تطلع البلدين لرؤية العلاقات الاقتصادية والتجارية في ما بينهما أكثر قوة ومتانة، مشيراً إلى هذا المؤتمر يمثل منصة جيدة تتيح للمستثمرين الإماراتيين بشكل خاص، والعرب عموماً، الاطلاع على الخريطة الاستثمارية المصرية الجديدة، بما تحويه من مشروعات وخطط استثمارية، فضلاً عن الاطلاع على منظومة التشريعات التي سوف يتم سنها، إلى جانب التعرف إلى التسهيلات التي سوف تُقدم إلى المستثمرين، واعتبر الكيت المؤتمر بمثابة خطوة للأمام نحو الدفع بالعلاقات التجارية والاستثمارية بين مصر والإمارات.

وبسؤاله حول ما إذا كان تبسيط الإجراءات والقوانين الاستثمارية في مصر، يُعد كافياً لتحفيز المستثمرين الإماراتيين على الاستثمار في مصر، أجاب الكيت قائلاً: «ينظر المستثمر في المحل الأول إلى مسألة توافر الاستقرار من عدمه، ولكن أصبح الاستقرار موجوداً الآن في مصر، وواكب ذلك توافر فرص استثمارية ذهبية، بالنظر إلى كبر حجم السوق المصرية، وبالتالي، صار باب الاستثمار في مصر مفتوحاً، طالما أن التشريعات المُقبلة ستسهل عملية الاستثمار في السوق المصرية».

مبادرات لتنمية الصادرات بين البلدين

 

 

رداً على سؤال بشأن الدور المستقبلي لمؤسسة دبي لتنمية الصادرات في تعزيز العلاقات التجارية بين الإمارات ومصر، قال المهندس ساعد العوضي المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لتنمية الصادرات، إن العلاقات الإماراتية المصرية تتميز بتنوع ركائزها ومجالاتها، فهي علاقات مبنية على الحضارة والثقافة ومشاعر الحب والأخوة التي تربط بين شعبي البلدين، وهو وضع من شأنه أن يوفر فرصاً كبيرة للمصدرين الإماراتيين.

وكشف العوضي عن أن مؤسسة دبي لتنمية الصادرات، ستعرض حزمة من الخدمات خلال فاعليات المؤتمر، كما ستقوم بفتح قنوات كثيرة للتفاعل بين المصدرين الإماراتيين، ونظرائهم المصريين، فضلاً عن تعزيز تجارة إعادة تصدير المنتجات المصرية، والتي تتخذ من الإمارات نقطة انطلاق نحو الأسواق العالمية، كما سيتم إطلاق حزمة من المبادرات الداعمة لتدفق التجارة والاستثمار في ما بين البلدين.

وبسؤاله عن ماهية المبادرات التي سوف تدشنها مؤسسة دبي لتنمية الصادرات، أجاب العوضي، قائلاً: «تقدم مؤسسة دبي لتنمية الصادرات، باقة من الخدمات إلى الأسواق الدولية، من بينها برنامج المشترين، الذي يركز بشكل خاص على الأسواق الاستراتيجية، ويتم من خلاله التفاعل مع المستوردين في الدولة المستهدفة، لكي يجري إطلاعهم على الفرص الموجودة في مختلف القطاعات والأنشطة الاقتصادية في دولة الإمارات، ما يعزز علاقاتهم مع المصدرين الإماراتيين.

كما أننا سنقوم بجولات تعريفية في مصر، بغرض إطلاع المستوردين المصريين على نوعية الخدمات التي توفرها مؤسسة دبي لتنمية الصادرات، كما سنقوم بجولات تسويقية، بمشاركة المصدرين الإماراتيين، ونحن نعتزم القيام بجولات عديدة في كل من القاهرة والإسكندرية خلال عام 2015، تشارك فيها الشركات الإماراتية الساعية إلى الاستثمار والتصدير إلى الأسواق المصرية».

وأضاف العوضي قائلاً: «لقد تبين لنا من نتائج الدراسات المسحية التي أجرتها مؤسسة دبي لتنمية الصادرات، أن هناك رغبة قوية لدى شركات إماراتية في التصدير إلى السوق المصرية، حيث إننا نجري هذه الدراسات للتعرف إلى طلبات واحتياجات أعضاء المؤسسة».

Email